فكر وثقافة

“احكِ قصتك”.. شهادات من نساء اليمن

القصص تضمنت عشرة ترويها صاحباتها مباشرة على المنصة، والعشرة الأخرى يجسدها الفنانون في الأعمال التي حضرت في المعرض.

يمن مونيتور/العربي الجديد

نظّمت “مؤسسة بيسمنت الثقافية” في صنعاء، أول أمس الخميس، معرضاً تشكيلياً إلى جانب فعالية بعنوان “احكي قصتك”، عرضت خلالها قصص عشرين امرأة يمنية فاعلة في المجتمع خلال فترة الحرب.
القصص تضمنت عشرة ترويها صاحباتها مباشرة على المنصة، والعشرة الأخرى يجسدها الفنانون في الأعمال التي حضرت في المعرض.
أعمال هؤلاء النساء تعددت في اهتماماتها الثقافية والاجتماعية والإنسانية، منهم من قامت بتأسيس أندية نسوية للقراءة، أو إنشاء مؤسسات طوعية لرعاية الطفولة، ومشاريع لكفالة الأيتام الذين فقدوا أباءهم بسبب الحرب، إضافة إلى تنظيم مبادرات لتقديم العون النفسي للنساء المعنفات، حيث شملت أعمالهن عدة محافظات يمنية.
الفنان التشكيلي نزار السنباني من المشاركين في التظاهرة، وقد جسد قصة الناشطة اليمنية منال الأشول في لوحة فنية، حيث يشير إلى تكريس جهودها لدعم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة منطلقة من تجربتها الشخصية في الصمم، يقول عن هذه التجربة في حديث لـ “العربي الجديد”: “كانت الإعاقة بالنسبة إلى منال هي وسيلة تحفيز دفعتها إلى إنشاء مؤسسة لرعاية المعاقين في تعز عام 2015”.
يضيف “إنها قصة إنسانية ملهمة وثرية، وهي جديرة بأن تتحول إلى فن، لأنها شكلت فارقاً مهماً في واقع الحرب، حيث ينكفئ الجميع على أنفسهم ولا يكترثون لأحد، في هذه الحالة يصبح الفن ضرورة للوقوف عند هذه الاستثناءات، وهو إنما يستمد معناه من هذه القصص، لا العكس”.
وفي ما يخص أهمية الفن في فترات الصراع والجوع والحرب، ترى جهاد بابريك، المشرفة على المعرض أننا “اليوم أحوج ما نكون إلى الفن، حيث يكمن الدور الحقيقي له في هذا الظرف بالذات، لأن الفن هو دعوة إلى السلام والتعايش، إضافة إلى كونه يمنح عزاء للمجتمع من حيث أنه يحول المعاناة إلى إبداع”. تضيف: “الواقع أضيق من أن نعيش فيه، لجأنا للفعل الثقافي تفادياً لاحتقان الوضع، ومن أجل الحصول على قدر من العزاء الذي يمنحه الفن، وكذلك تعزيز القيم الإنسانية في المجتمع”.
بينما تقول شيماء جمال، المديرة التنفيذية لـ “بيسمنت”، إن “المرأة اليمنية مدت يدها لمساعدة الآخرين لتجاوز الأزمة الراهنة، ومن خلال هذا المعرض أردنا أن نسلط الضوء على قصص النساء المؤثرات في مجتمعاتهن، واتخذنا الفن وسيلة للتعبير عن تلك القصص”.
يأتي هذا المعرض في ظل فراغ ثقافي تشهده اليمن بفعل الحرب، حيث تراجعت الاهتمامات بالأنشطة الفنية المختلفة، من ضمنها النشاط التشكيلي، وهو ما انعكس سلباً على واقع الثقافة في السنوات الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى