الصحافة الأمريكية تنشر صور المجاعة في اليمن وتهتم بالأزمة الإنسانية
نشرت صور للمجاعة المتفاقمة في البلاد وإحصائيات جديدة يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
اهتمت الصحافة الأمريكية بنشر صور المجاعة والأزمة الإنسانية في اليمن، مع تصاعد الحرب الدائرة في البلاد وانهيار الوضع الاقتصادي والإنساني لأكثر من 28 مليون يمني.
بداية من صحيفة نيويورك تايمز التي نشرت تقريراً لمراسلها ومصوروها في اليمن صوراً يصعب النظر إليها -حسب الصحيفة- وتظهر أطفالاً يلتصق الجلد بالعظم، بما يشبه هياكل عظمية.
ونقلت الصحيفة قصة طفل في الثالثة من العمر يصارع الموت بصمت على سرير في المستشفى في إحدى البلدات الجبلية في محافظة حجة، “كيس من العظام يقاتل من أجل التنفس”.
والده، علي الحجاجي يشاهده بصبر، ويقول إنه “فقد بالفعل أحد أبنائه قبل ثلاثة أسابيع بسبب وباء الجوع الذي يجتاح اليمن”. الآن يخشى أن يموت الثاني.
لم يكن هناك نقص في الطعام في المنطقة: كانت المتاجر الموجودة خارج بوابة المستشفى مملوءة بالبضائع وكانت الأسواق مزدحمة. لكن السيد الحجاجي لم يستطع تحمل شراء أياً منها لأن الأسعار ترتفع بسرعة كبيرة.
وقال: “بالكاد أستطيع شراء قطعة من الخبز اليابس، لهذا يموت أطفالي أمام عيني”.
البضائع موجودة لكن من يشتري
خبراء الإغاثة ومسؤولي الأمم المتحدة يقولون إن هناك شكلاً آخر من الحرب الخبيثة يجري شنه في اليمن وهي حرب اقتصادية تفرض خسائر فادحة على المدنيين وتهدد الآن بتحويل البلاد إلى مجاعة ذات أبعاد كارثية.
قال أليكس دي وال ، مؤلف كتاب “المجاعة الجماعية” الذي يحلل المجاعات الحديثة التي صنعها الإنسان: “الناس يعتقدون أن المجاعة هي مجرد نقص في الغذاء لكن في اليمن يتعلق الأمر بالحرب على الاقتصاد”.
وقالت الصحيفة إن علامات المجاعة تنتشر في كل مكان، في السهول والجبال والساحل، وصل الأمر إلى أن يصدر أساتذة الجامعات الحكومية نداءات يائسة للحصول على مساعدة على وسائل التواصل الاجتماعي. يضطر الأطباء والمعلمين إلى بيع الذهب أو الأرض أو السيارات لإطعام عائلاتهم. وفي شوارع العاصمة صنعاء، تتوسل امرأة مسنة من أجل الصدقات بمكبر صوت.
توفي 50 ألف طفل
شبكة (NBC) الإخبارية نشرت تقريراً مماثلاً، ونقلت تحذير مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن 14 مليون شخص في اليمن – أو نصف سكان البلاد – يحتاجون إلى معونات للبقاء على قيد الحياة وسط مخاوف من “مجاعة كبيرة وشيكة وكبيرة”.
وأضاف التقرير: “يُعتقد أن ما يقرب من 50.000 طفل قد لقوا حتفهم خلال عام 2017 ، بسبب الجوع والأمراض والأوبئة، مع توقع عدد مماثل هذا العام، وفقًا لمنظمة إنقاذ الطفولة والأمم المتحدة”.
ووصف المتحدث باسم منظمة إنقاذ الطفولة، بهانو باتناغار، الوضع في اليمن بأنه “وصمة عار على ضمير العالم”.
وتقدر اليونيسف أن هناك 1.8 مليون طفل يمني يواجهون حاليا سوء التغذية، بما في ذلك 400 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ومن خطر الوفاة إذا لم يتم علاجهم بشكل عاجل. إضافة إلى أن هناك أكثر من 8 ملايين طفل لا يستطيعون الوصول المنتظم إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الأساسية.
يقول بهاتناغار إن القتال الدائر في اليمن يقتل “جيل كامل من الأطفال” الذين يتحملون وطأة العنف.
مدني كل ثلاث دقائق
وكالة اسوشيتد برس نقلت عن منظمة أوكسفام للإغاثة إن حوالي 575 يمني من المدنيين قتلوا في القتال الذي يدور بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف والحوثيين في الفترة ما بين الأول من أغسطس/ آب و 15 أكتوبر/تشرين الأول.
ويقول بيان أصدرته المنظمة يوم الجمعة إن “القتال أسفر عن مقتل مدني واحد كل ثلاث ساعات منذ أغسطس/ آب وأفادت التقارير أن حالات الاشتباه بالكوليرا تجاوزت 1.1 مليون شخص على مدار الأشهر الثمانية عشر الماضية بما في ذلك أكثر من 2000 حالة توفيت بالفعل”.
لقد أدت الحرب إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في اليمن وأنتجت ما تقول الأمم المتحدة أنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
المصادر
THE TRAGEDY OF SAUDI ARABIA’S WAR
Yemen crisis: Three stats that reveal the scale of worlds worst humanitarian crisis
Aid group: Yemen fighting killed 575 civilians since August