“طوابير الخبز” في صنعاء وسط “بذخ” الحوثيين للاحتفاء بالمولد النبوي
في مشاهد نادرة بالعاصمة صنعاء تشهد المخابز زحاماً شديد، وسط أزمة غاز منزلي تعاني منه المدينة إلى جانب ارتفاع قيمة القمح مع انهيار الريال اليمني.
يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
في مشاهد نادرة بالعاصمة صنعاء تشهد المخابز زحاماً شديد، وسط أزمة غاز منزلي تعاني منه المدينة إلى جانب ارتفاع قيمة القمح مع انهيار الريال اليمني.
وفي تناقض لهذا الوضع يستمر الحوثيون بـ”البذخ” وصرف الأموال والولائم التي تقيمها جماعة الحوثي لأعضائها بمناسبة المولد النبوي الشريف.
ونقل مراسل “يمن مونيتور” عن وصول تعميمات إلزامية تجبر جميع الوزارات والمؤسسات والمدارس الحكومية والخاصة التعليمية إقامة فعاليات احتفالية بما يسمى ذكرى المولد النبوي، في الوقت الذي لا يستطيع فيه أغلب الأسر اليمنية سد رمق قوتها اليومي وتواجه تحدياً في الحصول على الطعام بشكل يومي.
وأضاف: لجأت عدد من الوزارات إلى تقديم إغراءات لضمان مشاركة الموظفين الحكوميين بالخروج إلى احتفال المولد النبوي فقد عملت عدد من الوزارات على إقامة ولائم اليومين الماضيين لضمان حضورهم إلى الفعالية يوم الثلاثاء القادم في ميدان السبعين في وقت تنعدم فيها الخيرات أمام مئات الآلاف من اليمنيين في الحصول على وجباتهم الغذائية بسبب الحرب المندلعة منذ 3 سنوات.
وقامت جماعة الحوثي بتحويل العاصمة صنعاء إلى خضراء بعد طلائها باللون الأخضر الفاتح في رمزية على ذكرى مولد النبي، كما قامت بتعليق أقمشة خضراء اللون في معظم أحياء العاصمة.
وقال حمود العيسى وهو موظف في دائرة حكومية بصنعاء لـ”يمن مونيتور”، إن كانت جماعة الحوثي تملك كل هذه الأموال طائلة فلماذا لا تصرف مرتبات الموظفين الحكوميين.
وأضاف: استعراض القوة وسط مجاعة أهلكت اليمنيين كارثة تزيد الكراهية للجماعة وتؤجج نار الغضب بداخلهم.
وقال يوسف الحكمي موظف، لـ”يمن مونيتور”: ما تفعله جماعة الحوثي، من احتفالات في أوقات صعبة نمر بها هو استعراض عضلات سخيف وبدائي في مقام ذكرى رسول الرحمة والسلام، وأضاف جماعة الحوثي بعيدين عن الرسول من خلال تصرفاتهم وهم بذلك يستغلون هذه الاحتفالات بشكل سياسي ويظلم فيها اليمنيين الواقعين تحت سيطرة المناطق الواقعة بأيديهم.
وقالت أم ايمن أمام أحد مخابز صنعاء لـ”يمن مونيتور” إنها فشلت وزوجها وابنائها وهم موظفون حكوميون في الحصول على أنبوبة غاز طوال الأسبوعين الماضيين وأصبحت تأكل من “المطاعم” و”المخابز”.
فيما لفت يحى المطري لـ”يمن مونيتور” إلى أن المخابز لم تشهد مطلقاً أي زحام بهذه الطريقة وقال إن أزمات عديدة للغاز المنزلي حدثت طوال الحرب لكن بمثل حِدة هذه الأزمة لم يسبق أن حدثت من قَبل.
وأعلنت وزارة الخدمة المدنية والتأمينات – الواقعة تحت سيطرة الجماعة – لجميع موظفي وحدات الجهاز الإداري للدولة والقطاعين العام والمختلط أن يوم الثلاثاء المقبل 12 ربيع الأول 1440هـ الموافق20 نوفمبر 2018م إجازة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
وقال مراسلنا في صنعاء إن جماعة الحوثي تحاول جاهدة توظيف المناسبة لتغطية جانب من غيابها الكبير عن المحفل السياسي وللتأكيد في الوقت نفسه على أن ثقلها الشعبي.
وارتبطت ذكرى المولد النبوي في أذهان اليمنيين كفعالية دينية تتم غالباً في المساجد ومنازل شيوخ الصوفية والمتأثرين بها من المذاهب الأخرى وتشمل المناسبة الاستماع إلى أناشيد خاصة في كثير من المحافظات اليمنية.. إلا أن تلك الصورة بدأت في التلاشي في الأعوام الأخيرة وانحرفت المناسبة الدينية عن مسارها لتأخذ بعدا سياسيا آخر حين دأبت جماعة الحوثي على رعاية احتفالات كبيرة تحشد لها عشرات الآلاف من مختلف المحافظات اليمنية إلى محافظة صعدة، ثمَّ العاصمة صنعاء.
وتعقد جماعة الحوثي المؤتمرات والاجتماعات بشكل يومي لحشد المواطنين والموظفين وطلاب المدارس بهدف استعراض شعبيتها وقدرتها على الحشد .