لماذا تأخرت حملة التحصين من شلل الأطفال في اليمن؟!
دشنت حملة التلقيح في مناطق سيطرة الحوثيين بعد تأخرها لأشهر بسبب الدعاية الحوثية حول خطورة اللقاحات إضافة إلى أسباب أخرى.. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
كشف مسؤول في منظمة الصحة العالمية لـ”يمن مونيتور” اليوم الثلاثاء، عن أسباب ساهمت في تأخير حملة في صنعاء للقاح شلل الأطفال الفموي، في مناطق سيطرة الحوثيين مؤكداً أن اللقاحات التي تقدمها المنظمة صحية 100%.
وأعلنت الصحة العالمية واليونيسف بدء حملة تلقيح في مناطق سيطرة الحوثيين لتحصين من شلل الأطفال.
وقال الدكتور عبد الناصر الرباعي مسئول التحصين والترصد الوبائي في منظمة الصحة العالمية في تصريح خاص لـ”يمن مونيتور”: إن الأسباب التي جعلت الحملة الخاصة باللقاح شلل الأطفال الفموي تتأجل وتتأخر إلى هذا الوقت هي لعدة أسباب منها أسباب لوجستية وأسباب ما تتعلق بتأخر التحويلات المبالغ المالية.
ولم يتحدث الرباعي عن تلك الأسباب اللوجستية.
وأبدى الرباعي تخوفاً شديداً في إطلاق الحملة قائلاً: في حالة رفض عدد من المنازل السماح لفرق التطعيم لتلقيح أطفالهم ستتدخل وزارة الصحة ومنظمات الصحة العالمية والأخذ بأيدي أولياء الأمور لإقناعهم بتطعيم أطفالهم من اجل أن لا يبقى أي طفل بدون تطعيم.
مبدياً تخوفه في حال بقاء أطفال دون تحصين إلى تحول المنطقة إلى بؤرة للعدوى “اذا حصل انتشار للفيروس”.
وفي محاولة لمواجهة حملة لمسؤولين حوثيين بأن اللقاح يعطي أمراض. قال الرباعي: اللقاحات سليمة 100% وتأتي من أفضل المصانع في العالم وتحرص منظمات الصحة العالمية واليونسيف على أن تكون اللقاحات أمانة وسليمة وهي مراقبة لمدة 24ساعة فجميع اللقاحات من أفضل المصانع في العالم وهي ذو فعالية وكفاءة عالية وعليهم الحرص لتطعيم أطفالهم.
وتابع قائلاً: ما زلنا في كل عام نخطط مع وزارة الصحة والسكان في منظمة الصحة العالمية على تنفيذ جولتين في التطعيم حيث نفذنا جولة أولى في أغسطس/آب والآن جولة ثانية هذا شيء جيد أنه في كل عام ننفذ مرحلتين أو حملتين للتحصين ضد مرض شلل الأطفال والأمراض الأخرى من أجل عدم حدوث نقص المناعة.
وبيّن أن التطعيم ينقسم إلى قسمين هما تطعيم الروتين وهو يطبق في كل وقت وفي كل زمن وهذه الحملة من أجل الوصول إلى كل الأطفال الذين لم نستطيع الوصول اليهم ولكن التطعيم الروتيني هو مستمر طول العام.
ودعا الرباعي أولياء أمور الأطفال إلى السماح بالتلقيح لأطفالهم.
ولم يُشر الرباعي، الذي تحدث لـ”يمن مونيتور” في صنعاء، لمسؤولين حوثيين تسببوا في عرقلة الحملة وتأخيرها عدة أسابيع.
وكانت مصادر في وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين إن الجماعة المسلحة أفشلت إطلاق حملة في صنعاء للقاح شلل الأطفال الفموي كان من المقرر أن تبدأ الحملة مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لكن تم تأجيلها إلى 19 من نفس الشهر، ثمَّ بدأت في 27 من الشهر نفسه.
عبد الناصر الرباعي
آلاف العائلات
وأضافت المصادر التي تحدثت لـ”يمن مونيتور” مشترطة عدم الكشف عن هويتها، أن الحوثيين والمسؤولين التابعين لهم في مديريات أمانة العاصمة يمنعون فرق التحصين منذ 2017م، وأن عشرات الآلاف من العائلات ترفض تحصين أبنائها بسبب توعية الحوثيين بأن التلقيح يجلب الأمراض!
وقال المسؤولون إن المنظَّمات الدولية أصيبت بخوف وقلق شديدين من عودة انتشار شلل الأطفال في اليمن بفعل الحرب وتعنت جماعة الحوثي.
وتطرق المسؤولون في وزارة الصحة العامة والسكان نوعية الحملة لقاح الذي لم يتم إطلاقه من “التحصين من لقاح شلل الأطفال الفموي الثلاثي إلى لقاح شلل الأطفال الفموي الثنائي” وهذا اللقاح يأتي لدعم الدول في التحضير للحالات غير المتوقعة فيما يتعلق بالتبديل من لقاح شلل الأطفال الفموي الثلاثي التكافؤ إلى الثنائي التكافؤ (OPV) والتي قد تتطلب استجابة وتواصل مع العموم والهدف هو استخدامها كمورد للمساعدة في تحديد حالة غير متوقعة، تقييم تأثيرها المحتمل، ووضع استراتيجية تواصل ملائمة بالمقابل حسب الاقتضاء والضرورة.
وفي التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وصلت إلى مطار صنعاء طائرة شحن خاصة لمنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة اليونيسيف، تحمل على متنها 276 ألف و400 جرعة من لقاح المكورات الرئوية، و612 ألف جرعة من لقاح الروتا، ووصول خمسة ملايين و903 ألف جرعة من لقاح الشلل الفموي الخاصة بحملة الشلل.
حضور هزيل
ودشنت حكومة الحوثيين، غير المعترف بها دولياً، بحضور هزيل المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال من منزل إلى منزل والتي بدأت الاثنين بأمانة العاصمة والمحافظات للفترة من 26 – 28 نوفمبر 2018م بدعم من منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف والتي تستهدف الأطفال دون سن الخامسة بجميع المحافظات والبالغ عددهم (5.535.817) طفل وطفلة ممن حصلوا على عدد من الجرعات في السابق والذين لم يحصنوا مسبقاً ضد فيروس شلل الأطفال والمولودين حديثا.
وفي حفل التدشين الذي أقيم بمستشفى السبعين، قال جلال الرويشان نائب رئيس وزراء حكومة الحوثيين “نشكر المنظمات التي يقومون بجهود جبارة للحد من تصاعد أرقام الفقر والمرض في ظل الظروف الراهنة، داعياً كافة أفراد المجتمع للتجاوب والحملات وضرورة تلقيح أطفالهم باعتبارها فرصة تحقق لهم الصحة والسلامة مدى الحياة”.