اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

“تعز اليمنية” تشهد انعطافه تؤثر على مسار الحرب ضد الحوثيين

أشرفت لجنة رئاسية خلال الأيام الماضية على انتقال المقار الحكومية والعامة إلى قوة متخصصة بحراستها من المسلحين التابعين لـ”أبو العباس” -وهو قيادي سلفي يدعى عادل فارع- وأخرى خاضعة لألوية تابعة للجيش.

يمن مونيتور/ صنعاء/ تحليل خاص:
تمر مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون (وسط اليمن) بانعطافه تؤثر على مسار الحرب ضد المسلحين الحوثيين، فبقاء الاختلافات ستؤدي في النهاية لخدمة الحوثيين لكن إن تمكنت المكونات داخل المدينة من تجاوزها فستنتقل الحرب ضد الحوثيين إلى مرحلة جديدة لتحرير المدينة.
أشرفت لجنة رئاسية خلال الأيام الماضية على انتقال المقار الحكومية والعامة إلى قوة متخصصة بحراستها من المسلحين التابعين لـ”أبو العباس” -وهو قيادي سلفي يدعى عادل فارع- وأخرى خاضعة لألوية تابعة للجيش.
خلال العامين الأخيرين ظلت المناطق الجنوبية -المربع الجنوبي- والذي يضم أحياء متعددة (الباب الكبير- باب موسى- الجحملية- الجمهوري-قلعة القاهرة) منطقة مغلقة تخضع لسيطرة 2500 من مقاتلي “أبو العباس” التي تشارك في مواجهة الحوثيين، خلال تلك السيطرة الكاملة دارت مواجهات مع قوات الجيش الأخرى، ونفذت اللجنة الأمنية في المدينة بمحاولات عِدة من أجل نقل السيطرة لقوات الشرطة العسكرية.
قُتل العشرات وشهدت المدينة اغتيالات واستهدافات، لقادة عسكريين وسياسيين، إلى جانب الاختطافات وتتبادل كتائب أبو العباس واللواء 22 ميكا وألوية أخرى من الجيش الوطني الاتهامات بالتسبب بكل تلك الحوادث.
وكتائب “أبو العباس” نشأت مع هجوم الحوثيين على المدينة وبدء عاصفة الحزم التي تقودها السعودية (مارس/آذار2015). ومعظم المنتمين لها من “التيَّار السلفي الجهادي” وكان أبو العباس أحد طلاب مركز الحديث بدماج الذين تم تهجيرهم في يناير/كانون الثاني2014 وهم أكثر من عشرة آلاف طالب. تلقت الكتائب دعماً من قائد المقاومة الشعبية -بداية الأمر- الشيخ حمود سعيد المخلافي، ولاحقاً تبنت الإمارات عملية تمويلهم وتسليحهم حتى فاقت قدرتهم وقوتهم الوحدات الأخرى. تم دمج تلك القوة ضمن اللواء 35 مدرع قبل أكثر من عام، وعددهم أكثر من 2500 مقتل، لكن قائداً عسكرياً رفيعاً في محور تعز قال لـ”يمن مونيتور”: إن الكتائب كانت تتصرف باستقلالية وليس ضمن وحدات الجيش، وكانت تتصرف وفق أوامر ليست من القيادة العسكرية.
لاحقاً أدرجت الخزانة الأمريكيَّة “أبو العباس” وعدد من قيادات الكتائب ضمن “قوائم الإرهاب” لصلات مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، تتضمن تمويلاً مالياً والعمل على تجنيد مقاتلين ضمن التنظيمين، أدرجت دول الخليج الأسماء ضمن قوائمها بما في ذلك الإمارات لكنها لم تلتزم بوقف تمويل كتائب أبو العباس حسب ما قال أحد أقرب نوابه “عادل العزي” لوكالة اسوشيتد برس الأمريكية شهر أغسطس/آب الجاري.
 
مصير المدينة
كان تسليم المراكز الحكومية والمقار الرسمية والعامة، واحدة من أكثر التحولات قوةً وتأثيراً في العلاقة بين فصائل المقاومة الشعبية، والجيش الوطني، من أجل تأمين المدينة من حالة الانفلات التي تعيشها وتحمل جهة واحدة المسؤولية. لكن ذلك لم يرق لكتائب أبو العباس -حسب ما قال مسؤول في المحافظة يساهم في عملية الإخلاء من تلك المناطق لـ”يمن مونيتور”.
وأضاف المسؤول الحكومي أن: سحب السلطة من الكتائب ووضع تحركاتها تحت المجهر والرقابة العسكرية الرسمية سيبدو للكتائب وكأنه انتقاص من دورها وليس مرغوبة في البقاء، مع أن هذه التحركات كان من المفترض أن تكون منذ بدء مقاومة الحوثيين عام 2015.
وكان ذلك ما أراده “أبو العباس” حيث أصدرته كتائبه مساء السبت بياناً يدعو فيه قائدها إلى “انسحاب 2500 من مقاتليه إلى خارج المحافظة بل دعا كل السلفيين إلى المغادرة”.
النشطاء السلفيين والمتعاطفين مع أبو العباس اعتبروه “تهجيراً” ثانياً بعد تهجير “دماج”، مع أن الأمر لا يبدو كذلك.
قال القائد العسكري الرفيع إن بيان أبو العباس يعتبر انهاكاً للأوامر والتوافق على تسليم المقار الحكومية بإشراف اللجنة الرئاسية ومحاولة تحويلها إلى أزمة مجتمعية لشق المجتمع في تعز، وتأليب “السلفيين” على بقية قادة المقاومة ورجالها.
محو تعز أصدر بياناً يطلب من “كتائب أبو العباس” البقاء، كذلك فعل محافظ تعز أمين محمود الذي يشرف على العملية برمتها.
اتهم أبو العباس، حزب التجمع الإصلاح بـ”الغدر” وأنه يهدد وجود أعضاء وأنصار الكتائب؛ لكن الحزب دان -في بيان اليوم الأحد- “حشر اسمه في بيان أبو العباس الذي تحدث فيه عن خروجه من تعز”، نافياً “هذه الاتهامات الباطلة”.
وقال الحزب إنه يرى “في الجميع رفقاء درب ومصير، ويدعو للوحدة والتلاحم، وما يجري من أفعال واتهامات وتسويق مظلومية إنما يعكس رفضا للجيش والشرعية وهروبا من قرارات اللجنة الرئاسية”.
ويتفق المسؤول العسكري مع المسؤول الحكومي من أن هناك مخاوف من تأجيج القتال أكثر من ذي قبل، إذا ما قررت “كتائب أبو العباس” القتال؛ أو أرادت التعامل معها كطرف لا ينتمي إلى الجيش ويحظى بامتيازات مثل “الحزام الأمني” في محافظة عدن (عاصمة اليمن المؤقتة)، وهو ما سيجعل مواجهة الحوثيين أكثر صعوبة.
وقال المسؤول العسكري: لو ذهبت الأمور دون تصعيد وكما هو مخطط لها فإن الحوثيين -الذين يحاصرون المدينة- سيتلقون ضربات عنيفة ودامية بعد توحيد جبهة المدينة الداخلية.
 
 
 
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى