وأنت تتجول في العاصمة اليمنية صنعاء؛ من السهل أن تلفت انتباهك الكثير من المآسي التي غزت معظم المواطنين خصوصا في ظل الأزمة الكبيرة الحالية التي تعصف بالبلاد والتي تتخللها الحروب والمآسي الإقتصادية والأمنية. وأنت تتجول في العاصمة اليمنية صنعاء؛ من السهل أن تلفت انتباهك الكثير من المآسي التي غزت معظم المواطنين خصوصا في ظل الأزمة الكبيرة الحالية التي تعصف بالبلاد والتي تتخللها الحروب والمآسي الإقتصادية والأمنية
صنعاء كغيرها من المدن والمناطق اليمنية التي تعيش مع الفقر وتصحو على أصوات المأساة قبل أن تنام على فرش من الحزن جراء الحروب التي تدور في عدة محافظات وتخلف عشرات القتلى والجرحى بشكل يومي ما يؤدي إلى فقدان عديد من الأسر اليمنية إلى من يعولها وينقذها ولو بشكل يسير من مأساتها الإقتصادية
ما يلفت الانتباه أكثر” اتساع رقعة الفقر في هذا البلد العربي الغني بالموارد التي لم يتم استغلالها من قبل المسؤلين المتهمين من قبل اليمنيين بالفساد الكبير وبناء المشاريع الخاصة على حساب المواطنين الباحثين على فرصة عمل تنقذهم من الضياع .
واللافت مؤخراً ارتفاع مؤشر البطالة في صفوف اليمنيين إلى حد كبير واتساع رقعة الفقرجراء ضياع فرص العمل بسبب الحرب الدائرة في البلاد واستمرار القصف الجوي من قبل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية منذ ستة أشهر في عدد من المحافظات ضد مسلحي جماعة الحوثي وقوات الرئيس اليمني السابق المتحالفة مع الحوثيين المسيطرين على العاصمة ومحافظات أخرى والمتهمين بالإنقلاب على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي .
أوضاع إنسانية سيئة تمر بها معظم المحافظات اليمنية جراء هذا الوضع المتفاقم في ظل مؤشرات وتقارير دولية تفيد بأن أكثر من 20 مليون يمني من أصل 25 مليون بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة وفقا لتقرير حديث للأمم المتحدة ؛ناهيك عن الأوضاع الصحية السيئة بسبب اغلاق العديد من المستشفيات أبوابها لفقدان الأمن والمشتقات النفطية المحركة لها
وتشير تقارير إقتصادية إلى أن معظم اليمنيين أي أكثر من 80% أصبحوا بحاجة إلى مساعدات بفعل فقدان الكثير من أرباب الأسر لوظائفهم وارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل غير مسبوق وهو ما ضاعف من معاناة معظم الأسر اليمنية الباحثة عن لقمة عيش وأمن غذائي
وفي ظل هذه المأساة الكبيرة التي يتجرعها اليمنيون غالبا مايلفت انتباهك اتساع رقعة التسول من قبل الفقراء والمساكين في معظم المناطق اليمنية خصوصا في المدن التي قلت حركتها الطبيعية بشكل كبير بسبب انعدام فرص العمل
وتتنوع شكاوى اليمنيين هذه الأيام مابين فقدان الوظيفة أو تضرر المنازل بسبب الحرب أو فقدان بعض الأسر لعائلها بسبب الإشتباكات العنيفة المستمرة في عدد من محافظات البلاد
وعلى الرغم من اختلاف اليمنيين في الآراء السياسية وفي تأييد بعض المكونات السياسية التي تشارك في الحروب الحالية إلا أن معظمهم يتفقون على أن البلاد تمر بأزمة لم يسبق لها مثيل من قبل وهو ما يستدعي لم الشمل والعمل في سبيل التصالح والتسامح بين الأطراف السياسية من أجل إنقاذ ما تبقى من اليمن الفقير والجريح
ويبقى الأمل هو العنصر المهم الذي يعول عليه اليمنيون كثيرا في سبيل الخروج من الأزمات الحالية التي غزت البلاد في ظل انتظار وترقب دائمين للخبر الذي قد يعلن أن الجميع اتفق على أن تعيش اليمن حرة خالية من أزمات الفقر والأمن المفقود .
*يمن مونيتور