من يهدم مفاعيل استئناف الحياة السياسية في المناطق اليمنية المحررة من الحوثيين؟ (تقرير خاص)
عادت عمليات الاغتيالات بوتيرة عالية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، مستهدفة القيادات الحزبية والحقوقية، في محاولة لتكريس منطق الغلّبة، وهدم مفاعيل استئناف الحياة السياسية في المناطق المحررة.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
عادت عمليات الاغتيالات بوتيرة عالية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، مستهدفة القيادات الحزبية والحقوقية، في محاولة لتكريس منطق الغلّبة، وهدم مفاعيل استئناف الحياة السياسية في المناطق المحررة.
ونجا القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، دبوان غالب، اليوم الخميس من محاولة اغتيال بعد أن زرع مجهولون عبوة ناسفة بمقعد سيارته، بمديرية المعلا بعدن- حسب مصادر محلية.
ويوم الأربعاء، اغتال مسلحون مجهولون الناشط في الحزب “علي محمد الدعوسي” أمام منزله في حي إنماء بمديرية المنصورة، ولاذوا بالفرار.
وفي سياق آخر ذكرت مصادر محلية في محافظة “أبين”، أن قوات الحزام الأمني اعتقلت نائب رئيس إصلاح مديرية سرار التابعة للمحافظة، الشيخ ضمان ثابت القوح، واقتادته إلى جهة مجهولة.
تحريض إعلامي
وحول هذا الشأن، قال الكاتب والمحلل السياسي، عبدالرقيب الهدياني” إن الذي يعبث في عدن والمحافظات المحررة هو الطرف الذي يحرض إعلاميا ضد الشرعية ومكوناتها وضد حزب الإصلاح تحديداً”.
وأضاف الهدياني في تصريح لـ”يمن مونيتور” وسائل الإعلام الإماراتية قبل يومين حرضت بشكل مبتذل وبشكل مفتري ضد حزب الإصلاح” معتبراً الاغتيالات التي حدثت اليوم ترجمة لهذه الأعمال التحريضية.
وتابع:” هناك أطراف تمثلها الإمارات وأدواتها من الحزام الأمني والمجلس الانتقالي هي التي تحرض وتقتل وتتجاهر علنا بعدائيتها للشرعية ومكوناتها ومنهم حزب الإصلاح”.
ولفت إلى أن “حزب الإصلاح هو من يدفع اليوم وحيداً، ثمن مواقفه الثابتة المؤيدة للشرعية ولمشروع الدولة الاتحادية سواءً ضد الحوثيين في صنعاء أو المتمردين في عدن”.
وقال:” إن من اعتقل القياديين في حزب الإصلاح بمديريه سرار يافع بمحافظه أبين بسبب تنظيمهم لندوه بمناسبة تأسيس الحزب، هو من يقتل النشطاء في عدن الصورة واضحة لا لبس فيها”- حد قوله.
المناطق المحررة – رهينة الفوضى
ووضع “الهدياني” المحافظات اليمنية (المحررة) بين قوسين، مشيراً إلى أنها صار ت رهينه الفوضى والعبث والاغتيالات.
وقال لـ” يمن مونيتور”” المليشيات المدعومة من قبل أبوظبي، صارت طارده للحكومة الشرعية، وطاردة للآمن للاستقرار وهي التي تسرح وتمرح وتعبث في هذه المحافظات”.
وأضاف: “مشروع التحالف لاستعادة ونصرة الشرعية فشل اليوم، وعلى الرئيس هادي الخروج عن صمته وألا يبقى غطاءً لهذا الواقع وأن يقول كلمته أن الشرعية لا تحكم هذه المناطق”.
وتابع” التحالف لم يمّكن الحكومة الشرعية من إدارة المناطق المحررة، وعدن لم تعد آمنه للحياة وللعمل، والبلد تضيع والمواطنين صاروا هدفاً لهذه ِالاغتيالات”.
ومضى بالقول:” هناك نزوح جماعي من القيادات السياسية والحزبية من العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الأخرى، خصوصاً أفراد وأعضاء حزب الإصلاح”.
المنفذ مجهول
بدوره، يرى الصحافي والمحلل السياسي، فؤاد مسعد، أن المنفذ للعمليات الإرهابية في عدن، لم يكشف عن نفسه بعد، كما لم يتم القبض عليه.
ورداً على سؤال “يمن مونيتور” حول المستفيد من عودة ملف الاغتيالات إلى عدن قال فؤاد مسعد” إن المستفيد هو من يعمل على تصفية المدينة من رموزها الدينية والسياسية والثقافية والدفع بالبلد إلى الهاوية”.
وأضاف” لا يزال تعدد الجهات والأجهزة الأمنية يشكل أرضية خصبة للفوضى والخراب الذي ينهش عدن”.
وبشأن ردود الفعل الحكومية تجاه ما يجري أجاب المحلل السياسي” وضع الحكومة مرتبك وأداؤها ضعيف في عدن وخاصة في الملف الأمني”.
وفي يوليو الماضي، أعرب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن قلقه وقلق الشعب اليمني حيال عمليات الاغتيال التي تشهدها العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
وطالب هادي خلال اجتماع مع القيادات الأمنية حضره قادة عسكريون من التحالف بقيادة السعودية، بوقف حالة الانفلات الأمني في المدينة، منتقدا أداء الأجهزة الأمنية فيها بسبب ما قال إنه “غياب التنسيق فيما بينها”.
وفي أكثر من تصريح، يعرب الإصلاح اليمني، أكثر الكتل السياسية تضرراُ من حوادث الاغتيال المتكرر عن أسفه حيال صمت الحكومة اليمنية أمام ما يتعرض له كوادره من عمليات القتل والاعتقال والتصفية في المحافظات الجنوبية.
وأصدر الحزب 26 أغسطس الماضي، تقريراً تضمن أرقاما بشأن الاعتداءات التي طالت عدداً من أعضائه ومقراته في محافظة عدن جنوبي البلاد.
ووفقا للتقرير فإن عدد الانتهاكات، بلغ 20 انتهاكا منها 8 اغتيالات، و4 حالات اعتقال واختفاء قسري، و4 حوادث حرق واستهداف مقرات الحزب، و4 اقتحامات ومداهمات منازل.
وبين حين وآخر، تتعرض قيادات وناشطون ينتمي غالبيتهم لحزب التجمع اليمني للإصلاح في العاصمة اليمنية عدن والمحافظات الجنوبية، لعمليات تصفية جسدية تسجل ضد مجهول، في ظل تقاعس من الأجهزة الأمنية التي يمارس بعض مسؤولوها التحريض على العنف، وفق تصريحات مسجلة ونشرتها وسائل الإعلام.