تقاريرغير مصنف

(تقرير حصري) كيف يبيع الحوثيون المساعدات المقدمة للموظفين في السوق السوداء؟!

خلال أكثر من عامين يتسلم الحوثيون مساعدات غذائية للموظفين الحكوميين في صنعاء لكن الموظفين لم يتلقوا شيئاً، ما اكتشفه برنامج الغذاء والمنظمات!  
يمن مونيتور/صنعاء/ خاص:
بات الموظفون الحكوميون في صنعاء يعرفون جيداً أن جماعة الحوثين نهبت وباعت مساعدات غذائية قدمتها منظمات وهيئات أممية العامين الماضيين وباعتها في السوق السوداء.
كانت المفاجأة عندما قام برنامج الغذاء العالمي ومنظمات أخرى بالتواصل مع موظفين حكوميين لمعرفة “رجع الصدى” عن المساعدات التي يتلقونها من البرنامج والمنظمات الأخرى؛ أصيبوا بالصدمة فلم يصل لمعظم الموظفين شيء!
وقال موظفون إن هذا الاستبيان كان فاجعة فبالبيانات تتحدث عن تسليم مواد غذائية وصحية ولم يحدث شيء من ذلك.
وقال موظف في وزارة الإدارة المحلية لـ”يمن مونيتور”: كانوا يبيعونها.
وقال صلاح محمد أحد الموظفين في وزارة الإعلام في تصريح خاص لـ”يمن مونيتور”: قبل سنة تقريباً طلبت منا إدارة الموارد البشرية في مؤسسة الثورة من جميع الموظفين صور بطائقهم الشخصية، وتسجيل رقم هواتفهم.
وأضاف: نسيّ الموظفون الموضوع، والآن وقبل ثلاثة أيام اكتشف الموظفون أن “أحدهم” استلم السلات الغذائية منذ سنة، ولم يستلم أي موظف أي سلة غذائية.
تبلغ قيمة السلة الواحدة أكثر من 30 ألف ريال (الدولار=520 ريال في السوق السوداء)، وفي مؤسسة الثَّورة يوجد 1400 موظف لم يستلموا رواتبهم منذ 2016.
طالب الموظفون من جماعة الحوثي التعويض وتقديم المسؤولين إلى العدالة، رفضت الجماعة ذلك بالمطلق وتوعدت الموظفين الحكوميين.
 
خيوط الفضيحة
وانكشفت خيوط قصص نهب المساعدات عند اتصالات أجريت لعدد من موظفي الدولة حول التأكد من تسلمهم السلال الغذائية، حيث كشف عدد من موظفي مؤسسة الثورة للطباعة والنشر في تصريحات متفرقة لـ”يمن مونيتور”: إن المتهم في سرقة قوتهم على مدى عام هم المسؤولين من جماعة الحوثي الذين قاموا برفع وتسليم كشوف المرتبات إلى المنظمات ونهب المساعدات بشكل جريء ومخزي.
يقول أحد الموظفين الذي طلب عدم الكشف عن هويته، خوفاً من طبش الحوثيين لـ”يمن مونيتور”: تلقيت اتصالاً من برنامج الغذاء العالمي يفيد بأني استلمت عدد من السلال الغذائية رديت عليه بالنفي القاطع وأني لم أحصل على شيء وكذا تلقى عدد من الزملاء في المؤسسة اتصالات من برنامج الغذاء العالمي في صنعاء للتأكد من أنهم يستلموا سلالهم الغذائية الشهرية، وعندما ذهبوا إلى مكتب المنظمة تفاجئوا بأن هناك كشوفات استلام حصص شهرية منذ عام بأسمائهم وأرقام هواتفهم وبطائقهم الشخصية وأمام كل اسم بصمة على أساس إنه استلم وبصم مع وجود البطاقة الشخصية الخاصة به.
وأضاف: طبعاً هناك كشوف لا تخص موظفي مؤسسة الثورة فقط بل فيها أسماء من عدد من المؤسسات والوزارات والقضية كبيرة جداً.. بمعنى أن الذي يتسلم أصبح من الأثرياء.
 
منذ عام
وقال مسؤول في منظمة إغاثة يعمل في صنعاء لـ”يمن مونيتور”: لا يمكن أن نجعل الحوثيين يقومون بتسليم المواد الغذائية لأي محتاج، ننزل إلى الميدان نحصي المحتاجين ونقوم بتوزيع السلات الغذائية عليهم.
مضيفاً: نتعرض بسبب ذلك إلى تعقيدات وكثير من الأحيان يتم سجن المتطوعين والعاملين في المنظمة أثناء التوزيع.
وتابع: قام الحوثيون بإنشاء هيئة خاصة بتوزيع المساعدات على النازحين والمحتاجين، وتضع بشكل دائم العقبات والتراخيص في كل محافظة خاضعة للجماعة.
وقال موظفون حكوميون في رئاسة الوزراء والإدارة المحلية والشباب والرياضة لـ”يمن مونيتور” إن اتصالات من منظمات عديدة وصلت إليهم للحديث عن المساعدات لكنهم لم يحصلوا على شيء.
وقال حمود النهاري الذي يعمل في مؤسسة حكومية بصنعاء لـ”يمن مونيتور”: إن البرنامج والمنظمات ساورتهم الشكوك لذلك قاموا بالاتصال بالموظفين الحكوميين للتأكد من وصول السلة الغذائية لشهر نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أكثر من عام على استلام حصصهم من قِبل الحوثيين.
حاول “يمن مونيتور” الوصول إلى مسؤولين حوثيين للتعليق لكن مسؤولاً بارزاً في المكتب السياسي للجماعة رفض التعليق وقال إن هذه ادعاءات باطلة.
 
360 مليون ريال
وعقب كشف التلاعب تبين للموظفين أن البرنامج يقدم حصة غذائية متكاملة طوال الأشهر السابقة من العام الجاري وأن جماعة الحوثي تسلمتها جميعها دون علمهم، ثم قدمت كشوفات الاستلام بتوقيعات مزورة بأسمائهم.
وقال مسؤول مالي في مؤسسة الثورة لـ”يمن مونيتور” اذا “افترضنا جدلاً بأن عدد الحالات المستهدفة في المؤسسة الثورة للصحافة والطباعة  يبلغ 1000 حالة وأن قيمة السلة الغذائية الواحدة 30 ألف ريال أي أن ما تم نهبه باسم موظفي مؤسسة الثورة وحدها فقط خلال عام كامل تصل إلى 360 مليون ريال”.
وبعث مئات من الموظفين رسائل ملؤها الألم والحسرة إلى برنامج الغذاء العالمي.. وسط غضب وصدمة جراء كشف الحقيقة.
ولم يستطع “يمن مونيتور” الوصول إلى برنامج الغذاء العالمي في صنعاء للتعليق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى