في قديم الزمان كان لليمن ملك اسمه (ذو نواس) وهذا الملك قام باضطهاد نصارى نجران بحرقهم في عام 280 قبل الميلاد، وجد الرومان أنفسهم، لأول مرة أمام كائنات غريبة، عبارة عن فيلة. كان ذلك في معركة هرقْلية في جنوب إيطاليا. لم يكن العدو هذه المرة هانيبال وقرطاج، فذلك حدث في ما بعد، وإنما كان “بيروس الأول” ملك البلقان. وحين أصيب هذا الأخير في هذه المعركة غير المتوازنة إطلاقا بالنظر إلى قوة الجيش الروماني المعروفة آنذاك، أطلق فيَلته المحاربة على الفيالق الأكثر عددا للقائد فالريوس لافينوس. فما الذي حدث بالضبط؟ كتب المؤرخ الروماني جوستانيوس: “أصاب ملك البلقان الرومان بدهشة كبرى، وهو يحرز النصر بالهيئة الغريبة حينها للفيَلة، ثم اضطُرهم للتراجع، بحيث إن الوحوش الجديدة للمقدونيين انتصرت فجأة على المنتصرين، فقد انفك شملهم وحلّ بهم الرعب وتراجعوا وكان للملك بيروس عليهم النصر”.
كان الرومان الشعب الأكثر تحضرا في عالم ذلك الوقت، غير أن الهيئة الغريبة لهذه الكائنات الهائلة والعجيبة أرعبت الجنود، الذين عجزوا حتى عن أن يطلقوا عليها اسما، فسموها “ثيران لوكانيا” أي المنطقة التي وقعت فيها الواقعة، مُحيلين الغريب على المألوف والمصدر المجهول للفيلة على المكان الذي رأوها فيها لأول مرة.
مُنْقَلَب التاريخ
لكن الفيَلة لم يكن لها القوة العجيبة نفسها في الجزيرة العربية، على الأقل كما جاء في القرآن والسيرة النبوية. بل إن غرابتها وقوتها لم يكن لها إلا أن تهزم بالأسطورة والخوارق، وبكائنات طيارة وصغيرة لا يمكن لهامات الفيلة الضخمة أن تسحقها (الطيور الأبابيل). وإليكم الحكاية كما هي متداولة: في قديم الزمان كان لليمن ملك اسمه (ذو نواس) وهذا الملك قام باضطهاد نصارى نجران بحرقهم، فنجا من هؤلاء النصارى شخص واحد اسمه “دوس”، فراح “دوس” إلى قيصر الروم الذي كان نصرانياً. لكن، لبعد المسافة بين الروم واليمن بعث قيصر الروم ذلك الرجل (دوس) إلى النجاشي حاكم الحبشة لينتقم للنصارى من قاتلهم “ذو نواس”. ولما سمع النجاشي القصة ثار غضبه وجهز جيشاً عظيماً لغزو اليمن بقيادة “أرياط” و”أبْرهة”. وانتصر جيش النجاشي على قائد اليمن وأصبح “أرياط” حاكماً لليمن. وبعد مدة من الزمن انقلب “أبرهة” على “أرياط” وانتزع منه الحكم وأصبح هو حاكم اليمن. غضب النجاشي منه وقرر استرداد الحكم منه، لكن “أبرهة” أعلن استسلامه وولاءه للنجاشي فعفا عنه وأبقاه حاكماً لليمن. ولكي يثبت ذلك شيّد كنيسة كبيرة ليحج إليها أهل الجزيرة بدلا من الكعبة، وأرسل وفوداً إلى الجزيرة العربية ليدعوهم إلى الحج إلى الكنيسة، غير أهل الجزيرة العربية رفضوا ذلك.
غضب أبرهة من رفض العرب وقرر أن يهدم الكعبة، وجهز جيشاً عظيماً وتوجه به إلى مكة وهو يمتطي الفيل، وعند اقتراب الجيش من مكة بعث أبرهة من ينهب أموال مكة وبعث رسولاً يقول إنه لا يرغب في الحرب بل في هدم الكعبة. فقال له عبد المطلب: نحن لا طاقة لنا بحربكم، وللبيت رب يحميه. وذهب عبد المطلب وجمع من قريش إلى شعاب مكة وأمر أحد أولاده أن يصعد على جبل ليرى ما يجري؛ فعاد الابن ليخبر أباه أن سحابة سوداء تتجه من البحر الأحمر إلى أرض مكة كأنها الخطاطيف وتحمل في منقارها حجراً وفي رجليها حجرين، ثم ألقت الطيور الحجارة التي تحملها على جيش أبرهة. وقيل: إن الحجر كان يسقط على الرجل منهم فيخترقه ويخرج من الجانب الآخر. فهلك من الجيش ما هلك وفرّ من استطاع. وفي هذا العام (عام الفيل) ولد الرسول.
الأسطورة كما لدى الإثنولوجيين والأنثربولوجيين حكاية تستعيد الأصول لتفسير الحاضر. فالغريب والغرابة يتم تفسيرهما بالمألوف لامتلاكهما تارة، أو لمنحهما طابعا خارقا لتجذير حاضر ومستقبل يريد تملُّك ماضيه تارة أخرى. وفي الحالين معا يتعلق الأمر بتفسير يؤدي إلى بناء الهوية. الأول يدمج الحاضر الغريب في المستقبل من خلال الماضي، والثاني يدمج الماضي في الحاضر من خلال المستقبل.
إذا كان الرومان قد اكتشفوا الفيلة ومعها الهزيمة (ربما لأول مرة في الحالين معا)، فإن العرب كانوا يعرفون الفيلة، غير أن متخيلهم جعلهم بالعلاقة مع قدسية الكعبة، يقلبون الواقع أسطورة، ويحولون الفيلة الضخمة إلى مجرد كائنات ضعيفة لا تقوى على سطوة الخيال الذي يفتك بها فتكا ويبيدها عن آخرها.
كان الرومان الشعب الأكثر تحضرا في عالم ذلك الوقت، غير أن الهيئة الغريبة لهذه الكائنات الهائلة والعجيبة أرعبت الجنود، الذين عجزوا حتى عن أن يطلقوا عليها اسما، فسموها “ثيران لوكانيا” أي المنطقة التي وقعت فيها الواقعة، مُحيلين الغريب على المألوف والمصدر المجهول للفيلة على المكان الذي رأوها فيها لأول مرة.
حُظْوة الغريب
وإليكم حكاية شعب المايا مع الحصان، بما تحمله من دهشة تُحول الغريب نفسه إلى أسطورة حية:
“في قديم الزمان، وسالف العصر والأوان، حل أناس بمنطقة “بّيتين”. جاؤوها من المكسيك المجاورة. كانوا يمتطون دواب هائلة لم يكن يعرفها أحد. كانت عبارة عن جياد. ثم إن قائدهم هرنان كورطيس رحل تاركا حصانه في حماية سكان قرية “فلوريس”. وبما أن سكان القرية لم يكونوا قد رأوا قبلا دابة من قبيل هذه فقد أولوها اهتماما يليق بإنسان. فقد منحوها الأكل الذي يأكلون، أي خبز الذرة والكاكاو والكثير من الأطعمة اللذيذة، وأبدا علفا. فعانت الدابة المسكينة من عدم تناول ما يلائمها. حزن سكان القرية حزنا شديدا على موت الحصان، وبما أنهم خافوا من رد فعل صاحبه، بادر أحدهم إلى القول: “أنا أعرف مكانا يمكن أن نصنع فيه حصانا. هناك الكثير من الأشجار، ويمكننا أن نختار أضخمها لننْحت فيه الحصان”.
ذهبوا إلى هناك وصنعوا الدابة بنحتها من شجرة. ولنقل الحصان للقرية كان عليهم وضعه في قارب لعبور البحيرة. غير أن الحصان كان بالغ الثقل، فانقلب القارب وغرق ومعه الحصان. وفي أيام الربيع حين صار ماء البحيرة هادئا ناصعا أبصروا الحصان في القعر. ثم إنه في يوم ما غاب. فقيل إن الأمريكان أخذوه”.
حكاية قبائل المايا في أميركا الجنوبية مع الحصان، الذي لم يروه أبدا من قبل، ذكرتني بحكاية سمعتها من أمي وأنا صغير عن إحدى جداتي مع المذياع. فقد اقتنى جدي مذياعا كبيرا، وكان من اللازم وضعه في مكان عال حتى يلتقط الذبذبات. فُتح المذياع، وظل المذيع يتحدث لوقت طويل، وجدتي تسمعه وهي تقوم بمهامها في باحة البيت القروي. وحين جاء وقت الأكل، والعائلة متحلِّقة حول المائدة، وصوت المذيع لا يزال يصدح منبعثا من الآلة العجيبة، قالت الجدة بصوت آمر لإحدى بناتها: “هيا يا بنتي، امنحي الرجل مأكلا ومشربا، فهو لا بد أن يكون قد أصابه الجوع والعطش بعد ساعات من الحديث!”…
وقد حكت لي صديقةٌ أن صديقةً لها اقتنت مذياعا لعائلتها في قرية من قرى شمال المغرب، وبما أن أباها لم يستوعب كيف يمكن أن تصدر أصوات قريبة منه، من غير أن يرى مصدرها البشري، فقد كسّر المذياع بحثا عن مصدر الأصوات والموسيقى.
إنها الدهشة نفسها التي تجعل الغرابة التي لا تُحتمل تأخذ أحيانا طابعا سحريا. يخصص الكاتب المغربي إدريس الشرايبي لدخول المذياع والكهرباء إلى بيت عائلته صفحات مليئة بالمرح من روايته الرائعة “الحضارة أمي”. ففي أواسط ثلاثينيات القرن الماضي أُدخل صندوق المذياع إلى البيت فخالته الأم الأمّية تابوتا، فبسْملت وحوْقلت وقرأت سورة القارعة. وحين أدركت الطابع الخارق للكهرباء صارت مثل صبية ترقص وتشعله وتطفئه. لقد اعتبرت أن ساحرا دخل البيت. وحين تمَّ تشغيل “الصندوق الذي يتكلم” جلست أمامه من الصباح إلى المساء، متخلِّية عن مهامها اليومية المقدَّسة حتى انتهاء البثّ في منتصف الليل. لقد اعتبرت المرأة أن الساحر رجل خارقٌ أشبه بالعارف المتنبئ الذي يتقن كل الفنون، ويسافر في كافة أصقاع العالم. ولتوديع الساحر الذي حلَّ بالبيت عندما أعلن عن نهاية البثّ، وبعد أن سمعته يقول: “سيداتي، سادتي، عمْتم مساء”، أجابته: “ليلتك سعيدة سيدي الساحر. أحلاما لذيذة”. وحين بدأ ابناها يحدثانها نهرتهما قائلة: “اخفضا صوتكما أيها الأرْعنان. سوف تُفيقانه من نومه، ألا تسمعان شخيره؟”.
نبتة التين البري نبْتة غريبة. فالمغاربة يسمونها “كرموس (تين) النصارى”، فيما يسميها الفرنسيون “تين بلاد البرابرة” (figues de Barbarie). إنها حرب الغرابة المتبادلة في قبيلة الكلمات. ففي رحلة المغاربة إلى بلاد الإفرنج كما في رحلات الغربيين إلى بلاد المغرب نعثر بشكل ممتع على هذه العلاقة مع الغريب والدهشة الناتجة عنها.
من ضفة لأخرى…
نبتة التين البري نبْتة غريبة. فالمغاربة يسمونها “كرموس (تين) النصارى”، فيما يسميها الفرنسيون “تين بلاد البرابرة” (figues de Barbarie). إنها حرب الغرابة المتبادلة في قبيلة الكلمات. ففي رحلة المغاربة إلى بلاد الإفرنج كما في رحلات الغربيين إلى بلاد المغرب نعثر بشكل ممتع على هذه العلاقة مع الغريب والدهشة الناتجة عنها. وهو الإحساس نفسه الذي نلفيه في رحلة ابن بطوطة أو رحلة ابن فضلان، حتى لا نذكر بعض مقاطع كتاب الحيوان للجاحظ، وكتاب الحيوان للدميري، أو كتاب عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات للقزويني وكتاب تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار لابن بطوطة…
ليس انبهار جدّتي أو أم إدريس الشرايبي سوى امتدادٍ لانبهار الرحالة المغاربة بالتقنية (القطار والكهرباء). بل إن هذه الوفود العربية الغريبة التي حلت ببلاد الإفرنج كانت مثار دهشة الناس وفضلوهم، وكأنهم يتفرجون في مسرحٍ حيٍّ بالشارع العام. فقد وصف السفير العمراوي المغربي حلول وفده السفاري بباريس في نهاية القرن التاسع عشر وخروجه للنزهة قائلا: “وقد داروا بنا في ذلك الجِنان (الحديقة) على كبَره ونحن نمشي على أرجلنا على أكثر من ثلاثين محلا من هذه المياه، كل محلّ في نوع، وما أكملناها حتى تعبْنا تعبا لم نر مثله في هذه السفرة. وانضم إلى ذلك ما غشينا هناك من الآدمي ينظرون إلينا ويتعجّبون من هيئاتنا، فقد كان يتبعنا هناك من المتفرجين أكثر من ثلاثة آلاف بين رجال ونساء، والنساء أكثر زيادة على من لم يتبعنا منهم، حتى كنا نرى الجنان يموج بهم موجا. وأينما ذهبنا تبعونا. وقد كان معنا نحو العشرين من العسكر، يفتحون لنا الطريق في وسط الناس ويدافعون هنا. ولولاهم لهلكنا من شدة الازدحام”. عقودا بعد ذلك، وفي بدايات القرن العشرين، كان الباريسيون قد تعوّدوا على هذا الغريب بحيث لم يعد فرجة لهم، خاصة مع تطور الصحافة والفوتوغرافيا. غير أن حلول الوفد المغربي ببلاد الألزاس جعله يعيش ما عاشه سالفه، الأمر الذي سيدفع بالسفير الحجوي المبعوث حينها إلى فرنسا إلى أن يقابل ذلك بسخرية لاذعة: “ولما كنا في باريز لم يكن الناس يجتمعون علينا، أما هؤلاء (أهل ألزاسيا) فجعلونا عجبا، وكانوا يجتمعون لرؤيتنا رجالا ونساء وصبيانا، وأكثروا في ذلك مما يدل على خفة أذهانهم، كأن الله ما خلق بني آدم إلا ليلبسوا لباسهم، وكأن آدم خرج من الجنة بلباس أوربا، مع أنهم أقل حذقا في اللباس من الفرنساويين [يعني الباريسيين]، فالفرنساويون يتجملون أكثر منهم ولا سيما النساء. وقد جاءت امرأة تسألنا متعجبة من لباسنا: هل أنتم يهود؟ وأخرى تقول: هل أنتم تلعبون في الطِّياطر [المسرح] يعني الملاهي، حتى حصل لبعض الأعضاء نوع ضجر من ثقل سؤالهم وكثرة تفرُّجهم”…
إنها دهشة متبادلة وانبهار من جانب ومن الآخر. فلقد كان انبهار الرحالة المغاربة بالمنحوتات البرونزية التي تزين الساحات العامة ببلدان الغرب كبيرا وعميقا، بحيث تتكرر لديهم صفة أنها “حتى لنكاد نخالها حية”. بيد أن حكاية الصفار مع الصليب فيها من الدهشة ما ينبئ عن طابع فكاهي يعبر عن سذاجة الفقيه وعدم معرفته بالبلدان التي يزورها: “ورأينا لهم بها صليبا عظيما في ميدان بطرَفها، وصورته خشبة قائمة معترضة في رأسها قطعة خشب صغيرة، وعليها صورة رجل مصلوب مجرد من ثيابه، ما عدا ثوبا سُترت به عورته. فهالنا منظره وأفزعتنا رؤيته، وظننا أنه صاحب جناية علقوه، إذ لا يشك من رآه أنه آدمي مصلوب. فسألت عن ذلك، فأخبروني أنه معبودهم وصليبهم الذي يعبدونه، وهم يزعمون أنه عيسى أي صورته مصلوبا. ولا شك أنهم يعتقدون إلهيته كما أخبر عنهم القرآن العزيز، ولا شك في كذب زعمهم وبطلان معتقدهم”…
من الجهة الأخرى، وكما يحكي ذلك عالم الاجتماع والرحالة إدمون دوطي، الذي زار المغرب في العقد الأول من القرن العشرين، فقد كانت القبائل المغربية التي حلّ بها تعتبره حكيما (طبيبا)، قادرا على مداواة المرضى، وهو ما اضطُرَّ معه طبعا إلى ممارسة دور الحكيم، والتسلح بالأقراص الطبية التي يعالج بها كل الأمراض التي تعرض عليه. الغريب هنا يحمل معه قدرات لا تتوفر للمحلي، إذ تضفي عليه قوةً وكرامات لا تتوفر لدى المجموعة.
*
لم تنْمَحِ الدهشة اليوم ولا الانبهار بالغرابة، فقد أخذت أشكالا جديدة وأخرى مُبطَّنة. ونحن نتذكر جيدا كيف كان أصحاب السيارات الأولى في أحيائنا يعاملونها بحذر ويداعبونها بمتعة ويحرصون عليها ونظافتها أفضل مما كانوا يعاملون نساءهم وأبناءهم. بل إن دخول أجهزة التلفاز الأولى للبيوت قد غيرت لا فقط من عوائد الناس وإنما من طريقة تعاملهم مع متاع البيت. فقد كان يوضع التلفاز في أفضل مكان في المنزل، ويُغطى بمنديل مطرَّز، وينظف من الغبار صباح مساء، ويُحترس من الاصطدام به أو تحريكه من غير حيطة وحذر. أما ظهور الهواتف المحمولة الأولى فكان أشبه بالكرامة التي تمنح لصاحبها حظوة وأي حظوة. فقد صار أشبه بالأذن الثالثة، تُحمى بكافة الأشكال، وتوضع ليلا تحت المخدة ويسار بها للإصلاح قبل علاج مرض الزكام وما شابهه، فالأولوية له فقط. أما حين صار الهاتف المحمول ذكيا وذا شاشة ملونة تمنحنا الصور والأفلام، فصار عينا ثالثة لنا، وصار عالمَ الكثيرين المفضّل، يغوصون فيه طيلة يومهم، ويولونه من الاهتمام ما لا يولونه لأشياء أخرى أكثر أساسية في الحياة، وحين ينامون يحرصون على أن ينام جانبهم. وحين يضيع أو يتكسر أو يُسرق فتلك الطامة الكبرى، فكأن الواحد منا قد فقد عقله وعينه وأذنه…
هكذا يظل الغريب يعيش بيننا، لا يفتأ يدهشنا، كل مرة بطريقة جديدة، وكل فترة بصفات متجدِّدة….
نقلا عن المنبر العربي الثقافي “ّضّفة ثالثة”