ردة الفعل على التصريحات الأمريكية.. حذر للحكومة اليمنية وتلكؤ حوثي بشأن المشاورات
الحوثيون يريدون وقف الحرب ولا يريدون الحديث عن مشاورات
يمن مونيتور/ صنعاء/ تقرير خاص:
قدمت الولايات المتحدة رؤيتها للحل في اليمن مع زيادة الضغوط الدولية بوقف الحرب، لكن ردة الفعل للحكومة وجماعة الحوثي لم تكن إيجابية تماماً بخصوص رؤية الثلاث النقاط المُقدمة، مع أن الطرفين تحدثا عن العودة للتفاوض.
تحول الموقف الأمريكي من دعم التحالف العربي مرتبط أساساً بضغوط في الكونجرس، أو بابتزاز مستمر تمارسه إدارة ترامب وهي الطريقة في التعامل مع الأنظمة الخليجية منذ وصولها عام 2017.
التصريحات الرئيسية
قال جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي إنه يجب إيقاف حرب اليمن خلال 30 يوماً والعودة إلى المفاوضات؛ وقدم رئيس البنتاغون ثلاثة نقاط رئيسية: “منطقة حدودية منزوعة السلاح مع السعودية، ووضع الأسلحة الكبيرة للغاية مثل الصواريخ الباليستية خارج استخدام اليمن -قال وزير الخارجية الأمريكي تكون تحت رقابة دولية-، ومنطقة حكم ذاتي لجماعة الحوثي المسلحة”.
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تحدث في بيان منفصل يوم الأربعاء، أن على الحوثيين وقف الصواريخ الباليستية وطائرات دون طيار التي تطلقها الجماعة باتجاه السعودية والإمارات، ولاحقاً يجب على التحالف وقف الغارات الجوية في المناطق المأهولة بالسكان.
تشبه دعوة ماتيس وبومبيو للمفاوضات خلال 30 يوماً، جهود المبعوث الأممي “مارتن غريفيث” ببدء المشاورات نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، ومن المتوقع أن تستضيف “السويد” المشاورات.
ردة الفعل
لم تعلق السعودية أو التحالف فيما يخصها من منطقة حدودية منزوعة السلاح، وتجنبت الحكومة اليمنية التعليق على الفقرتين الأولى والثانية من تصريحات ماتيس لكنها ألمحت إلى ما يخص الحكم الذاتي لجماعة الحوثي، وأبدت استعدادها البدء بالتفاوض في خطوات “بناء الثقة” التي تحدث عنها “غريفيث” في بيان يوم الأربعاء والتي تشمل: “إطلاق الأسرى والمعتقلين، حل أزمة البنك المركزي ودفع رواتب الموظفين، وفتح المطارات”.
وقال بيان الحكومة “تؤكد الحكومة على مرجعيات الحل السياسي الثلاث المتفق عليها، كما تؤكد على أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور اليمني الجديد قد حددت بصورة واضحة شكل الدولة الجديدة التي توافق عليها اليمنيون وهي الدولة الاتحادية البعيدة عن المركزية وفق مبادئ العدالة والمواطنة المتساوية والحكم الرشيد”.
كانت واحدة من الأسباب التي اجتاح الحوثيون من أجلها صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 تتمثل في تعديل الأقاليم ليتضمن الأقليم الذي ضمنه محافظة صعدة ميناءاً حيوياً.
الحوثيون كانوا أكثر بعداً عن دعوات عودة المفاوضات، لكنهم رحبوا بدعوات “وقف الحرب” وفي تصريحين منفصلين الأول للمتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام، والثاني للقيادي محمد علي الحوثي، فقد طغى الترحيب بوقف الحرب ودعوة واشنطن على رفع الغطاء عن التحالف العربي في اليمن على ردة الفعل الحوثية.
في كل الأحوال ما يزال الطريق للوصول إلى وقف إطلاق نار داخل اليمن طويلاً، ويحتاج إلى المزيد من الجهد اليمني وحده الذي يستعيد مؤسسات الدولة ويمنع تفكيك المجتمع إلى اثنيات تبحث عن حكم ذاتي في ظل جيش لدولة مصادرة أسلحته الكبيرة القادرة على الردع، أو تعرضت للإتلاف بفعل الحرب، فالرؤية الأمريكية لا تقدم حلاً لحماية اليمن من التشرذم والحروب الأهلية الصغيرة والدائمة لكنها قدمت حلاً لتأمين الحدود السعودية وحدها.