عيد الأضحى بتعز.. أسعار جنونية تنغص فرحة اليمنيين (تقرير خاص)
غابت مظاهر الاحتفال بـ”عيد الأضحى” المبارك في مدينة تعز، وسط اليمن، نتيجة الأوضاع المعيشية المتدهورة التي فرضتها الحرب الدائرة منذ سنوات، وتخضع المدينة لـ”حصار الحوثيين”.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
غابت مظاهر الاحتفال بـ”عيد الأضحى” المبارك في مدينة تعز، وسط اليمن، نتيجة الأوضاع المعيشية المتدهورة التي فرضتها الحرب الدائرة منذ سنوات، وتخضع المدينة لـ”حصار الحوثيين”.
تنغص فرحة مختلف أبناء تعز والبلاد ككل بعيد الأضحى، ارتفاع الأسعار التي تجاوزت الضعف في أغلب السلع.
يؤكد ذلك المواطن منصور عبدالواسع (أب خمسة أطفال) الذي قال إن فرحة العيد غائبة لدى معظم الأسر، ليس بسبب غياب أحد أفراد الأسرة لمقتله جراء الحرب أو لإصابته، بل نتيجة غلاء المعيشة.
وذكر لـ”يمن مونيتور” أن راتبه كتربوي (مُعلم) لا يتجاوز (130 دولار) سعر صرف الدولار الواحد قرابة 555 ريال يمني، لا يكفيه لشراء أبسط احتياجات أسرته، فهو لم يتمكن من إعطاء أبنائه المال لشراء ملابس جديدة ولا أي مستلزمات للعيد، فبالكاد يستطيع شراء المتطلبات الأساسية كالغاز والدقيق والسكر والأرز والزيت.
وأضاف كيف لنا أن نفرح ونستشعر العيد ونحن نفكر بالمال الضروري لنعيش بكرامة بعيدا عن أي كماليات، فأغلب الناس يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة للغاية.
ارتفاع الأسعار
محمد ياسين وهو أحد باعة المكسرات والحلويات بتعز، أكد أن الإقبال على الشراء منه ضعيف للغاية وأقل من الأعوام الماضية.
وأرجع ذلك في تصريحه لـ”يمن مونيتور” إلى ارتفاع الأسعار، وعدم اهتمام أغلب المواطنين بالكماليات في مثل الظروف القاسية.
واستطرد “نحن نعمل ونجد ربحا بسيطا، لكنه يفيد في توفير ما نحتاجه من ضروريات، ونتمكن بذلك من إعالة أسرنا.
ولم يقتصر الأمر على الملابس وبعض مستلزمات العيد، فالأمر ذاته بالأضاحي التي ارتفعت بشكل غير مسبوق.
موظفو القطاع العام
وأصبح أغلب موظفي الدولة عاجزين عن شراء أضحية العيد، بينهم رمزي سعيد الذي قال إنه تفاجأ بأسعار الأضاحي الذي تجاوز المائة ألف برغم أحجامها الصغيرة.
وذكر لـ”يمن مونيتور” أنه سيحاول التوجه إلى السوق لشراء الأضحية في ثاني أو ثالث أيام العيد، وسيتقاسمها مع أخويه.
واستدرك “الأضحية هي سنة، لكن نرغب بإدخال بعض السرور على قلوب أبنائنا، وأمي وأبي الذين اعتادوا على ذبح أكبر الأضاحي سنويا قبل الحرب”.
وتعاني البلاد منذ اندلاع الحرب في مارس/آذار 2015 من تدهور اقتصادي كبير وغير مسبوق، أدى إلى انهيار الريال اليمني أمام العملات الأخرى، بعد أن وصل سعر الدولار الواحد إلى 555 ريال.
وانعكس ذلك على أسعار المواد الغذائية التي تضاعفت بشكل كبير، فضلا عن رداءة جودتها فضلا عن تهريبها بسبب الظروف الأمنية المتردية في البلاد.
فيما ارتفعت نسبة الفقر في البلاد إلى أكثر من 85%، ولا يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة، وأصبح أغلب اليمنيين عاجزين عن الحصول على متطلباتهم ويعتمد أغلبهم على المساعدات الإنسانية.