آراء ومواقف

برقية شكر وامتنان*

هلال الأشول

أنا اليوم واحد من مئات العلماء من أصول يمنية بداخل اليمن وخارجها الذين يكافحون للتأثير في مجالاتهم، وفي الوقت الذي يجد الكثير منا خارج اليمن الظروف المواتية والدعم المناسب للأبحاث والدراسات. الإخوة والأخوات الكرام في اليمن وخارج اليمن ممن أكرموني بتواصلهم المباشر وتهانيهم عبر وسائل التواصل المختلفة أقدم لكم جميعاً شكري وامتناني لمشاعر الحب والاهتمام التي غمرتني بها خلال الأيام الماضية ومنذ إعلان إختياري للحصول على جائزة الكويت في العلوم الأساسية مناصفة مع الدكتور محمد الصائغ والممنوحة من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي. أود أن أخص بالذكر دولة رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك لإهتمامه وتهنئته الخاصة، وأنتهز هذه الفرصة لأؤكد لمعاليه أن طلاب اليمن وعلمائها وباحثيها في داخل اليمن هم الثروة الحقيقية لليمن، وهم اليوم في أمس الحاجة للسلام لتطبيع حياتهم ومواصلة مسيرتهم للإسهام في تقدم اليمن إنساناً وارضاً.
الإخوة والأخوات الكرام أنا اليوم واحد من مئات العلماء من أصول يمنية بداخل اليمن وخارجها الذين يكافحون للتأثير في مجالاتهم، وفي الوقت الذي يجد الكثير منا خارج اليمن الظروف المواتية والدعم المناسب للأبحاث والدراسات، تظل التحديات لعلماء وباحثي اليمن فوق التصور ومبعثاً للإحباط للعلماء والمؤسسات التعليمية المسؤولة عن إعداد الأجيال الجديدة من الباحثين والعلماء الذين هم بحاجة إلى المناخ المناسب، والدعم المتواصل لرفع مستوى وجودة المخرجات العلمية والتعليمية. ونحن نعترف بصعوبة المرحلة والتحديات الراهنة لا أعتقد أنني أتحدث عن نفسي فقط، عندما أؤكد أن الكفاءات اليمنية في الخارج في المجالات المختلفة تتطلع للمشاركة والإسهام بالخبرات والتجارب والموارد لدعم البناء ورفد المؤسسات المختصة بدعم التعليم والبحث العلمي لأنه الطريق الأهم لصنع الكادر وصقل الإنسان اليمني القادر على مواجهة تحديات المستقبل الإقتصادية والسياسية والعلمية.
قد تدفع الظروف الحالية لليمن مسألة التعليم الأساسي والجامعي والبحث العلمي إلى هامش الاهتمامات في ظل الحاجة إلى التسوية السياسية وإرساء دعائم الدولة وتحقيق الأمن والسلام في ربوع البلاد، لكن في الحقيقة ليس لدينا الوقت لكي نضيعه، فحاجتنا للتعليم ملحة، وحاجتنا إلى بناء مؤسسات التعليم اليوم تستدعي العمل عليها بموازاة أي مسار آخر فمستقبل اليمن واليمنيين رهن ذلك.
اليمنيون في الخارج يبدعون ويتميزون لأنهم يحصلون على الفرص والدعم والظروف المناسبة لمساعدتهم على النجاح واليمنيون في الداخل سيبدعون وسيتميزون ويحققوا النجاحات التي يطمحون إليها متى ما حصلوا على الدعم المناسب، ومتى ما توفرت البيئة المشجعة على العلم والتعليم والبحث العلمي والإنتاج والإبداع.
———
لوزان، سويسرا
24 نوفمبر 2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى