اقتصادالأخبار الرئيسيةغير مصنف

“مرجيحة الريال”.. اللعبة الأكثر قلقاً في اليمن

الهبوط والارتفاع السريعان لقيمة الريال، يثيران قلق المواطنين في اليمن على حدٍ سواء.
يمن مونيتور/ عدن/ خاص
خلال الأشهر القليلة الماضية، انهارت العملة اليمنية “الريال” بشكل غير مسبوق، وفقدت الكثير من قيمتها أمام العملات الأجنبيةـ خصوصاً الأكثر تداولاً، الدولار الأمريكي والريال السعودي.
وفرضت الحرب التي تدور رحاها، وتزداد ضراوةً بشكل دراماتيكي، أجواءً من الفوضى على الصُعُد كافة، وشارف اقتصاد الجمهورية الأشد فقراً في المنطقة العربية، على الانهيار، وفق تقارير دولية عديدة.
وعلى الرغم من ذلك، تعافى الريال بشكل أسرع خلال الايام القليلة الماضية، مشكّلاً بذلك قلقاً جديداً من احتمال انهيار جديد يعقب التعافي هذا، وهو ما انعكس سلباً على حالة التداول في السوق، إذْ أحجم العديد من الصيارفة عن المضاربة في العملات خشية انهيار جديد للعملة.
وكان البنك المركزي اليمني اتخذ عدداً من القرارات للسيطرة على أسعار الصرف وتنظيم سوق العملات والحد من التلاعب الذي أدى إلى الانهيار الكبير، ومن بين تلك المعالجات رفع أسعار الفائدة، وفرض قيود على خروج العملة الأجنبية من البلاد، وكذا فتح اعتمادات للسلع الأساسية والضرورية.
صحيح أن تعافي العملة المحلية أعطى الناس بارقة أمل، غير أن القلق ما يزال يساور الكثيرين حول ديمومة هذه المعالجات، في ظل تطمينات رسمية “غير كافية”. حسب كثيرين
ويُبدي “مصطفى نصر”، وهو خبير إقتصادي، ورئيس مركز الدراسات والإعلام الإقتصادي، تخوفه من الصعود السريع والهبوط السريع، لا سميا إن كان يقف خلفه مضاربون في سوق العملة.
وأضاف في تصريح لـ(يمن مونيتور) أنه “في مثل هذه الحالات إما أنْ تكسب الحكومة، وبالتالي هي من تدير السوق وتتحكم به وتحاول الاستفادة منه، أو أن تبيع المواطنين للمضاربين اثناء الصعود والهبوط، وهنا تكمن المشكلة”.
وتابع: “اعتقد أن على البنك المركزي والحكومة الآن أن يعلنا للناس السعر الحقيقي للعملات وتثبيته عند حدود معينة، وعلى الناس ألا ينساقوا وراء الشائعات، وبالتالي يتعرضون لمخاطر ويعرضون الاقتصاد الوطني لنكسات”، لافتاً أن “الناس بحاجة فعلاً إلى حماية أكثر من أي وقت مضى”.
وفي تصريحات سابقة، قال “نصر” إن “من أهم الأسباب سحب الريال من السوق من خلال بيع السندات والصكوك حيث تم بيع شراء مائة مليار ريال خلال الفترة الماضية ويعتزم البنك شراء كمية أخرى من الريال مقابل فائدة مرتفعة”.
وأضاف أن “التوقف عن طباعة مزيد من العملة المحلية وطرح كميات كبيرة من النقود المحلية في السوق ساهم في تسحن العملة المحلية أمام العملة الصعبة”.
واستعاد الريال اليمني خلال الأسبوعين الماضيين تعافيه أمام العملات الأجنبية، بعد تدهور كبير سبب غلاء كبير في أسعار الغذاء الوقود داخل البلاد.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى