زيارة قيادة “الإصلاح اليمني” للإمارات.. سياسة تقليل الخصوم
مسؤول في الإصلاح: الزيارة التي بدأت منذ ثلاثة أيام امتداد للوساطة السعودية يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
ظهر رئيس وأمين عام حزب التجمع اليمني للإصلاح، في الإمارات خلال تقرير تلفزيوني في لقاء لولي عهد أبوظبي مع وزير الخارجية البريطاني، الزيارة التي كانت سرية أصبحت مُعلنة، لكن الطرفين لم يعلقا بَعد عن الملفات المطروحة والتي تجري مناقشتها.
الإمارات هي أكبر ثاني قوة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المسلحين الحوثيين في اليمن، وحزب الإصلاح هو ثاني أكبر الأحزاب اليمنية قوة في البلاد، ويتمتع بشعبية كبيرة وأعضاؤه يقاتلون الحوثيين في معظم الجبهات.
لكن علاقة الحزب بأبوظبي تعاني من توتر دائم ،إذ تتهم قيادة الإماراتية حزب الإصلاح بكونه أحد أذرع جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة في قوائم الدولة الخليجية للإرهاب، وهو ما نفاه الحزب أكثر من مرة.
ويعتبر التقارب بين الحزب والقيادة الإماراتية مرحلة جديدة، إذا ما حققت المباحثات بينهما اختراقاً في الملفات المطروحة المتعلقة بمواجهة الحوثيين، وتصحيح للمفاهيم المغلوطة بين الجانبين. وهو اللقاء الثاني منذ مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح برصاص حلفائه الحوثيين.
وساطة سعودية
وحول الزيارة قال مسؤول في الحزب لـ”يمن مونيتور” إن “الزيارة، التي بدأت منذ ثلاثة أيام، تمت امتداد للوساطة السعودية التي بدأت برعاية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للقاء ضم القيادتين أواخر العام الماضي”.
وأضاف المسؤول، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن “لقاءً وديًا سابقًا جرى بالرياض مع قيادات سعودية وإماراتية، مهّد للقاء مع ولي عهد أبوظبي، اليوم الثلاثاء”.
ولم يُشر المسؤول في الحزب إلى الملفات المطروحة بينهما ودرجة التوافق فيها حتى الآن.
ويرى مراقبون أن “زيارة القيادات الإصلاحية الأخيرة سيتم خلالها مكاشفة أكبر من أي وقت مضى، فيما يخص القضايا الملتبسة بين الطرفين، والتي لم تتم تسويتها رغم خطوط التواصل السابقة”.
واستنادًا إلى البيان السابق الذي أصدره الإصلاح في ديسمبر/ كانون أول 2017، بعد لقائه بولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي، “فإنه سيتم التطرق للملفات التي لم تفتح من قبل، وفي مقدمتها دعم الشرعية وما يتعرض له الإصلاح في المناطق المحررة، باعتبار هذه الملفات بيد الإمارات”.
تفاؤل حذر
ويبدي أعضاء في الحزب تفاؤلاً حذراً باللقاء، ويعتبرون أن وقف الاعتقالات والاغتيالات الممنهجة وفتح تحقيق شفاف وتحريك جبهات القتال ستكون ملامح أن الأمور تسير على ما يرام، وإلا فإن اللقاء يشبه اللقاء الأول الذي لم يعقبه أي تغيّر في السياسة الإمارتية تجاه الحزب.
ويرى عدنان العديني نائب رئيس الدائرة الإعلامية للحزب أن “لقاء قيادة الإصلاح مع قيادة الإمارات تعد خطوة مهمة في اتجاه تعزيز وتلاحم التحالف الداعم للشرعية من أجل تحقيق أهدافه المتمثلة في إسقاط الانقلاب واستعادة الدولة”.
وقال العديني على حسابه في (فيسبوك): “إن هذه السياسة هي التي تحكم كل تحركات الإصلاح الخارجية وتتم في سياق تكامل الجهود بين الشرعية وقيادتها والقوى السياسية الداعمة لها ومنها الإصلاح”.
وخلال الأسابيع القادمة سيتحدد فعلاً ما إذا كانت العلاقة بين الإصلاح والحكومة من جهة والإمارات من جهة أخرى ستحقق تقدمًا نحو توافق في الآراء من عدمه، بالنظر إلى الوقائع على الأرض.