المعارك القتالية تشتعل في عدة جبهات يمنية رغم مطالبات بـ”وقف الحرب”
رغم مطالبات وقف الحرب، تزداد وتيرة المعارك في عدة جبهات على الجغرافيا اليمنية. يمن مونيتور/ مأرب/ خاص
تصاعدت وتيرة المعارك في عدة جبهات قتالية في أغلب مناطق اليمن، بُعيد تصريحات صدرت عن عدد من الدول الغربية بضرورة وقف الحرب والبدء بجولة مشاورات جديدة بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي المسلحة.
وأعلنت القوات الحكومية، أمس الجمعة، انطلاق عملية عسكرية واسعة لاستكمال تحرير محافظة الحديدة، غربي اليمن من قبضة الحوثيين، بعد أسابيع من توقف المعارك هناك.
وفي صعدة، معقل الجماعة المسلحة، شمالي البلاد، أعلن الجيش الوطني، اليوم السبت، أن قواته نجحت في تحرير عدة في محيط سلسلة جبال مران (معقل زعيم الجماعة) ضمن عملية عسكرية كبيرة، تستهدف من خلالها التقدم إلى أكثر من 5 مديريات في المحافظة
وحسب موقع وزارة الدفاع (26 سبتمبر نت)، فإن هذه العملية تعد الأولى من نوعها في صعدة منذ بداية المعارك وتشمل مديريات حيدان ومران وشذى والظاهر والملاحيظ.
وفي البيضاء، وسط البلاد، أكدت مصادر عسكرية أنها استعادت السيطرة على عدد من المواقع في المرتفعات الاستراتيجية بمديرية الملاجم شرقي المحافظة، وحررت جبال صوران وكبار ودير وشعب باحواص في منطقة فضحة بالملاجم.
ووفق “سبتمبر نت”، فإن قوات الجيش شنت عملية هجوم واسعة على تلك المناطق التي تم استعادتها من قبضة المليشيات الإنقلابية”. حد تعبيرها
ويبدو أن وتيرة المعارك تتصاعد بشكل دراماتيكي، دون أن تؤثر عليها مطالبات المجتمع الدولي بوقف الحرب والتحذيرات المتكررة من تفاقم الكارثة الإنسانية في البلاد.
خلال الأيام القليلة الماضية، تعالت أصوات دولية أبرزها من الولايات المتحدة الأمريكية مالبةً بضرورة وقف الحرب في اليمن، التي تجاوزت عامها الرابع، بين القوات الحكومية مدعومة بالتحالف العربي من جهة، وجماعة الحوثي المسلحة من جهة اخرى.
وأمس الجمعة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لإنهاء الحرب في اليمن الذي قال إنه “يقف اليمن على شفا كارثة على الصعيد الإنساني وينذر بأسوأ مجاعة في البلاد”.
وقال “غوتيريش” للصحفيين في الأمم المتحدة، “اليوم علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لمنع الأوضاع المتردية أصلا من التدهور أكثر”.
وسبق أن دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى وقف القتال في اليمن، قائلًا إن “المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب يجب أن تبدأ في نوفمبر تشرين الثاني الجاري”.
وأثارت تصريحات سابقة أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أشار فيها إلى إمكانية منح جماعة الحوثي المسلحة المتهمة بتلقي الدعم من ايران “حكمًا ذاتيًا”، حفيظة الحكومة الشرعية وحلفائها، وأصدرت بيانًا رفضت فيه ما ورد على لسان “ماتيس” حول هذا، لافتةً إلى أن “أي حديث عن شكل الدولة اليمنية يجب أن ينسجم مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، التي حددت بصورة واضحة شكل الدولة الاتحادية البعيدة عن المركزية وفق مبادئ العدالة والمواطنة المتساوية والحكم الرشيد”.
وفي 21 سبتمبر/ أيلول 2014، اجتاحت جماعة الحوثي المسلحة المدن اليمنية، وسيطرت على أغلبها خصوصًا في الشمال والغرب، ما اضطر رئيس البلاد عبدربه منصور هادي وحكومته إلى مغادرة البلاد، والبدء بشنّ حروب مضادة من مناطق الأطراف بعد تكوين نواة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وبعد نصف عام تقريباً، وتحديدًا في 26 مارس/ آذار 2015، أعلنت السعودية قيام تحالف عسكري عربي للقتال إلى جانب الحومة الشرعية “بطلب من الأخيرة”، حسب الرياض، ضد مقاتلي الحوثي المتهمين بتلقي الدعم من ايران، وهو ما تنفيه الجماعة.
وخلال أكثر من ثلاثة أعوام، حققت القوات الحكومية انتصارات كبيرة، وقلّصت الجغرافيا التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المسلحة، غير أن الأخيرة لم تستجب لدعوات السلام، واتهمت مرارًا بأنها “تعرقل عملية السلام وتماطل كسبًا للوقت”.