تحديات كبيرة في طريق رئيس الحكومة اليمني الجديد
يواجه رئيس الوزراء الجديد التحديات ذاتها التي ما تزال قائمة في البلاد منذ سنوات. يمن مونيتور/ عدن/ خاص
أدى “معين عبدالملك”، اليوم الخميس، اليمين الدستورية، أمام الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بمناسبة تعيينه رئيسًا جديدًا للوزراء، خلفًا لـ”أحمد عبيد بن دغر”، الذي أقاله “هادي”، الاثنين الماضي، من منصبه وأحاله للتحقيق.
ووفقًا لوكالة الأنباء اليمنية، أشار هادي إلى أن أمام رئيس الوزراء الجديد جملة من الأولويات والمهام وفي مقدمتها التركيز على الوضع الاقتصادي وتوفير الخدمات للمواطنين، لتجاوز تحديات الواقع الراهن بجوانبها ومجالاتها المختلفة.
وقال: “ندرك حجم الصعوبات والتحديات الراهنة المترتبة على الحرب الانقلابية الحوثية وتداعياتها، إلا أن ذلك لا يُعفِ أحداً من تحمل مسؤولياته كاملة، وبحث كل السبل الممكنة لتعزيز المهام وإنجاح وتنفيذ الواجبات “.
من جهته، قال “عبدالملك”، إنه سـ”يبحث كل الوسائل والسبل لتجاوز تحديات واقع البلد الراهن والانطلاق معاً صوب البناء والاستقرار والإعمار والتنمية بتعاون ودعم الأشقاء والأصدقاء وفي المقدمة دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية”.
وبدا لغة القرار الرئاسي للإقالة قاسيةً على غير العادة، إذ قالت ديباجة القرار إن إقالة “بن دغر” جاءت “نتيجة للإهمال الذي رافق أداء الحكومة خلال الفترة الماضية في المجالات الاقتصادية والخدمية ، وتعثر الأداء الحكومي في تخفيف معاناة أبناء شعبنا وحلحلة مشكلاته وتوفير احتياجاته وعدم قدرتها على اتخاذ إجراءات حقيقية لوقف التدهور الاقتصادي في البلد، وخصوصاً انهيار العملة المحلية، ولفشلها في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة كارثة إعصار لبان بمحافظة المهرة.. دون تحرك فعلي من الحكومة”.
وتواجه الحكومة اليمنية تحديات مستمرة منذ اجتياح الحوثيين للبلاد أواخر سبتمبر/ أيلول 2014، ما أدى إلى نزوح غالبية وزرائها والاستقرار في العاصمة السعودية الرياض.
ويكاد يكون تواجد الحكومة الشرعية ضعيفًا للغاية في مناطق الشمال والشرق، عدا مأرب والجوف، فيما تخضع بقية المحافظات الشمالية والغربية وبعض مناطق الوسط لجماعة الحوثي المسلحة، وتُدير الجماعة مؤسسات الدولة في تلك المناطق.
في الجنوب، وعلى وجه الدقة، العاصمة المؤقتة عدن، تواجه الحكومة معضلات كبيرة، وفشلت في توفير أدنى متطلبات المواطنين، ما أدى إلى اندلاع موجة غضب عارمة تطالب بتغيير الحكومة.
وتنشط جماعات مسلحة، على رأسها “المجلس الانتقالي الجنوبي” المطالب بفصل جنوب اليمن عن شماله وفك الارتباط عن وحدة 1990 بين الشطرين، ويناهض الحكومة بشكل واضح ويُتهم بتلقي دعم لا محدود من دولة الإمارات العربية المتحدة، ثاني دولة فاعلة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بعد المملكة العربية السعودية.
وفي المهرة، أقصى شرق البلاد، ضرب إعصار “لُبان” المحافظة، وأدى إلى خسائر في الأرواح ومساكن المواطنين، وواجهت الحكومة انتقادات واسعة لبطء استجابتها تجاه مثل هذه الكوارث.
ما تزال كل هذه التحديات قائمة وتتفاقم يومًا بعد آخر، فيما يرى مراقبون أن تغيير رئيس الوزراء لن يكون ذا فاعلية كبيرة في تغيير ملموس على الواقع، إلا في حال تم تشكيل فريق حكومي مصغر، وتقليص النفقات الهائلة للحكومة، وتسخير هذه الأموال في سبيل توفير الخدمات العامة لا سيما في المناطق المحررة.