معارك هي الأعنف في جبهات القتال باليمن تسابق مشاورات “ستوكهولم”
اشتعال الجبهات جاء في الوقت الذي يجري فيه حراك دولي لتأييد المشاورات التي من المتوقع أن تجري بين الأطراف اليمنية خلال الساعات القادمة برعاية الأمم المتحدة في السويد. يمن مونيتور/وحدة الرصد/خاص
زادت وتيرة المعارك خلال الساعات الماضية في عدد من الجبهات اليمنية، بالتزامن مع اقتراب موعد مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في العاصمة السويدية “ستوكهولم”.
اشتعال الجبهات جاء في الوقت الذي يجري فيه حراك دولي لتأييد المشاورات التي من المتوقع أن تجري بين الأطراف اليمنية خلال الساعات القادمة برعاية الأمم المتحدة في السويد.
وأنجز مبعوث الأمم المتحدة “مارتن غريفيث” خلال اليومين الماضيين، أولى خطوات المضي بالأطراف اليمنية نحو مشاورات السويد من خلال التنازلات التي قدمتها الحكومة الشرعية للحوثيين المتعلقة بنقل جرحاهم إلى العاصمة العمانية مسقط، بالإضافة إلى مرافقة وفد الجماعة المفاوض إلى مكان المشاورات.
وكانت طائرة كويتية قد أقلت وفد الجماعة من صنعاء للمشاركة في مشاورات السلام، عقب إعلان إبرام اتفاق بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والجماعة ذاتها لتبادل 3500 أسير.
وعلى الصعيد الميداني تطورت العمليات العسكرية بشكل لافت في عدد من الجبهات، رغم الدعوات الدولية المطالبة بإجراء هدنه إنسانية تهيئ لانعقاد المشاورات.
ووفقا لمصادر عسكرية يمنية، المعارك العنيفة اندلعت بين الطرفين في أعقاب سلسلة هجمات مضادة شنها الحوثيون في مسعى لتغيير موازين القوى على الارض قبيل جولة مشاورات تأمل الامم المتحدة انعقادها في السويد في غضون يومين.
وأفادت المصادر أن الهجمات التي شنها الحوثيون، قوبلت بتصدي كبير من القوات الحكومية التي ساندتها مقاتلات التحالف بشن عشرات الغارات الجوية على مواقع وتجمعات مسلحي الجماعة.
وأجبرت الخسائر التي واجهتها جماعة الحوثي إلى اتهام “القوات الحكومية والتحالف” عبر متحدثها العسكري “يحيى سريع” بعدم جديتها في تحقيق أي نجاح لجهود السلام في اليمن.
وأفاد أن التحالف شن 50 غارة جوية على مناطق متفرقة منها 25 غارة على جبهة نهم في أقل من عشر ساعات.
وأشار إلى أن التحالف صعد من هجماته وزحوفاته منذ صباح أمس الثلاثاء في جبهات الحدود قبالة باقم والبقع ورازح في الوقت الذي كانت طائرة الأمم المتحدة تستعد لنقل وفد جماعته إلى مشاورات السويد.
وأفاد المتحدث الحوثي التصعيد ديدن من أسماه العدو قبل انطلاق أي جولة من المشاورات بتكثيف غارات طيرانه والتصعيد على الأرض، معتبر ذلك موقف يؤكد عدم رغبته وجديته في تحقيق أي نجاح لجهود السلام في اليمن.
وحول التصعيد الميداني أعلنت القوات الحكومية، أحراز تقدم ميداني واسع خلال الهجمات العسكرية التي شنتها على مواقع الحوثيين في عدد من الجبهات في محافظة صعدة شمالي اليمن.
وقال موقع الجيش اليمني “سبتمبر نت” إن المعارك حققت تقدماً مهما حرر خلالها الجيش عددا من المواقع الإستراتيجية في البقع وكتاف وباقم ورازح.
وبالتوازي تقول مصادر محلية في محافظة “الحديدة” إن التوتر يسود المدينة في الوقت الذي تواصل فيه الأطراف التحشيد العسكري استعدادا لعمليات عسكرية أعنف من سابقاتها.
ويرى مراقبون إن التصعيد العسكري الذي شهدته عدد من جبهات البلاد ينذر بتعقيدات كبيرة امام جهود الوساطة الاممية في احراز التقدم المأمول من هذه المشاورات.
ويمارس المجتمع الدولي ضغوطا كبيرة على الأطراف اليمنية نحو حل سياسي للأزمة داخل البلاد بعد التحذيرات التي أطلقتها عشرات المنظمات الدولية من اندلاع أكبر مجاعة داخل البلاد.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قد أعلن في تقرير له الثلاثاء، أن اليمن سيتجاوز سوريا من حيث الحاجة إلى المساعدات الإنسانية، وذلك لأول مرة، خلال العام المقبل 2019.
وأوضح التقرير أن المنظمة الدولية تحتاج أكثر من 4 مليارات دولار لتوفير مساعدات أساسية لليمن في 2019، مقابل 3.5 مليارات لسوريا.
وأضاف: “الوضع في اليمن تدهور بشكل كبير، ويتفاقم على نحو متسارع”، مشيرًا أن “أغلب السكان يواجهون عجزًا في إمدادات الغذاء”.
وتابع أن أكثر من ثلث سكان البلاد، البالغ عددهم 24 مليون نسمة؛ يعاني من فقر مدقع.
ولفت التقرير إلى أن مواجهة الأزمات الإنسانية في مختلف مناطق العالم، العام المقبل، تتطلب توفير 25 مليار دولار.