آمال اليمنيين بالسلام تتلاشى بعد فشل مشاروات جنيف
تلاشت آمال اليمنيين بالسلام الدائم، بعد إعلان الأمم المتحدة فشل مشاورات جنيف بعد رفض الحوثيين الحضور قبل ساعات من موعد وصول طائرتهم إلى مطار صنعاء.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
تلاشت آمال اليمنيين بالسلام الدائم، بعد إعلان الأمم المتحدة فشل مشاورات جنيف بعد رفض الحوثيين الحضور قبل ساعات من موعد وصول طائرتهم إلى مطار صنعاء.
لم يكن اليمنيون يعلقون آمالاً كبيرة -في الأساس- على المشاورات في إيجاد حل دائم يوقف الحرب المستعرة في البلاد منذ 2014 لكنهم كانوا يعتقدون أن تجد حلاً لأزمة الرواتب المتوقفة منذ عامين؛ وطريقة ما لتجنيب ميناء الحديدة معارك طاحنة قد تؤدي إلى إيقاف الواردات أشهراً.
وقال عبدالرب يحي (39 عاماً)، الذي يعمل في إحدى إدارات الحكومة الخاضعة للحوثيين بصنعاء لـ”يمن مونيتور”: لقد فشلت ولن تسمع عن مشاورات مماثلة في وقت قريب، نعرف جيداً كم يأخذ الأمر حتى يلتقوا في أي مكان لقد أخذ الأمر عامين حتى تحدثوا عن إمكانية حدوث اجتماع.
وأضاف يحيى: “لم نكن نأمل الكثير فقط مرتبات الموظفين، ومأساة النازحين والعالقين، فتح المطارات وتوفير الخدمات، وإيقاف انهيار العملة”.
وتوقفت المحادثات بين الحكومة اليمنية والحوثيين في 2016م، وكانت مشاورات السادس من سبتمبر/أيلول هي الأولى منذ ذلك التاريخ، ويبدو أنها فشلت.
يحيى يرى أن الحل الآن سيكون للحرب، “ستستمر أشهراً قبل أن يلتقوا، سئمنا هذه الحرب ولا نريد بقاءها، أربع سنوات وأكثر ونحن ننتظر توقفها”.
وبدأت الحرب عندما اجتاح الحوثيون صنعاء وفرضوا سيطرتهم عليها في سبتمبر/أيلول2014، اعتبرت الحكومة ذلك انقلاباً، وتمكنت لاحقاً من الفرار إلى مدينة عدن (جنوبي البلاد) لكن الحوثيين لاحقوها بعد فرار الرئيس عبدربه منصور هادي إليها وفي مارس/آذار 2015 ونتيجة التطورات العسكرية أعلن تحالف تقوده السعودية حرباً على الحوثيين يهدف لإعادة الحكومة اليمنية إلى السلطة.
أحمد محمد(24 عاماً)، أحد النازحين من مدينة الحديدة إلى صنعاء، قال لـ”يمن مونيتور” إنه وعائلته كانوا يأملون أن تتوصل “المشاورات في جنيف إلى حلّ يُمكننا من العودة إلى منازلنا التي هجرناها قبل ثلاثة أشهر لكن الحرب تصاعدت منذ اليوم الأول لإعلان فشلها”.
ألقى محمد باللوم على الحوثيين، بالقول: إن من الواجب على الجماعة الذهاب للمشاورات بأي طريقة ويناقشوا كل شيء مع الحكومة والعالم ويطلبوا مطالبهم ويقولوا نريد نقل جرحى وأي شيء يريدونه لا أن يرفضوا حتى الذهاب إلى هناك.
وقال محمد: الآن ضاعت كل الآمال، عائلتي ممزقة بين منازل الأقارب وأنا أبحث عن عمل، يوم أجد واليوم الأخر لا أجد، الحياة أصبحت صعبة جداً.
يبدو محمد ويحيى ساخطين على الحرب ويريدان انتهائها بأي طريقة كانت.
وقال الموظف الحكومي: الحرب تندلع لتصحيح أوضاع وليس لتزيد الوضع قتامة وسوداوية، ارتفعت الأسعار ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب، إن المطلوب الآن وقف الحرب بأي تسوية سياسية وإذا أرادوا العودة بعد سنوات ليكن ذلك، يجب أن يعطوا هذا الشعب حقه في التنفس.
أما نادر أحمد(32عاماً)، وهو مهندس حواسيب، فيقول لـ”يمن مونيتور”: الحرب حالة كارثية يجب أن تنتهي، لقد تدهورت أعمالنا وتشردت عائلاتنا بين المحافظات وحتى في الخارج، كان يجب أن تحضر جماعة الحوثي، ليس من أجلهم فقط بل من أجل إيجاد حل لمرتباتنا المتوقفة منذ عامين.
لم يكن يريد “مارتن غريفيث” إعلان فشل المشاورات في جنيف يوم السبت (الثامن من سبتمبر/أيلول) وقال إنه خرج بمحادثات جيدة مع الوفد الحكومي في جنيف، وسينقل ما خرج به إلى الحوثيين في مسقط، وصنعاء؛ في كل الأحوال يعتبر ذلك فشلاً لـ”غريفيث” وجهوده الأولى لجمع الطرفين في مشاورات غير مباشرة في جنيف.