(تحقيق حصري).. كيف يتسبب الحوثيون بإغلاق أكبر مؤسسة صحافة حكومية في اليمن؟
الجماعة قامت بتسريح أكثر من ألف موظف للمؤسسة بالعاصمة اليمنية صنعاء.
يمن مونيتور/ وحدة التحقيقات/ خاص
تستعد مؤسسة الثورة للطباعة والنشر كبرى المؤسسات الإعلامية في اليمن للتوقف النهائي عن العمل بسبب إقحام الحوثيين لها في العمل السياسي وتحويلها إلى مطبعة خاصة بطباعة ملازم وكتب الجماعة.
وقال موظفون في المؤسسة الكبيرة لـ”يمن مونيتور” إن الجماعة قامت بتسريح أكثر من ألف موظف للصحيفة بالعاصمة اليمنية صنعاء.
وانهارت مؤخراً طباعة الصحيفة الورقية، فبدلاً من مئات الآلاف من النسخ اليومية من الصحيفة أصبحت 2000 نسخة فقط توزع يومياً وتعود مئات النسخ إلى مقر الصحيفة.
وقال عامل في كشك لبيع الصحف في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن الإقبال على الصحف في صنعاء تراجع إلى أقل 1% عن مرحلة ما قبل 2015، مضيفاً أن “صحف الحوثيين والخاضعة لسيطرتهم لا تلقَ رواجاً أبداً.
عاملون في المؤسسة يشيرون إلى أن قِلة الطباعة ليست متعلقة بقِلة الطلب مع أن ذلك صحيح فعلاً، لكن السبب الرئيس أن ورق الطباعة في المطبعة الحكومية تم استنفاده بسبب طباعة الحوثيين للكتب والملازم الخاصة بفكر الجماعة المسلحة، في المطبعة.
وفي عام 2012 احتفت المؤسسة بمرور نصف قرن على تأسيسها.
وقال عدد من الموظفين العاملين في المؤسسة لـ”يمن مونيتور”: نظراً لانشغال القيادي في الجماعة عبدالرحمن الأهنومي -رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير- عن العمل أوكل من جانبه شئون المؤسسة إلى مدير مكتبه حسن شرف الدين، خريج كلية التربية قسم فيزياء ما تسبب في تجميد العمل على المطابع التجارية بمبالغ كبيرة لم تستطع المؤسسة مجاره السوق والالتزام بطباعة الطبع التجاري الذي توقف على حساب طباعة ملازم وكتب الجماعة على حساب نفقتها التشغيلية بدون أي عائد مالي.
أكثر من 1200 موظف
وقال مسؤولون في المؤسسة الحكومية إن جماعة الحوثي أجبرت أكثر من 1200 موظف على ترك العمل في المؤسسة بعد وقف مستحقاتهم.
ويقول موظف في إدارة الموارد البشرية في حديثه خاص لـ”يمن مونيتور”: الكادر البشري الذي يعمل في المؤسسة كان يقترب من 1500 موظف وموظفة طلبت الإدارات الحوثية المتعاقبة إيقاف 1000 موظف واحتجت بأن العدد القليل من الموظفين بإمكانهم تشغيل المؤسسة.
وأضاف الموظف الذي طلب عدم الكشف عن هويته: أن جماعة الحوثي قامت بعد طرد الأصليين بتوظيف أعضاء الجماعة داخل المؤسسة.
تجدر الإشارة إلى أن الاهنومي كان يشغل عمل مذيع في قناة المسيرة (الناطقة باسم الجماعة)؛ كما طلب من الموظفين عدم العمل في المؤسسة بسبب عدم تمكنها من توفير مبلغ شهري لهم.
الطبع التجاري
ورفض الحوثيون تشغيل الطباعة التجارية للمؤسسة وخصصتها فقط لأعمال الجماعة وأيضاً الجامعات الخاصة التي يملكها قيادات في الجماعة، والذي أدى إلى انهيار المؤسسة وقد تذهب نحو الإفلاس. حسب تصريح أحد الفنيين العاملين في قسم المطابع لـ”يمن مونيتور”.
وحاول “يمن مونيتور” التواصل مع الأهنومي ومجلس إدارة الصحيفة إلا لا يجيبون على المكالمات الواردة إلى هواتفهم.
وأضاف الفني في المؤسسة، “أن أجزاء من الوحدات الطباعية خرجت عن الخدمة نتيجة الطباعة المتواصلة بكل طاقتها وتوقيف جميع الأعمال التجارية الواصلة من التجاروالتفرغ التام بتكريس العمل لطباعة متواصلين على مدى اسابيع لإنجاز ملازم الحوثيين الخاصة بزعيم الجماعة حسين بدر الدين الحوثي، حيث تحتوي هذه الكتب والملازم على أحقية الولاية ودروس ألقاها حسين في عام 1422هـ، وتوضح المشروع الإسلامي التي تعمل عليه دولة إيران.
وأشار إلى أن “طباعة الملازم هذه المرة لم تقتصر على مطابع مؤسسة الثورة فقط، وإنما وصلت توجيهات إلى قيام جميع المطابع الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي بطباعة الملازم بكميات كبيرة وشراء أكبر عدد من الأوراق بمناقصات يتولها منسق الجماعة لطباعة الملازم، منوهاً إلى أن المطابع العملاقة الخاصة يتحفظ – يمن مونيتور الإشارة إلى الاسماء- قامت أيضاً بطباعة الملازم لاستعجال الطلب عليها من قبل الجماعة.”
تمثل “مؤسسة الثَّورة” حالة الصحافة اليوم في مناطق سيطرة الحوثيين، فبدون حرية رأي وتعبير واستبداد ممنهج يشمل استغلال المؤسسات الحكومية الكبيرة وتكريسها لخدمة أفكار الجماعة.