رياضةكتابات خاصة

حرب البوكا وجونيورز

بدر بالعيد

 قطبا الكرة الأرجنتينية ريفر بلايت وبوكا جونيورز في خوض ذهاب وإياب الدور النهائي لمسابقة كوبا ليبرتادوريس الأميركية الجنوبية، واللذان لطالما منحا كرة القدم العالمية بعضا من نكهتها، وجمالها ورونقها، وإثارتها.

أربعة آلاف شرطي وعنصر أمني تواجدوا البارحة بملعب سانتياغو برنابيو، الملعب التاريخي الذي يتسع لنحو 81 ألف متفرج.

يا إلهي ما هذا الجيش المستوفي الأركان؟! هل نحن في حرب؟ أم نحن أمام شعب لا يعرف أبجديات الرياضة؟ أم أن هذا الشعب طغت عليه متلازمة التعصب الأعمى، ونسى ما هو الهدف الحقيقي من الرياضة؟
عجباً، فهدف الرياضة أسمى وأنقى من أن يدنس أو يرتبط بقطرة دم تسال، أو من خلق فوضى همجية، الرياضة لا تندرج تحت الأمزجة والأهواء والانفعالات، ولكن التعصب مرض مثله مثل أي مرض، كأمراض حب الذات والسمو بها وهو حب أعمى لا يرى السلبيات والنواقص، وكمرض الكراهية العمياء للآخر وهضم حقه من التقدير والاعتراف، ولطالما جمعت الرياضة بين شعوب الأرض دون تمييز ودون فوارق، الرياضة منافسة شريفة لها قوانينها وأعرافها السامية.
 قطبا الكرة الأرجنتينية ريفر بلايت وبوكا جونيورز في خوض ذهاب وإياب الدور النهائي لمسابقة كوبا ليبرتادوريس الأميركية الجنوبية، واللذان لطالما منحا كرة القدم العالمية بعضا من نكهتها، وجمالها ورونقها، وإثارتها.
ولكن عنف جماهيرها خالفت كل أهداف الرياضة، وضربت بها عرض الحائط، وما افتعلته هذه الجماهير لا يوازي هذا الوهج والإثارة والروح الرياضية التي يتبناها كل رياضي وعاشق في شتى أصقاع الأرض وبمن فيهم منسوبي الفريقان.
 كانت مباراة الإياب مقررة في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) على ملعب «مونيومنتال» التابع لريفر، لكنها أرجئت بعد اعتداء مشجعيه على حافلة بوكا قبيل وصولها للملعب خلفت إصابات بالغة. وقرر الاتحاد القاري (كونميبول) بداية إرجاء المباراة لموعد لاحق في الأمسية نفسها، قبل أن يرحّلها لليوم التالي، بعد ذلك أعلن الاتحاد نقل المباراة لخارج الأرجنتين، وحدد لها موعدا عند الساعة 19.30 بتوقيت غرينيتش في التاسع من الشهرديسمبر كانون الأول على ملعب سانتياغو برنابيو التابع لنادي ريـال مدريد الإسباني.
انطلقت الصافرة وانطلقت معها هتافات المدرجات الغاضبة.. والحالمة.. سجل داريو بينيديتو الهدف الأول، وحصل بينيديتو على كرة طولية، قبل أن يتلاعب بمدافعي ريفر بليت، ويتوغل ويسدد الكرة على يسار الحارس فرانكو أرماني في الدقيقة 44، وانتهى الشوط الأول بتقدم بوكا جونيورز 1/0 وفي الشوط الثاني أدرك لوكاس براتو التعادل لريفر بليت في الدقيقة 68، بعد هجمة منظمة، وانتهت الأشواط الأصلية، ولم تنتهي المباراة فهي لا تقبل القسمة على 2 ، وأستمرت الإثارة حتى نجح كوينتيرو من قلب المباراة وأحرز هدفًا رائعًا لفريق ريفر بليت من تسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء في الشوط الإضافي الثاني.
وأطلق ريفر بليت رصاصة الرحمة في الدقيقة الأخيرة وأحرز الهدف الثالث، وبهذا نال نادي المليونيرات كما يسموه ريفر بليت شرف تمثيل أميركا الجنوبية في كأس العالم للأندية المقررة في الإمارات في ديسمبر (كانون الأول) المقبل. أنتهاء لقاء القرن ولم تنتهي آلام وآنيين من يرقدون على السرير الأبيض للأسف.
واستمرت الصدامات، وأجهضت فعاليات النهائي الكبير وأنتهت بالزج بأعداد كبيرة في السجون جراء هذا الشغب.
التعصب عموماً ليس وليد اليوم فهو ظاهرة قديمة وعالمية، ويكفي أنه سبب الحرب بين داحس والغبراء التي استمرت قرابة 40 عامًا، نأمل أن تسمو شعوب العالم بنفسها عن هذه الظاهرة، لتولد مجتمعات رياضيّة صحيًّة سليمة بعيدة عن الجدليات العقيمة والعلقيات الضيّقة.
 شكراً لك عزيزي القارئ، كن بخير حتى نلقاك بمضمار رياضي جديد، إن شاء الله..
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى