عن أعداد جرحى الحرب في عدن، قال ناصر: “إن أكثر من 400 جريح مبتورو الأطراف، وأكثر 150 جريحاً أصيبوا بإعاقة كاملة، وأكثر من ألف جريح لديهم إعاقة جزئية، وأغلب هذه الحالات تتطلب نقلها إلى الخارج”. يمن مونيتور/ العربي الجديد
يشكو الثلاثيني اليمني جريح الحرب، محمد عبد القادر سعيد، من إهمال الجهات المعنية في عدن لحالته، وهو الذي انضم إلى صفوف المقاومة الشعبية وأصيب بطلق ناري في البطن، ما سبب له إعاقة جزئية تمنعه من التنقل.
عبد القادر خضع لعملية بعد إصابته في البطن، لكن خطأ طبياً وقع أثناءها ونتجت منه مضاعفات عدة، ما استوجب خضوعه لعملية أخرى لكن وضعه الصحي لم يتحسن ولم تنته آلامه منذ عام 2015 حتى اليوم.
ووفقا للصحيفة أوضح أن مضاعفات العملية الثانية لا تزال تتعبه، إنه قابل أكثر من لجنة طبية ومن جهة مسؤولة، ولكنه نال الوعود الكاذبة.
وأكد أن “الجهود المبذولة الآن للجرحى هي جهود شخصية، إما عن طريق فاعلي خير أو مؤسسات خيرية، في حين أن الجهات الحكومية والرسمية لديها تقصير كبير جداً، إذ وصل الأمر إلى حدود إعطاء المحسوبيات الأولوية في العلاج، أو الدخول في السمسرة بدفع جزء من المال للعاملين بالمستشفيات لتمرير ملف حالتك الطبية للدخول وإجراء العملية المطلوبة لحالتك”.
ويعاني الجرحى اليمنيون في محافظة عدن معاناة كبيرة، وفقا لرئيس جمعية جرحى عدن، ناصر صالح أبو زكي، الذي أشار إلى أن أكثر من 600 جريح لم يتلقوا العلاج ولم يصر إلى نقلهم للخارج حتى الآن، لافتاً إلى أن “التعامل مع الجرحى يخضع للمحسوبية، فجرحى الساحل الغربي يتلقون العلاج والاهتمام أما بقية الجرحى فيتم تجاهلهم”.
وعن أعداد جرحى الحرب في عدن، قال ناصر: “إن أكثر من 400 جريح مبتورو الأطراف، وأكثر 150 جريحاً أصيبوا بإعاقة كاملة، وأكثر من ألف جريح لديهم إعاقة جزئية، وأغلب هذه الحالات تتطلب نقلها إلى الخارج”.
أما نبيل عبد الله محمد، الذي يعاني جراء إصابته منذ 11 شهراً، فأكد لـ”العربي الجديد” أنه منذ إصابته بقذيفة آر بي جي، وتلقيه الرعاية الطبية لم يتماثل للشفاء التام، ولا يزال يعاني من إصابته. وقال إنه لم يتلق أي رعاية من الحكومة الشرعية وإنما حصل من تلك الجهة على أوهام ووعود بمنحة علاجية.
وأشار نبيل إلى أن الرعاية المطلوبة للجرحى في المستشفيات اليمنية غير متوفرة، وإن عددا كبيرا من الجرحى يعانون من مضاعفات نتيجة الإهمال وعدم توفر الإمكانيات والخبرات الطبية اللازمة لحالاتهم.
كما أشار إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة حالت دون مواصلة العديد من الجرحى للعلاج، كون علاجهم يستمر طويلاً ويتطلب توفر مبالغ مالية.
وأعرب نبيل عن إيمانه بأن ما حدث له كان قضاءً وقدراً، لكنه أيضا لا يعفي حكومته من المسؤولية، لأن وزارة الصحة لم توفر أمصال المضادات التي كان بحاجتها لتفادي المضاعفات.
وخلفت الحرب في اليمن عشرات الآلاف من المتضررين جسدياً وفق إحصائيات للأمم المتحدة، وتشير التقارير إلى أن هناك أكثر من 21 ألف جريح من المدنيين والعسكريين في مدينة تعز، ثلثهم بحاجه إلى علاج دائم، و 292 بحاجة إلى السفر إلى الخارج، و200 إعاقة ما بين شلل رباعي وشلل نصفي، وأكثر من 550 مبتوري الأطراف.