فكر وثقافة

يمنيون يتساءلون: كيف نحتفل باللغة العربية في سنوات الاحتراب؟

نظم المَجمع العلمي اللغوي اليمني احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وشهدت المناسبة تكريم الشاعر أحمد الجابري والباحث عبدالعزيز المنصوب تقديراً لجهودهما في خدمة اللغة العربية. «القدس العربي» طرحت سؤالاً على هامش الاحتفال مفاده: ما جدوى الاحتفال باللغة العربية في سنوات تعيش فيها الأمة العربية انحطاطاً واحترابا؟

يمن مونيتور/القدس العربي

نظم المَجمع العلمي اللغوي اليمني احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وشهدت المناسبة تكريم الشاعر أحمد الجابري والباحث عبدالعزيز المنصوب تقديراً لجهودهما في خدمة اللغة العربية. «القدس العربي» طرحت سؤالاً على هامش الاحتفال مفاده: ما جدوى الاحتفال باللغة العربية في سنوات تعيش فيها الأمة العربية انحطاطاً واحترابا؟
عزاء وتعويض
وهنا أعرب نقيب الصحافيين الأسبق عبدالباري طاهر عن الأسف، مستغرباً من الاحتفال في ظل واقع تشهد فيه الأمة العربية حالة موات على حد تعبيره، وقال: لكي تعيش لغة لابد من أن تكون أمة اللغة أمة حية ومنتجة. وأضاف: المؤشرات التي تتحدث الآن عن الأمية في البلدان العربية مؤشرات مؤلمة؛ ففي مصر سنتحدث عن 30% من السكان لا يقرأون ولا يكتبون، فيما الأمية المعرفية ربما تصل في بلداننا إلى 90%. واستطرد: بالإضافة إلى ما نعيشه من ثارات واقتتال في أكثر من قطر عربي؛ في العراق وسوريا واليمن… بلدان تحترق وشعوب تموت كل يوم تحت وقع الحروب والجهل والتخلف. وقال إن الاحتفال العربي بهذه المناسبة، هو من قبيل العزاء والتعويض عما نعيشه من مأساة أمة تعيش خارج ركب الحضارة، بعدما كانت صانعة حضارة، واللغة العربية بحاجة إلى حضارة معرفية تصنعها أمة حية.
رسالة
فيما دافع الشاعر محمد عبدالسلام منصور عن أهمية الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية وقال، هذا الاحتفال هو بمثابة دعوة للإنسان العربي لأن يثور على واقعه المتردي، وأن يتطلع لإعادة المجد العربي الذي سجلته اللغة العربية عبر العصور التي ازدهر فيها المجتمع العربي، منذ انطلاق الرسالة المحمدية وعهد الراشدين، مروراً بالدولة الأموية والدولة العباسية وغيرها من الدول التي شهدت النهضة العربية الأدبية والفنية والعلمية. وقال نحن نعيش ظروفاً غير طبيعية وعلى الإنسان العربي ألا يطأطئ رأسه ويخجل مما هو فيه، ما دامت ثمة قاعدة تاريخية يستطيع أن يتكئ عليها، وينطلق ثائراً على واقعه المتخلف وصوغ وضع جديد؛ وبالتالي فالاحتفال بهذه اليوم العالمي للغة العربية هو بمثابة رسالة من المنظمة الدولية لنا بأهمية اللغة العربية ومكانتها وقدرتها على صناعة نهضة حقيقية.
اللغة العربية متميزة عن غيرها من اللغات؛ لكنها تحتاج إلى أمة تنهض وتصنع حضوراً يُعيد الاعتبار للغتها؛ فالصينيون واليابانيون لم تكن للغاتهم أبجدية لكنهم بنوا حضاراتهم واخترعوا أبجديات للغاتهم.
أمل
العالم الفلكي واللغوي محمد صغيري أكد بدوره على أهمية أن يكون هناك أمل في كل الأحوال، مشيراً إلى «أن اللغة العربية هي حاملة ذلك الأمل، وقبل ذلك هي رافعة هُوية مهما ارتكبه السياسيون في هذه المنطقة من انحرافات وأخطاء.
وطالب صغيري، بأن تعمل المؤسسات الثقافية العربية، في كل الظروف والأحوال، على الارتقاء بالوعي العربي، من خلال استمرار إصدار كل إبداعات الشباب والعلماء والمؤرخين والباحثين كطريق لنمو الوعي الإنساني؛ فاللغة هي الوعي في الأخير. وأشار إلى ما يعيشه العالم العربي اليوم؛ لكن هذا، كما يقول، لا يعني تثبيط العزائم وإنما هو حافز لنحمي لغتنا؛ وهي لغة جديرة بذلك فهي لغة مختلفة ومتميزة، وليس هذا الكلام ادعاء فأنا أُجيد اللغة الإنكليزية وبعضا من اللغات الأخرى، لكن اللغة العربية متميزة عن غيرها من اللغات؛ لكنها تحتاج إلى أمة تنهض وتصنع حضوراً يُعيد الاعتبار للغتها؛ فالصينيون واليابانيون لم تكن للغاتهم أبجدية لكنهم بنوا حضاراتهم واخترعوا أبجديات للغاتهم، وأصبحت العلوم لديهم تُدرّس بلغاتهم، أما العرب فللأسف كما تراهم يقودهم جهلاء.
أبواق الكراهية
وفي كلمته في الاحتفالية اليمنية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أشار الشاعر عبدالعزيز المقالح رئيس المَجمع العلمي اللغوي اليمني، إلى ما يعانيه المَجمع اليمني الذي «ما يزال يبحث عن خيمة أو هنجر يأوي إليه ويلملم أوراقه وما تضمه مكتبته من معاجم وكتب ومجلات، وهو نموذج صارخ وبائس لما تناله لغة القرآن الكريم ولغة المعرفة والاستنارة من إهمال وتجاهل وتقصير. وانتقد أن يمر اليوم العالمي للغة العربية، بصمت بدون أن يسمع عنه أحد من جانب الأنظمة أو أجهزتها الإعلامية المشغولة ليل ونهار بالصراعات الجانبية والنفخ في أبواق الكراهية، ونشر ما كان قد انطوى من القيم الجاهلية المقيـــتة، وعدم الاهتمام بمجاميع اللغة العربية التي قفلت أبوابها من سنوات. وأشار إلى ما تعانيه هذه المجاميع؛ فبعد أن كانت هذه المجامع قائمة على امتداد الوطن العربي لم يبق منها سوى مَجمع أو اثنين على الأكثر.
وأقرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» يوم الثامن عشر من ديسمبر/كانون الأول يوماً عالميا للغة العربية، لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 عام 1973، والذي أقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى