ارتفاع الأسعار وانعدام المرتبات تكسران عادات اليمنيين وتقاليدهم في الأعياد (تقرير خاص)
تخلى اليمنيون عن عاداتهم وتقاليدهم خلال الأعياد الدينية بسبب ارتفاع الأسعار بشكل “كبير” وتوقف صرف مرتبات الدولة وزيادة البطالة في البلاد.
يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
تخلى اليمنيون عن عاداتهم وتقاليدهم خلال الأعياد الدينية بسبب ارتفاع الأسعار بشكل “كبير” وتوقف صرف مرتبات الدولة وزيادة البطالة في البلاد.
ومع غياب أي مؤشرات لانتهاء الصراع تشهد الأسواق اليمنية اضطراب غير مسبوق, وسط ارتفاعات مستمرة في أسعار السلع الغذائية وغيرها وفي كل يوم جديد أسعار تختلف عن اليوم الذي سبقه وسط عجز كبير للأطراف في إيجاد حل لإيقاف الانهيار الكبير الذي تعاظم في مناطق سيطرة الحوثيين شمالي اليمن. وفشلت الحكومة الشرعية في إيجاد طرق لصرف رواتب الموظفين بسبب ما قالت إن الحوثيين يجب أن يسلموا الإيرادات إلى البنك المركزي في عدن.
ويستقبل اليمنيون عيد الأضحى هذا العام في ظل أزمات اقتصادية لا مثل لها على مدى أربعة سنوات من الحرب ويزيد من خطورتها استمرار الصراع المسلح بين قوات الشرعية والحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، في ظل غياب أي مؤشرات لانتهاء الصراع المستقبلي في البلاد.
انهيار الريال
يعلق عدنان عياش، أحد المواطنين في حديثه لـ”يمن مونيتور” قائلاً: لا بواكي للبسطاء في صنعاء وسط غياب وصمت مطبق جراء جرعات سعرية تعصف بالمستهلك أصبح العيش صعباً بارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث تضاعفت أسعار كيس الدقيق الأبيض من تسعة آلف ليقفز سعره إلى قرابة ثلاثة عشر ألفاً وعلبة حليب الأطفال “النيدو” قفز سعرها من أربعة آلاف ريال إلى عشرة ألف ريال ، حتى علبة الزبادي التي وصل سعرها من 170 ريال إلى 250 ريال وعبلة الفول من 100 ريال إلى 220 ريال حتى أصبح التفكير في الوجبات الغذائية بحد ذاته تحدياً وهماً بشكل يومي.
وتابع قائلاً: كل شيء ارتفع دون استثناء بارتفاع سعر الدولار لا شيء بقى على ما هو عليه في ظل انقطاع المرتبات التي باتت تصرف راتب واحد في كل سنة مرة.
وانهار الريال اليمني في الشهرين الأخيرين مجدداً إلى قرابة (80 ريالاً) ووصلت قيمة الدولار الواحد إلى (555 ريالاً)، فيما وصلت قيمة الريال السعودي إلى 148 ريالاً يمنياً. وكانت قيمة الدولار الواحد قبل سيطرة الحوثيين على صنعاء (سبتمبر/أيلول2014) يساوي 215 ريالاً.
الجرعات السعرية
أم عبدالله المحيا، تقول: الجرعات السعرية التي أصبحت تشكل قلق وهاجس المواطن اليمني في ظل غياب كامل لدور مكتب التجارة أصبحت تهدد مستوى العيش لدى غالبية الأسر التي أصبحت لا تستطيع توفير وجباتهم اليومية وتقليصها إلى وجبة واحدة أو وجبتين ولجوء الأسر إلى اعتماد البطاط المفور والإدام (مجموعة من الخضروات) كوجبة رئيسية لها عن اللحوم والدجاج بسبب ارتفاع أسعارها بشكل جنوني.
في المقابل يواجه اليمنيون تحدياً كبير مع التكيف بالواقع والتعايش مع مظاهر عيد الأضحى التي أصبحت بالنسبة لهم شبه مستحيلة، حيث يقول عبدالله السوسوة، موظف في صنعاء استملت نصف راتب 25 ألف ريال – من حكومة الحوثيين غير المعترف بها – لكني لم أجد مهرباً من تسليمها لصاحب البقالة الذي أدين له بمبلغ 200 ألف ريال ولم أتمكن من شراء حتى جعالة العيد – حلوى العيد- مع إن العادات والتقاليد في العيد تفرض علينا ضرورة توفير هذه المستلزمات في كل منزل.
وأضاف: كيلو الزبيب اليوم الصيني الذي لم نكن نقبله على موائدنا وهو مستورد وذات جودة قليلة أصبح سعره ثلاثة ألف ريال للكيلو الواحد أما الزبيب البلدي فيباع بستة ألف ريال والفستق وصل سعره إلى 5500 ريال وهناك ارتفاعات كبيرة في كافة أنواع المكسرات التي تطلبها الأسرة اليمنية وتقدمها إلى الزائرين في أيام العيد.
ويحاول اليمنيون التمسك بمظاهر العيد رغم الحرب والفقر ويسعى غالبيتهم لتوفير احتياجات العيد المتمثلة بتناول أنواع اللحوم في العيد وهي عادة منتشرة لم تتمكن أغلب الأسر اليمنية من الحصول على هذه الوجبة واستبدالها باللحم الأبيض الدجاج واحجام مئات من الأسر عن زياراتهم للأهل والأقارب بسبب ارتفاع المشتقات النفطية وتسعيرة الركوب وفضلوا الجلوس في منازلهم تجنباً من الوقوع في إحراجات مع سائقي سيارات النقل والكلفة المالية المتطلبة للزيارات العيدية.