اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

فشل مشاورات جنيف يزيد الحرب اليمنية اشتعالاً

زعيم الحوثيين يدعو لزيادة التجنيد والقتال في الساحل، ورئيس هيئة الأركان الإماراتي قرب الحديدة مع اشتعال المعارك في أطرافها. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
حسم المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، صباح السبت، مسألة بقاء المشاورات اليمنية في جنيف، معلناً فشلها، بعد أن رفض الحوثيون الحضور.
كان من المفترض أن تبدأ هذه المحادثات الخميس (السادس من سبتمبر/أيلول)، لكن جماعة الحوثي ظلت في صنعاء واشترطت إجلاء جرحى ومصابين من العاصمة إلى سلطنة عمان، وإعادة عالقين من مسقط إلى صنعاء، قبل حضورها المفاوضات. بعد يومين أعلن “غريفيث” تعليق المشاورات إلى أجلٍ غير مسمى.
فشل “المشاورات” الأولى منذ عامين والأولى -أيضاً- للمبعوث الدولي الجديد الذي بدأ عمله قبل نصف عام، سيعني ذلك بقاء الحرب لتكون الخيار الوحيد المتبقى أمام الطرفين (الحكومة اليمنية) وجماعة الحوثي المسلحة.
في وقت تلكأ الحوثيون يوم الخميس عن مغادرة صنعاء، كانت المعارك بالفعل قد اشتعلت مجدداً في أطراف مدينة الحديدة غربي اليمن التي تحوي ميناءً استراتيجياً. وخلال ثلاثة أيام هناك عشرات القتلى والجرحى من الطرفين حسب ما قالت مصادر عسكرية وطبية لـ”يمن مونيتور” مساء السبت.
تحضيرات للحرب
زعيم الحوثيين (عبدالملك الحوثي)، ظهر بعد ساعات من إعلان “غريفيث” فشل المشاورات في خطاب متلفز؛ مؤكداً ما ذكره مسئولو الجماعة أن التحالف وراء منع الوفد من مغادرة صنعاء.
قال الحوثي إن المعارك ستشتعل والتصعيد القادم سيكون في الساحل الغربي لليمن (مدينة الحديدة) والجبهات الحدودية -مع المملكة العربية السعودية. داعياً إلى تجنيد المزيد من اليمنيين إلى جبهات القتال لمواجهة الحكومة الشرعية والتحالف العربي.
في نفس الوقت لحديث “الحوثي” نشرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) خبراً عن زيارة رئيس هيئة الأركان الإماراتية حمد محمد ثاني الرميثي قوات بلاده المشاركة في عملية تحرير الحديدة غربي اليمن. واشتملت على زيارة مواقع الوحدات العسكرية ومقر القيادة التي تدير عمليات تحرير الحديدة، واطلع على سير عمليات معارك تحرير محافظة الحديدة- حسب الوكالة الرسمية.
وتقود الإمارات، العملية العسكرية في الساحل الغربي لليمن، وكانت أعلنت عنها في يونيو/حزيران الماضي لكنها أعلنت تعليقها في يوليو/تموز فيما قالت إنه إتاحة المجال لـ”غريفيث” من أجل جهود السلام.
وإضافة إلى القوات الإماراتية تقاتل قوات يمنية غير متجانسة مثل ألوية العمالقة الجنوبية إلى جانب “المقاومة التهامية” -وهي ألوية عسكرية تم تجنيدها للقتال في الحديدة- إضافة إلى قوات تابعة ل “طارق صالح” نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، والتي تحظى جميعها بدعم إماراتي.
التقدم في الحديدة
وأمس الجمعة قال مصدر عسكري لـ”يمن مونيتور” إن تحرك القوات الحكومية نحو الحديدة يمر عبر محورين الأول يتجه نحو “كيلو 16” لقطع الطريق الرئيسي الذي يربط صنعاء بالحديدة، والثاني بخط “الكورنيش” الذي يوصل القوات الحكومية إلى ميناء الحديدة الاستراتيجي. وتنطلق القوات من مديرية “الدريهمي”.
وأعلنت القوات الحكومية مساء الجمعة قطع خطوط الإمداد للحوثيين في “كيلو16″، لكن سكان محليين قالوا لـ”يمن مونيتور” إن حركة السيارات ما زالت مستمرة على الطريق الرئيس.
وأضاف السكان أن الاشتباكات على بُعد 2 كم من “كيلو 16” مع تمكن القوات الحكومية من التقدم شرق مطار الحديدة باتجاه مشروع الأبقار من قرية “الجريبة”.
وقال أحد عُمال المشروع لـ”يمن مونيتور”، إن العُمال يحاولون الوصول إلى مكان المشروع من أجل إطعام الحيوانات لكن دون جدوى، فقد فروا بأرواحهم وتركوا الحيوانات تواجه مصير الاشتباكات والجوع”.
ونزحت مئات العائلات من مناطق المواجهات إلى البلدات المجاورة، مثل “المنصورية” و”القطيع” و”المراوعة”، حسب سكان محليين ونازحين. وقال نازحون إن “عددًا كبيرًا من العائلات ما تزال عالقة في مناطق المواجهات”.
وتدور المعارك الآن -حسب مصدر عسكري- في قرى “الجريبة” و”المشانقة” و”زعفران”، لافتًا إلى أن قذائف مدفعية الحوثيين تنهمر على القرى الثلاث منذ فجر الخميس.
وتقول الحكومة اليمنية والتحالف إن تحرير ميناء الحديدة من الحوثيين سيعني قطع إيرادات الحوثيين من الميناء الحيوي المدخل الرئيس لـ80% من ورادات اليمن من السلع الغذائية واحتياجاتهم الضرورية واستخدامها في المجهود الحربي.
وتخشى منظمات دولية من إغلاق الميناء الذي تقول إنه سيتسبب بأزمة إنسانية كبيرة الأكبر عالمياً بالفعل، حسب تحذيرات سابقة أطلقتها الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى