الأنظار تتجه مجدداً إلى الحديدة بعد فشل مشاورات جنيف
باحث غربي يحذر: الأيام المقبلة في اليمن ستكون حرجة يمن مونيتور/ صنعاء/ متابعات خاصة
قال الباحث في شؤون الأمن والدفاع ألكسندر ميترسكي، إن “العملية العسكرية باتجاه مدينة الحديدة لطرد الحوثيين منها قد تستأنف نظراَ لأنه لم يطرأ أي تغيير على المسار السياسي”.
ويضيف الباحث ميترسكي في تصريحات نقلتها وكالة” فرانس برس” اليوم الأحد، أن الأسابيع المقبلة في اليمن “قد تكون حرجة”.
وتابع: “المحادثات السياسية لم تنطلق، وبالتالي لا يوجد مسار سياسي يمكن اللجوء اليه، ما يعني انه ستكون هناك قيود أقل لتصرفات الطرفين على الأرض”.
وكان من المفترض أن ترعى الأمم المتحدة في جنيف بدءاً من الخميس الماضي أول مشاورات سياسية بين الحكومة اليمنية، وجماعة الحوثي المسلحة، لكنها اصطدمت بالفشل بعدما رفض الحوثيون اللحظة الاخيرة التوجه الى جنيف من دون الحصول على ضمانات من الأمم المتحدة بالعودة سريعا الى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث السبت أنه سيسافر إلى مسقط وصنعاء خلال الأيام المقبلة لوضع الأسس لإجراء محادثات مستقبلية، ملمحا الى أنه قد يجري في البداية محادثات منفصلة مع الجانبين.
وكان غريفيث بدأ جهود استئناف محادثات السلام بعدما أطلق التحالف في 13 حزيران/يونيو هجوما باتجاه ميناء مدينة الحديدة على البحر الأحمر، بقيادة الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف.
وفي مطلع تموز/يوليو، أعلنت الإمارات تعليق الهجوم على مدينة الحديدة لإفساح المجال أمام وساطة للأمم المتحدة، مطالبة بانسحاب الحوثيين من المدينة والميناء.
ومع فشل عقد مشاورات في جنيف، تتجه الأنظار مجددا الى مدينة الحديدة، حيث تؤكد التصريحات التي أدلى بها مساء السبت زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الانطباع حول التصعيد.
فقد دعا زعيم الحوثيين في خطاب طويل حمل فيه التحالف مسؤولية فشل محادثات جنيف، أنصاره الى “الثبات والصمود” و”التصدي للعدوان”.
وفي اجتماع له اليوم بقيادات الساحل الغربي، حث رئيس هيئة الأركان في الجيش اليمني، اللواء الركن طاهر العقيلي، على تحرير ما تبقى من محافظة الحديدة، داعياً الجميع إلى حشد كل الطاقات والامكانات لهزيمة الحوثيين بالمدينة.
والسبت، أعلنت القوات الحكومية، السيطرة على طريق رئيسي شرق المدينة يصل وسطها بمدينة صنعاء ومدن أخرى ويطلق عليه اسم (طريق الكيلو 16)، غداه فشل مشاورات جنيف.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر طبية لـ”فرانس برس” بمقتل 84 شخصاً من القوات الموالية للحكومة اليمنية، والمسلحين الحوثيين، قتلوا في معارك عنيفة في محيط مدينة الحديدة، خلال الـ24″ الساعة الماضية.
ووفقاً للوكالة فإن الهجوم على مدينة الحديدة مجدداً، يمثل معضلة بالنسبة الى التحالف العربي كونه سيدفع نحو حرب شوارع قد تؤدي الى سقوط ضحايا من المدنيين.
ويوضح ميترسكي “مصدر القلق الأوحد بالنسبة إلى التحالف الذي تقوده السعودية هو التعامل مع ردود فعل المجتمع الدولي”، مضيفاً “هناك خطر محدق بسمعة” حملته العسكرية.