وقفة مع مروان الغفوري
تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
يمن مونيتور/العربي الجديد
تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
تشغلني أسئلة كثيرة، وأكثر ما يشغلني فيها هو سؤال الكتابة: ما الذي سأكتبه غداً، أو بعد عشرة أعوام؟ وهل ارتكبت خطيئة حين أسأت استخدام اللغة وكتبت بها عن السياسة؟
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
آخر ما كتبت رواية “طريق الحوت”، وهي عن رحلة علمية غادرت شمال أوروبا قبل قرنين ونصف وقصدت “العربية السعيدة” بحثاً عن تفسير لقصص العهد القديم.
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
كتبت ست روايات حتى الآن، ولستُ راضياً عن كل ما كتبته. في 2008. كتبت رواية “كود بلو”، وكنت آنذاك سعيداً بالطريقة التي كتبت بها قصّةً سوداء. قبل ثلاثة أعوام، أعدت كتابة تلك الرواية أو النوفيلا وغيّرت اسمها إلى “هروب الفتى عاري الصدر”. بدّلت نسيج اللغة واحتفظت بالحكاية. الآن أعود إلى النصّين، وهما متباعدان بحوالي ثمانية أعوام، وأجد النصّ الأقدم أكثر قرباً إليّ من الأحدث. اعتقدت، قبلاً، أن الخبرة في صناعة الأجواء اللغوية والهندسة الشعرية ستجعل الكاتب أكثر رضاً عن نفسه وعن سرده. اختبرتُ شخصياً تلك الفرضية ولم تكن مقنعة. لا أعرف مبدعاً، غير المتنبي، كان راضياً كل الرضا عن أعماله.
■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
بدأتُ شاعراً وانتهت بي الأيام سارداً. لو أُتيح لي البدء من جديد، كنت سأدّخر كل طاقتي الشعرية في كتابة السرد، وما كنت لأكتب قصيدة قط.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
أن يصبح أكثر أمناً، فقط أكثر أمناً، وأن تكون حركته أبطأ.
■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
أودّ لو ألتقي الروائي الفرنسي بلزاك. ربما تجاوزَت رواياته التسعين، ومات مبكراً. لم يتهيّب الكتابة، كان جسوراً عليها وقادراً على احتوائها، وكان رأسه مليئاً بالقصص. ربما كان قادراً على معالجة مخاوفي المتعلّقة بالكتابة. كنتُ سألقي عليه أسئلة كثيرة لا تزال تؤلمني.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
أعيش في غرب ألمانيا منذ سنين، وستمضي حياتي هنا بالطريقة نفسها. يخطر أصدقاء كثيرون، بعضهم لا يزال عالقاً في الحرب، وآخرون مزّقت الحرب حياتهم وغيّرتهم. ثمّة كتب أعود إليها، وأكثر كاتب عدتُ إليه في الأعوام الثلاثة الماضية هو محمود درويش.
■ ماذا تقرأ الآن؟
في الأيام القليلة الماضية قرأت “من أعاد دورنتين” لـ إسماعيل كاداريه، و”كان الثعلب في الماضي هو الصيّاد” و”الملك ينحني ليقتل” لـ هيرتا موللر، و”اللغة المنسية” لـ إيريش فروم.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
بشكل يومي، تقريباً، أستمع إلى نات كينع كول، ودوريس دي، وفرانك سيناترا، وآخرين من النوع ذاته. حقبة “الجاز الهادئ” هي تجربة غاية في الثراء منذ بداياتها الأولى عقب الحرب العالمية الثانية. أعترف أن موراكامي هو من قادني إلى تلك الحقبة، تحديداً من خلال عمله “جنوب الحدود، غرب الشمس”. دعونا نتشارك هذه التجربة، وأقترح أن تكون البداية مع نات كينغ كول. لم يكن مجرّدَ عازفٍ استثنائي، كان ظاهرة اجتماعية عملت بصورة يومية على نسف الجدران بين البيض والسود في أميركا، كان ثورة ستغيّر أميركا إلى الأبد.
بطاقة
كاتب وشاعر من اليمن من مواليد 1980 يعيش في ألمانيا حيث يعمل طبيباً. صدر له في الشعر: “نبوءة يثرب” (2006)، وفي الرواية: “الخزرجي” (2013)، و”جدائل صعدة” (2014)، و”تغريبة منصور الأعرج” (2015)، و”كود بلو” (2008) التي صدرت في كتابة ثانية بعنوان “هروب الفتى عاري الصدر” (2016)، و”طريق الحوت” (2018).