اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

مؤتمر في صنعاء يبني “هوية طائفية” لليمنيين.. وعبدالملك الحوثي دستور الدولة

تفرض جماعة الحوثي بلورة لهوية جديدة لليمنيين، تعتمد على الطائفة كأساس للإدارة والسلطة والتعامل في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.

يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
تفرض جماعة الحوثي بلورة لهوية جديدة لليمنيين، تعتمد على الطائفة كأساس للإدارة والسلطة والتعامل في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية قامت دائرة التعليم الجامعي بالمكتب التنفيذي لجماعة الحوثي بإطلاق “المؤتمر العلمي الأول للارتقاء بالعمل المؤسسي في ضوء عهد الإمام علي لمالك الأشتر”، بعد توقف العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية بحضور الأكاديميين من جميع الجامعات اليمنية والوزارات والمؤسسات بصنعاء.
وكشفت محاور المؤتمر الذي تلقى “يمن مونيتور” نسخة منها إلى إعادة الهوية، تحت عنوان المحور الأخلاقي والتربوي وتطوير العلاقة بين المؤسسات التربوية والإدارية من جهة والمؤسسات الدينية من جهة لإعادة بناء هوية المجتمع في ضوء عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الاشتر.. وكيفية الدمج في مناهج المؤسسات التربوية بهدف إعادة بناء الذات في ضوء ما تضمنه العهد من قيم للفرد.
ونقل مراسل “يمن مونيتور” كلمة عبدالله محمد الشامي، نائب وزير التعليم العالي التابع لجماعة الحوثي، في افتتاح هذا المؤتمر قائلاً: إن هذا المؤتمر يأتي في سياق مشروع كبير نسعى من خلاله إلى إعادة قراءة التاريخ الإسلامي والتحيز في معرفة المرجعيات المعرفية.
 
عبدالملك الحوثي دستور الدولة
وفي المؤتمر التي دعت إليه كافة الجامعات والوزارات والمؤسسات للمشاركة فيه قال الشامي: من المعيب أن ينخرط الباحثون اليمنييون في استيراد النظريات الوافدة من ثقافة الآخر دون وعي. وسنعمل بالفكر المستنير -يقصد فكر الجماعة- الجديد على إسقاطه على واقعنا، ووفق منهج علمي سنسلط الضوء على رموزنا وقاداتنا من منظور أكاديمي وتكليف الباحثين بإعداد بدراسة مشوارهم السياسي والديني – في إشارة إلى حسين بدرالدين الحوثي ورموز جماعة الحوثي.
واتهم الشامي دول التحالف العربي باستهداف هوية الشعب اليمني واختراقها كجزء من حالة “الانسلاخ والضياع ولا يمكن مواجهة هذه الاختراقات إلا بالعودة إلى مصادر الهدى”، ويقصد بمصادر الهدى ما يطلق عليهم في الطائفة الشيعية/الزيدية بأعلام الهدى، والذي تضم في ذيل القائمة والد زعيم الجماعة وشقيقه (حسين بدر الدين الحوثي).
واختتم حديثه قائلاً: “من أسباب انعقاد هذا المؤتمر العلمي الأول هو الانحراف التي نتجت عن تطبيق النظم الوضعية والتي تجاهلت القيم الإسلامية وما ترتبت عليه النفعية والانتهازية، واعتماد عهد الإمام علي كمصدر للتشريع وهو ما يرى سيدنا عبدالملك الحوثي دستور للدولة”.
ونقل مراسلنا في صنعاء بأن المؤتمر الذي صرخ فيه عدد من الأكاديميين بشعار الصرخة قام على ستة محاور رئيسية حسب خطة عمل المؤتمر في كل من المحاور التالية (الإدارية، والاقتصادية، القضائية والرقابية، والتربوية والاجتماعية، والمحور السياسي) تسهم في مجملها إلى إعادة العمل في مؤسسات الدولة التي تشهد عزوفاً كبيراً بعد انقطاع المرتبات ومصادر العيش فيها.
 
هيكلة شاملة
وقال مصدر مسؤول في الجماعة لـ”يمن مونيتور”: إن ما سيحدث هو إعادة صياغة القوانين والدستور والمبادئ الأساسية للدولة بناء على ذلك العهد.
وأضاف “سيجري على إعادة هيكلة شاملة لمفاصل الدولة والعمل المؤسسة منها إعادة بناء سياسات الاختيار والتعيين وإعادة بناء الموارد البشرية وإعادة بناء النظم الإدارية في مختل المؤسسات وإعادة بناء المنظومة الاقتصادية وبناء المنظومة الاقتصادية وتطوير القطاع الزراعي وبناء الثقافة المالية وتنمية الموارد في ضوء العهد”.
ولفت إلى أن ذلك سيشمل “إعادة بناء الهوية للمجتمع ودمج القيم التي وردت في عهد الإمام علي في مناهج المؤسسات التربوية بهدف إعادة بناء الذات في ضوء ما تضمنه العهد من قيم للفرد”.
من جانبه هاجم أحمد عقبات، وزير العدل في جماعة الحوثي: حكم بني أمية، قائلاً: من هذه الثورة فقط – أي ثورة 21 سبتمبر – نعود للإسلام الحقيق ورجعنا إلى هذا الرجل علي بن أبي طالب الذي لا يبغضه إلا منافق نعود بعد 14 قرن”.
وأمهلت جماعة الحوثي الأكاديميين الحاضرين من جميع الجامعات اليمنية (جامعة صنعاء، وجامعة عمران، جامعة إب، جامعة ذمار، وجامعة الحديدة وجامعة عمران وجامعة اقرأ) ثلاثة أيام-تنتهي اليوم الأربعاء- لإيجاد مخرج لانهيار مؤسسات الدولة والعمل على الارتقاء بالعمل المؤسسي ونشر فكر الإمام علي بن أبي طالب ودراسة مضامين العهد والاستفادة منها في إدارة الدولة وتوضيح الأسس والمعايير الازم توافرها فيمن يتولى المسؤولية منها في واقعنا الحالي.
ولجأت جماعة الحوثي إلى استخدام التحشيد في تنفيذ سياستها، كما حدث في العاشر من شهر رمضان بتحشيد القبائل لإسقاط الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتتبع اليوم نفس الأسلوب في تحشيد الأكاديميين من جميع الكليات والجامعات اليمنية لطمس ما تبقى من ملامح الدولة والمؤسسات وتحويله إلى عمل مناطقي وشيعي في المقام الأول.
 
 
 
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى