“اغتيالات” جنوبي اليمن.. العلامة البارزة لانهيار الأمن وتوتر السياسة
تُظهر الاغتيالات في المحافظات اليمنية المحررة من الحوثيين علامة بارزة على انهيار الأمن وتوتر السياسة بين الأطراف الموالية للحكومة المعترف بها دولياً.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تُظهر الاغتيالات في المحافظات اليمنية المحررة من الحوثيين علامة بارزة على انهيار الأمن وتوتر السياسة بين الأطراف الموالية للحكومة المعترف بها دولياً.
وكانت الاغتيالات خلال الاستعمار البريطاني-وبعده- وسيلة للنفوذ السياسي في المحافظات الجنوبية، ويبدو أن ذلك يعود مجدداً؛ باغتيالات تطال أئمة المساجد والسياسيين والقادة العسكريين والآن مدراء المدارس.
واغتال مسلحون مجهولون، الأحد، مدير مدرسة “البنيان” الأهلية رمزي الزغير، وسبق أن تم اغتيال المدير السابق لنفس المدرسة قبل حوالي شهرين.
وقال مصدر أمني لـ”يمن مونيتور” إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على “الزغير” في منطقة “المنصورة” فور خروجه من المدرسة، وتم إسعافه على الفور لكنه توفي في الطريق إلى المستشفى.
وفي مديرية “تريم” التابعة لمحافظة حضرموت (شرق اليمن) قُتل قائد نقطة عسكرية، صباح الأحد، برصاص مسلحين هاجموا النقطة، بحسب مصدر محلي.
وكالعادة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الحادث.
وتأتي عملية الاغتيال الأخيرة بعد بيان للأحزاب السياسية اليمنية، صدر السبت، تحمل فيه الأجهزة الأمنية في عدن، مسؤولية حماية المواطنين وضبط المتورطين في جرائم الاغتيالات التي شهدتها وتشهدها المدينة وتقديمهم إلى العدالة.
وعبرت الحكومة اليمنية عن إدانتها واستنكارها لعودة “الجرائم والاغتيالات المتكررة والآثمة في العاصمة المؤقتة عدن”. وقدمت تلميحاً إلى تقصير قوات الأمن في مواجهة هذه الجرائم.
خلال الأيام القليلة الماضية تم اغتيال الناشط في حزب التجمع اليمني للإصلاح علي الدعوسي (وهو مدير مدرسة التقنية) ومحاولة اغتيال الناشط الإصلاحي دبوان غالب وتم اعتقال ناشطين في الحزب في محافظة أبين من قِبل قوات محلية تدعمها وتمولها وتقودها دولة الإمارات العربية المتحدة.
منذ بداية العام الجاري تصاعدت الاغتيالات في “عدن” بعد اشتباكات القوات شبه العسكرية المدعومة من الإمارات التي تدعى بـ”الحزام الأمني” مع القوات الحكومية في يناير/كانون الثاني2018، وتدعم القوات الموالية للإمارات ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي (المدعوم أيضاً من الإمارات)، وتمكنت قوة “الحزام الأمني” من السيطرة على عدن بعد مقتل عشرات المقاتلين من الطرفين، لكن وساطة سعودية تمكنت من إيقاف المعارك.
وتم اغتيال أكثر من عشرين شخصاً من أئمة المساجد فقط، حسب مصدر في وزارة الأوقاف اليمنية تحدث لـ”يمن مونيتور”، خلال الأشهر القليلة الماضية.
ولفت المصدر إلى أن هؤلاء الذين تم اغتيالهم يرفضون رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال، ويدعمون إما الوحدة الاندماجية أو الأقاليم. ويحظى هؤلاء الأئمة على شعبية واسعة في عدن، ومعظمهم شارك في قِتال الحوثيين حتى تحرير عدن في يوليو/تموز 2015م، وكانوا يسعون إلى تلبية مطالب سكان الأحياء ويقومون بالمصالحة بين المتخاصمين في ظِل انهيار النظام القضائي في اليمن، وغياب الأجهزة الأمنية.
وقال إمام مسجد في عدن لـ”يمن مونيتور”، فإن هناك العشرات فروا خارج البلاد بعد الاغتيالات، عدا القليل الذين يقومون بتحضير من يخلفهم توقعاً لاغتيالهم.
ورفض المصدر الحكومي وإمام المسجد الكشف عن هوياتهم.
وأضاف إمام المسجد أنه يخلف إمامة المسجد عن اثنين تم اغتيالهم الفترة الماضية. وقال: كلما اشتعل جدل الحكومة والمجلس الانتقالي نعرف أن هناك إمام مسجد سيتم اغتياله.
وسبق أن قال مسؤول أمريكي لصحيفة واشنطن بوست الشهر الماضي، إن المسؤولين الأمريكيين المتعلقين باليمن يعتقدون أن المجلس الانتقالي وراء عمليات الاغتيال.
وعادة ما تستهدف الاغتيالات نشطاء في حزبي الإصلاح والرشاد (سلفي) الإسلاميين. ويعتقد المجلس الانتقالي الجنوبي أن الحزبين حجر عثرة أمام مشاريعه.
وقال إمام المسجد: المجلس الانتقالي هو بيدق فقط تحركه أبوظبي، كل هؤلاء أدوات فقط وأبناء عدن الضحايا.