في يومه العالمي.. “البريد اليمني” يكافح للبقاء في ظل الحرب والمنافسة الشرسة
الهيئة العامة اتخذت قراراً بالاستعانة بشركات خاصة وتجارية يمونيتور/وحدة التقارير/خاص:
تحتفل اليمن مع سائر بلدان العالم بمناسبة اليوم العالمي للبريد كعضو في اتحاد البريد العالمي، إلا أن البريد اليمني أصبح خارج الخدمة، ولجأ إلى شركات خاصة لتفادي الانهيار في مناطق سيطرة الحوثيين.
مظاهر احتفال الهيئة العامة للبريد صباح اليوم الثلاثاء، اقتصرت على استعراض رمزي لعدد من السيارات الخاصة بالهيئة مرت بجولة قصيرة بشوارع أمانة العاصمة لتذكير المواطنين بأن مازال هناك هيئة تدعى “الهيئة العامة البريد والتوفير البريد”.
وكشف إبراهيم محمد، أحد العاملين في الهيئة العامة البريد والتوفير البريدي، لـ”يمن مونيتور”: أن الهيئة العامة اتخذت قراراً بالاستعانة بشركات خاصة وتجارية لإيصال الحوالات المالية عبرها لعملاء التوفير البريدي خاصة في المحافظات والمناطق التي لا تقع تحت سيطرة الحوثيين في صنعاء – غير المعترف بها دولياً -.
وأضاف: تعرض أسطولنا العملي للسرقة والنهب وتضرر كثيراً ما تسبب في إيقاف كثير من خدماتنا في الوقت الحالي لانعدام الأمن.
منافسة شرسة
وتطرق أحمد حزام فقيه، مدير عام الشئون البريدية، إلى الوضع البريدي الحالي في حديثه لـ”يمن مونيتور” قائلاً: هناك جوانب من قبل المنافسين في السوق ودخولهم بشراسة كاملة.
وأضاف: الهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي يمرون بمرحلة استثنائية في البلد، ونأمل أن يتغير الوضع وان يكون مغاير لما هو حاصل اليوم وان تكون الأيام القادمة أفضل.
وفي سؤال لمراسل “يمن مونيتور” عن توقف الحوالات المالية بشكل نهائي وعجز البريد عن استقبال الحوالات المالية، قال: الظروف الاستثنائية للبلد وما تمر به من حرب أدت إلى تريث في جانب الحوالات المالية والآن لدينا رؤية جيدة وأفضل مما كانت عليه.
وفي تصريح لـ”يمن مونيتور” قال محمد مرغم، مدير عام الهيئة العامة البريد والتوفير البريدي: نناشد الاتحاد البريدي العالمي بفك الحصار عن البريد اليمني حيث أن جميع المطارات البرية والبحرية مغلقة وأصبح استلام وارسال الرسائل والطرود البريدية من وإلى اليمن متوقفة بشكل نهائي.
وأضاف: الاتحاد البريدي العالمي ومدير عام الاتحاد البريد العالمي بعث رسالة ولكل دول العالم بمناسبة هذه الذكرى من ضمنها الجمهورية اليمنية بمناسبة اليوم العالمي للبريد تحتفل بلادنا كعضو في اتحاد البريد العالمي بهذه الذكرى وهذه ذكرى عزيزة على كل البريديين في العالم.
وأشار إلى أن الغرض من عمل جولة للسيارات الخاصة بالبريد اليمني إثبات استمرار البريد في تأدية مهامه في كافة المحافظات والمناطق في المدن الرئيسية وفي الأرياف والمديريات.
شلل بريدي
وقالت مصادر لمراسل “يمن مونيتور” في صنعاء إن منظومة الخدمات المصرفية التابعة للهيئة العام للبريد اليمني عن الخدمة بشكل كلي بعد عجزها عن تحويل أي مبالغ مالية منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2017.
وقال أحد المسؤولين في خدمة الحوالات لـ”يمن مونيتور”: “لا نستطيع القيام بعملية تحويل الأموال لعملائنا عبر الهيئة العامة للبريد اليمني التي كانت رائدة في هذا المجال، نظراً لعدم وجود أي سيولة نقدية لدى الهيئة كما كان في السابق”.
وأضاف” أوصلنا مبالغ مالية بغرض تحويلها إلى مكان آخر؛ إلا البريد اليمني عجز عن إيصال هذا المبلغ نظراً لعدم وجود سيولة في الفرع الآخر”.
وتابع ” لهذا نقوم بالاعتذار من العملاء لعدم تمكنا من استلام أي مبالغ مالية”.
من جانبه قال المواطن “أكرم المغربة” لـ”يمن مونيتور”: ذهبت إلى أحد فروع البريد اليمني لإرسال مبلغ قدره (50 ألف ريال)؛ غير أني فوجئت برفض الموظف له معتذراً عن أخذ المبلغ، لأن المتلقي لن يتمكن من استلام المبلغ”.
وأوضح: “نصحني الموظف باستخدام خدمة تحويل أخرى غير البريد اليمني الذي يعتبر قد خرج من الخدمة، واكتفى فقط باستقبال مبالغ مالية لتسديد فواتير الخط الهاتف”.
وكان البريد اليمني سابقا يعتبر الرائد في صرف المرتبات الحكومية؛ لكن شركات خاصة تتبع مسؤولين سحبت البساط منه، بعد توقف صرف أنصاف المرتبات السنوية التي تعد فيها حكومة الحوثيين بصرفها عبر شركات خاصة.
وبات الصراف الآلي خارج عن أداء الخدمة بشكل نهائي نتيجة عدم توفر الخدمة منذ دخول الحوثيين صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014م، وعدم توفر السيولة النقدية.
تعليق الصورة: صباح اليوم في عرض رمزي لسيارات البريد من أباب الهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي بصنعاء “يمن مونيتور”