(انفراد) الحوثيون يضغطون لتحويل أرض تابعة للخطوط اليمنية إلى مقبرة
قرر الحوثيون بناء “مقبرة” جديدة لقتلاها في أرض مملوكة للخطوط الجوية اليمنية، وسط العاصمة صنعاء.
يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
قرر الحوثيون بناء “مقبرة” جديدة لقتلاها في أرض مملوكة للخطوط الجوية اليمنية، وسط العاصمة صنعاء، لكن الموظفين في الشركة رفضوا ذلك.
وأوضح فايز محمد، أحد موظفي الشركة لـ”يمن مونيتور” قائلاً: فوجئنا بمسلحي جماعة الحوثي وهم يخططون الأرض المجاورة لمبنى الشركة في حي الحصبة كمقبرة خاصة بقتلى الجماعة وبدأوا يطالبون بتسليمها بشكل رسمي من قبل الشركة وفرض واقع على إدارة الشركة.
ورفض الموظفون في الشركة تحويل الأرض المجاورة لمبنى عملهم إلى “مقبرة”.
وقال موظفون لـ”يمن مونيتور” إن الحل الوحيد الذي كان أمامهم، هو القيام بإدخال جميع سيارتهم إلى وسط الأرض معبرين عن عدم تنازلهم في تحويل جزء من ممتلكات الخطوط الجوية اليمنية إلى مقبرة لمقاتلي الجماعة.
وأشار الموظفون إلى أنهم يخشون انتقاماً حوثياً، بسبب ما قاموا به، لكنهم سيقفون يد واحده ضد أي انتهاكات محتملة.
ولم يتمكن “يمن مونيتور” من الوصول إلى الحوثيين للحصول على تعليق.
وحوّلت جماعة الحوثي، الحدائق الصغيرة، و”أراضي الوقف” والمتنازع عليها إلى مقابر لقتلاها بعد أن امتلأت ما يقارب 16 مقبرة تم إنشاؤها خلال فترة الحرب في أمانة العاصمة.
ويطلق الحوثيون على مقابر قتلاهم في الجبهات “روضات الشهداء”. وقال عبدالله يحيى وهو مسؤول في إحدى المقابر الحديثة التي امتلأت بسرعة، لـ”يمن مونيتور” إنّ مقابر الجماعة بما فيها الجديدة “تكاد تكون شبه ممتلئة ولم يمضي عليها بضعة أشهر تقريباً”.
وقال موضحاً وهو يشير إلى “مقبرة مترامية الأطراف” في حي الجراف “تم تخصيص هذه المساحة الشاسعة من الأرض كمقابر جماعة بعد أن كانت ملك لمغتربين، وهناك اشكاليات عليها المقبرة التي تقع أمام مدرسة “الكبسي”.
وقام الحوثيون مؤخراً بافتتاح مقبرتين في حي السنينة ومقبرتين في حزيز وأربع مقابر في مديريتي السبعين وشعوب وفي حي المطار ومنطقة حدة.
وبدأ انتشار المقابر الملونة باللون الأخضر بشكل ملفت في أحياء ومديريات صنعاء، ويتم افتتاحها بشكل رسمي والاحتفاء بهذه المقابر عبر طلائها بين الفترة والأخرى، وتعدى ذلك إلى استبدال المتنفسات الخاصة بالعوائل على أطراف صنعاء إلى مقابر للموت مستغلين المساحات الشاسعة لهذه الأماكن.
من جانبه يقول أكرم عثمان، مواطن لـ”يمن مونيتور”: إن الجماعة ترفض دفن موتى الناس العاديين في هذه المقابر الخاصة بالحوثيين لأنها تعد محجوزة وخاصة بهم، بحيث أصبحت المقابر الخاصة بالموتى لا تتناسب مع الكثافة السكانية في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء لأن أغلبها أصبح ممتلئ.
وتعاني مدينة صنعاء من كثافة سكانية زادت مع موجات النزوح خلال الحرب المستعرة في أكثر من 24 جبهة قِتال، حتى بات عدد سكانها، وفق مصادر غير حكومية، يتجاوز ثلاثة ملايين نسمة، وهو ما زاد من تعقيد المشكلة المترتبة عن قلة عدد المقابر فيها منذ عقود، وتشير إحصائيات إلى أن عدد مقابر المدينة إلى مئة مقبرة أصبح30 في المئة منها مغلقة بعد استنفاد مساحتها، وفق مكتب الأوقاف والإرشاد في العاصمة.