آراء ومواقف

تعز مدينة ضائعة في السويد

عبدالإله هزاع الحريبي

يعتقد كثيرون أن طرح ملف تعز في هذه المشاورات مجرد ذر رماد على العيون. تمر الأيام في مشاورات السويد بشأن اليمن ببطء شديد في نتائجها المتوخاة منها، على عكس ما يأمله الشارع في اليمن، هذه المشاورات التي حدّدت لها ملفات إنسانية، تخدم الشعب اليمني في نتائجها، على أن يكون للجانب السياسي والعسكري مشاورات أخرى، تتركز مشاورات السويد حول الأسرى ومطار صنعاء وفك الحصار عن تعز وميناء الحديدة، ومن سيشرف عليه، في مدينة تعز المحاصرة من مليشيات الانقلاب، يأمل الناس أن تؤدي هذه المشاورات إلى فك الحصار عن المدينة، على أن تكون هناك حلول سياسية وعسكرية للحرب ككل، حيث لا يمكن فك الحصار على المدينة، وإبقاء جزء منها في قبضة المليشيات الانقلابية، ذات البعد الطائفي والمذهبي. وأقصد هنا ضاحية تعز الحوبان، ومناطق شرعب ودمنة خدير والراهدة.

تعز بحاجة إلى حلول نهائية، وليس حلول ترقيعية، ستؤدي إلى مزيد من الجرائم بحق الإنسان في هذه المدينة التي كتب عليها أن تعاني من الأمَرين، إجرام المليشيات وظلم القيادة العسكرية للجيش اليمني وللتحالف.
 ويعتقد كثيرون أن طرح ملف تعز في هذه المشاورات مجرد ذر رماد على العيون.
الهدف منه تتويه أبناء هذه المدينة التي تعتبر، بحسب، محللين عسكرين كثيرين، بوابة الحل لليمن بأسره، لكن الحسابات السياسية للتحالف، ومعه قيادة الشرعية، لها دور مباشر في تأخر عملية الحسم العسكري، أو إلغاء هذا الحسم، وترك المدينة تتوه في تناقضاتها العسكرية والمناطقية.
 ورأينا في الفترة الماضية أن مدينة بحجم تعز بحاجة إلى قراءة عادلة لوضعها الوطني، وإلى حلول منطقية لفك الحصار. وتتمثل هذه الحلول بتحرير المدينة عسكرياً من خلال دعم الجيش الوطني هناك، بدلاً من تفخيخه بالخلافات والمؤامرات على ألويته العسكرية، كما هو الحال مع اللواء 35 مدرع الذي كان اللواء الوحيد مواجهاً لثلاثة عشر لواء محيطين بتعز، تحرّكهم قيادة الانقلاب الحوثي وعلي عبدالله صالح قبل مقتله. واستطاع حشد أبناء تعز من مختلف القوى والمناطق لمواجهة الاجتياح المليشاوي، المتطور عسكرياً بمعداته وآلياته الحربية.
مدينة بحاجة لحلول عادلة في مشاورات السويد، وفي أروقة القيادة العسكرية في مأرب والرياض، مدينة بحاجة الى السلام الذي لا يكبلها من جديد بأغلال القبيلة والحكم المركزي والطائفي، مدينة بحاجة إلى بسط سيطرة الجيش الوطني على كامل ترابها. وفي المقدمة مطارها الدولي، ما يحدث لها في السويد هو تضييع لقضيتها ولوضعها الآن وغداً، بل أصبحت المنظمات الدولية الإغاثية تقدم الدقيق الفاسد لأبنائها، وكأن المجتمع الدولي يعاقبها على حسن نياتها لليمن وللإقليم.
نقلا عن العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى