آراء ومواقف

حين تركونا للوحوش!

حسين الصوفي

ما مثل مغيب الحادي والعشرين من سبتمبر الآفل، وجع يذكر!
تلك لحظة الذهول، حين تركونا للوحوش تنهش أجسادنا وأرواحنا وأخلاق أمتنا وقيم مجتمعنا..
يا لهول النتيجة الصادمة، كيف سيتذكرها التاريخ بعد أن يخف كل هذا الضجيج، ويسكن الغبار المليشاوي الذي يحجب الرؤية عن عيون المرمودين!
في أي صفحة سيدون المؤرخون هذه الفجيعة الفجة؟! ما مثل مغيب الحادي والعشرين من سبتمبر الآفل، وجع يذكر!
تلك لحظة الذهول، حين تركونا للوحوش تنهش أجسادنا وأرواحنا وأخلاق أمتنا وقيم مجتمعنا..
يا لهول النتيجة الصادمة، كيف سيتذكرها التاريخ بعد أن يخف كل هذا الضجيج، ويسكن الغبار المليشاوي الذي يحجب الرؤية عن عيون المرمودين!
في أي صفحة سيدون المؤرخون هذه الفجيعة الفجة؟!
أشعر بحرقة وألم لو وزع على سبعين لشوى أكبادهم؛ لست مبالغا إن قلت أن نكبتنا أقسى من نكبة أهلنا في فلسطين عام 1948م!
يعيش الفلسطيني في الشتات، وقد فقد وطنه متمسكا بمفتاحه وينام ويصحو بحلم العودة، وقدبات قريبا!
بينما نعيش -يا لهول الفجيعة- في وطن ضاع من بين أيدينا حين قررت المنظمة الإستعمارية الإكبر خديعة في تاريخ البشرية، تسليمنا للوحوش..!،‫#‏الأمم_المتحدة‬ أعني..
ليست هذه الذئاب عدو محتل أجنبي؛ هم وحوش صنعوا في كنف المخلوع صالح، وبتدريب محترف من قيادات إيران في ضيافة الفتى الأرعن الحوثي، ويقفون على أرضية متينة هيأها لهم “نجوم فارغة” صنعت وتلمعت لتخدير الحمقى والأغبياء والبسطاء والحاقدين في آن!، وفوق ذلك مدعومين بضخ إعلامي يصنع الزيف ورعاية دولية تشارك في إسنادهم بالفعل وأحيانا بغض الطرف..
وإن أفظع جريمة يا بني قومي، حين ربوا لنا وحوشا من بني قومنا ثم تركونا للوحوش الضارية!
كان في هران حديقة للأطفال في ذمار، احتلتها العصابة المتوحشة وسلمتهت رجل من بني “مطهر” من زراجة الحداء؛ كان ينتمي يوما ما لقبيلة لا تزال معروفة بقيم الشهامة والرجولة، ككل قبائل اليمن؛ عاشوا قرونا طويلة يتفاخرون بأخلاق القبيلة حتى في الحروب والصراعات السلبية!
تحول هذا وزميل له من رصابة القرية التي تنتج الحليب الطازج في اليمن؛ تحولوا لأنهم مجرد أفراد في كشف “الزعيم” وقد وهبوا أنفسهم رخيصة فداء له؛ حتى بعد أن تحول هو إلى مصاص دماء حاقد تحالف مع صبي أرعن، يسعى لزعامة الجزيرة العربية!! (هكذا صرح مسؤول في خارجية إيران عقب احتلال صنعاء)..
حضرت والدة الزميل الشهيد عبد الله قابل صبيحة قصف مكان احتجاز ابنها، فقال لها أحد حراس الحديقة: هنا نستمع لأنين ابنك، لن نخرجه حتى يأتي فريق متخصص لإخراج الآثار؛ لأن السعودية قصفت التاريخ اليمني، الآثار ثمينة جدا!!!
لكم أن تتوقفوا هنا طويلا!!
لا تتركوا هذه الحادثة وحدها تعبر دون أن تدرسوها كأبرز الصفات التي تم تلقيح هذه العصابة بها فكريا ونفسيا، فهي علامة صناعة الوحوش باحتراف عال 
لا تزال هران لغز محير، وفجيعة متجددة؛ وستظل معلما تذكاريا عالميا يخلد فاشية ونازية وحوثية الأوغاد من البشر حين يتحولون إلى وحوش ترعاهم الأمم المتحدة!
كل شيء لديهم مرتب بمهارة، ويجيدون شغل اتباعهم ذهنيا؛ حولوهم إلى وحوش مسلوبي الإرادة، فقط يوجهونها لتفترس بضراوة، ثم لا مجال ولا فرصة لديهم ليقظة ضمير أو برهة تفكير؛ سيغادر “فليته” إلى سلطنة عمان؛ ويمتدحه هؤلاء ويمدحون دور السلطنة، ثم يشددون الخناق على عشرة صحفيين في سجن الثورة الإحتياطي “الامن القومي” لأنهم عملاء السعودية!!
بكل وقاحة سيخطب سيدهم المعتوه ويحرضهم على الصحفييين ويدعوهم لملاحقة العملاء؛ في ذات اللحظة التي يغادر فيها موفدهم وحزب عفاش إلى مسقط بصحبة وفد روسي وبغطاء أمريكي ورعاية العشر الدول؛ وسيقتل الوحوش من وصف سيدهم بأنهم عملاء، وهم يرددون بالعشر ما نبالي، تلك العشر التي تحتضن الأرعن الصغير!
يا لهول الكارثة التي لحقت بقيم مجتمعاتنا، يالها من فجيعة تحتاج ليقظة عارمة، تجتاح ذواتنا، تزلزل نخوتنا، تحركنا لنخمد كل هذا العار الذي طغى علينا، ونعيد الوحوش إلى طبيعتها بقوة السلاح الذي يخمد الفوضى ويصنع السلام..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى