كتابات خاصة

شباب اليمن.. وقود الحرب

إفتخار عبده

هل أحسسنا في ذواتنا، أو نظرنا إلى الواقع بعين الاعتبار؛ فالشباب الذي كان يعول عليه بحمل أثقال هذه الأمة قد أصبح اليوم وقوداً للحرب!

كم هو غزلنا بروح الشباب.. وكم نهتف بالقوة  والعزيمة والإصرار التي يمتلكها شبابنا كل يوم؛ فهم عماد الحاضر وجيل المستقبل، وهم ركيزة الرقي والازدهار وعجلة التنمية.

كم من كتابات تتحدث عن الشباب، وعما يعول عليهم به؛ فهم عمود الحياة الذي لايمكن للحياة أن تستقيم إلا به؛ لكن في الحقيقة: هل وجدنا من ينعي الشباب، ومن افتقدهم، خصوصاً في الآونة الأخيرة؟؟
هل أحسسنا في ذواتنا، أو نظرنا إلى الواقع بعين الاعتبار؛ فالشباب الذي كان يعول عليه بحمل أثقال هذه الأمة قد أصبح اليوم وقوداً للحرب!
كم قد أكلت الحروب من شبابنا وكم قد حطبت من أرواحهم البريئة، هل لنا أن نرثي  الشباب اليوم بعد أن كادت مجتمعاتنا أن تخلو منهم إلا من رحم الله، على ماذا سنعتمد اليوم والشاب القوي مفتول العضلات صاحب الرأي السديد قد أصبح اليوم ضحية حرب أشعلها عدو له ولنا.
على ماذا سنعتمد وقد أصبح صاحب الحلم الكبير ضحية تحت التراب، لم نعد نمتلك منهم سوى بعض صور نعلقها في الجدران وبعض وصايامنهم إلى الأهل  بأن لا تحزنوا وافرحوا لاستشهادنا وبعضا من الملابس التي تحمل روائحهم الزكية.
 نعم.. شباب يعول عليهم كثيراً، ولكنهم تحت التراب، أيعقل أن التراب جشعة إلى هذه الدرجة التي لم تبق لنا في حياتنا شيئا من شبابنا، إلابعضا من الجرحى والسالمين الذين هم قيد الانتظار لموعدهم أم أنها تحملهم في جوفها  خوفاً عليهم؛ تحس أنها بهم أرحم بهم  من بني البشر.
هل يرى أعداؤنا في شبابنا غير مانرى فيهم نحن.. نرى العزيمة والإصرار.. نرى الهمة والحنكة والغيرة على العرض والدين؛ لا نرى فيهم سوى الجمال الأخاذ.
هل يرون غير هذا، أم أن هذا يغيضهم ويهدد سلامتهم، فقاموا بحطبهم وقذفهم إلى الهاوية؟؟
قليلة جدا هي الأسر التي لم تفقد بعضا من شبابها في هذه الحرب وكثيرة هي الأسر التي فقدت أغلب شبابها أو كلهم، وكثيرة هي الأسر التي أصبحت جريحة متعبة إلى جانب جرحاها من الشباب!
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى