كتابات خاصة

بطولات الجرائم والمنكرات !

إفتخار عبده

لا تغضب إذا أحاطوا عليك من جميع الجهات يطلبون ما يقيهم الجوع قد تمر بطريقك وتلقى ما يلقى غيرك من المواقف التي تثير الغيرة والحمية وتثير الفضول والحزن والألم، لأنك في هذا الزمن الذي يطمر فيه على الحق، وتجد فيه الجرائم والمنكرات تصنف ضمن البطولات لبعض الفئات.

لاشك أنك قد تجد مقتولًا قتل ظلمًا أمام عينيك أو ترى مالاً ينهب من صاحبه افتراء وقهراً، أو ترى من كان بالأمس له تجارة لا تبور يضع يديه تحت ذقنه حسرة لنهبها في ليلة وضحاها أو ترى أسراً تنام تحت وطأة هذا البرد على أرصفة الشوارع؛ لاتغضب لذلك وإن غضبت فلا تظهر ذلك الغضب لأحد قط، كي تنجو.
لا تعجب إذا ازداد عدد المتسولين ولا تغضب إذا أحاطوا عليك من جميع الجهات يطلبون ما يقيهم الجوع، فهم لم يخرجوا من فراغ هذه الأيام، لكن رغم ذاك، إياك أن تحرك شفتيك ببعض الألفاظ التي تجرح مشاعر من يدعون لأنفسهم السيادة.. من أوصلوا أولئك المتسولين إلى هذه الحال.
كن صامتاً كي تعيش طويلاً، هل تدرك أن كلمةً تخرج من فيك لا تحسب لها حساباً قد تودي بك إلى الموت، أو تهوي بك إلى السجن سبعين خريفا، هل تعلم أنك إن حاولت أن تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر فسوف تصنف بأنك “إرهابي” يجب محاربته وسيهدر دمك، وستصبح ضحية اغتيال مجهولين بين لحظة وضحاها!!
الصمت رغم ألمه إلا أنه قد يقيك شر الأشرار في بعض الأحايين؛ وإلا فالصمت مربكٌ لهم أحياناً.
 عزيزي المواطن إذا أردت أن تعيش فاصمت أو اختلق الأعذار لما يصيبك، فإذا لم تجد قوت يومك فقل إن سألوك عن السبب والمسبب هذا: امتحان من الله وسيجزي الله الصابرين، أو قل هي إسرائيل من تأخذ حقنا ثم انسفها بلسانك نسفًا، وتحدها بصمودك هذا، اظهر للعالم أنك بأفضل حال ولولا السادة لما كنت على قيد الحياة.. قل  خيراً في حقهم، تأمن شرهم.
إذا كنت ماراً في طريقك وأصابتك رصاص المليشيات أو بعض ألغامها حاول أن لا تتألم إثر ذلك، ثم قل هو العدوان الغاشم الذي أصاب جسدك، وقل إنه لم يبقِ أحدا من أهلك، قل كل ما سوف يقومون بتلقينك، حاشاك أن تسيء لمن كان السبب الحقيقي وإلا فسوف تذهب حياتك إلى الجحيم، لا تقلق من هذا الأسلوب الجديد الذي يفرض عليك، الذي خلق لك شخصية غير شخصيتك تماماً، فهم شخصيات غير تلك الشخصيات التي يظهرون بها أمامنا.
حاول أن تعيش هكذا كما يفعلون، ألا تعي أنهم يظهرون التقشف والحلم الكبير أمامك، هل وجدت هدفهم الظاهر إنه الحفاظ على البلاد وأمنه واستقراره، أظن بأنك تعرفهم جيداً، فأنت مواطن من هذه البلاد التي أصبحت فقيرةً مريضةً مليئةً بالأوبئة والأخطار إثرهم.. لذا حاول إن لم تستطع ذودهم عنك وعن هذا الوطن أن تعيش صماتاً لا تمل من أسلوبك هذا ما دمت لا تستطيع الانتفاض في وجههم، فهذه أسباب البقاء على قيد الحياة معهم حاول أن تتأقلم معها إن كنت راغباً بحياة كهذه التي تعيشها الآن!
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى