كتابات خاصة

فقراء تحت خط الحياة

فكرية شحرة

لقد انهكها الفقر وهي تبحث عن الحياة لأطفالها فقنصهم الموت مرضًا.

لا كلمات يمكنها أن تواسي هذه السيدة الفقيرة في وفاة طفلها بمرض الدفتيريا؛ ذاهلة بصمت وهي تقلبه بين يديها وبصرها شاخص كأنها هي الميتة.
لقد انهكها الفقر وهي تبحث عن الحياة لأطفالها فقنصهم الموت مرضًا.
يتجاهلك كل من حولك كشيء عارض جلبته سيول الحرب في انتظار أن تعيدك من حيث أتيت؛ فيما أنت في أمس الحاجة لمساندتهم؛ يمرون على جراحك المفتوحة ويتعدونها بقفزة تجاهل؛ وعندما يسقط من عائلتك فردا ميتا يتنبهون لمأساتك ويساندونك في دفنه بمواساة مؤثرة.
هذه المواساة حين تأتي بعد حلول الكارثة هي جزء من فظاعة الحرب؛ جريمة مهذبة في حق إنسانيتك وأنت بينهم كأنك لست إنسان.
في بلاد المسلمين المساندة على مسائل الموت مقدمة على المساعدة في مسائل الحياة.
الفقراء ضحايا الحرب والمرض والجوع والمهانة.
إنه الفقر إن لم يقتلك جوعًا؛ قتلك بالمرض وهل تنجو أجساد الفقراء الضعيفة الهشة ؟
إنه الجوع من يستكثر على الفقراء النوم كالأموات كما يحرمهم العيش كالأحياء.
جوع لا يشبه تلك الدغدغة الليلية التي تنتابك لأكل المكسرات وأنت مستلق تشاهد التلفاز..
إنه جوع ينهش جوفك كوحش أسطوري احتل جسدك في زمن حكومات اللصوص والفشل بلا ضمير يذكرهم بفشلهم.
تلك الحكايات عن الآباء والأمهات الذين يتركون الطعام على المائدة لأطفالهم بحجة الشبع صارت خيالًا.
فلا قدرة حتى على شراء هذا القليل الذي لن يكفي.
إنه الجوع يا حكومات الارتزاق باسم الشعب المنهك حربًا وجوعًا ثم لا تتذكرونه حتى بخطابات مواساة كاذبة تثني على صبره على فشلكم وأنه سبب لحياتكم المرفهة.
ألست تمثلون هذا الشعب وترعون مصالحه؟ هذا الشعب سيقيلكم ويطردكم من خدمته.
يطردكم من فوق كاهله فأنتم والجوع صنوان لا فرق بينكم.
الشعوب هي التاريخ والتاريخ لن ينسى مواقفكم المخزية أمام هذا الانحدار في معيشة الناس وتكالب الجوع والحرب عليهم
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى