الرئيس اليمني في محاولة رأب الصدع.. لماذا يحتاج حزب المؤتمر للخروج من التيّه؟
التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، خلال زيارته للعاصمة المصرية القاهرة، ويعتبر هذا أهم لقاء من أجل رأب صدع الحزب الذي تفكك خلال الحرب.
يمن مونيتور/ صنعاء/ تحليل خاص:
التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، خلال زيارته للعاصمة المصرية القاهرة، ويعتبر هذا أهم لقاء من أجل رأب صدع الحزب الذي تفكك خلال الحرب.
وظهر سلطان البركاني رئيس الكتلة النيابية لحزب المؤتمر يصافح “هادي”، إضافة إلى عشرات من قيادات الحزب التي تتخذ من القاهرة مقراً لها.
دعا هادي إلى “رص الصفوف لمواجهة الانقلاب (جماعة الحوثي) واستعادة الجمهورية”. معتبراً حالة الشتات التي عاشها المؤتمر مؤخراً “سحابة صيف” يجب أن تنتهي.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن انقسام (شتات) داخل المؤتمر، وظل الحزب ينفي وجود خلافات أو انقسام في الحزب منذ مطلع العام الجاري.
انقسم المؤتمر الشعبي العام مرتين منذ عام 2014م، الأولى عندما بدأت العمليات العسكرية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، انقسم بين مؤيدين للعملية العسكرية وانضموا إلى قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، والجزء الأخر كان بقيادة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي أبقى على تحالفه مع الحوثيين.
بعد أن قُتل “صالح” برصاص حلفاءه الحوثيين في ديسمبر/كانون الأول 2017م، حدثت المرة الثانية للانقسام في الجزء التابع لـ”صالح” حيث بقي قيادات وانصار للحزب في صنعاء وعلى التحالف مع الحوثيين، وجزء آخر فرَّ هارباً من صنعاء إلى القاهرة ومسقط، وانحاز جزء منهم إلى “عائلة صالح” تؤيد تعيين نجله “أحمد علي صالح” رئيساً للحزب ويبدو أن ذلك لم يكن ممكناً حيث أن أحمد الموجود في أبوظبي يخضع لعقوبات دولية. وجزء من قيادات المؤتمر يوجد في الخارج يتحرك لرأب الصدع يقوده كبير مفاوضي صالح الدكتور أبوبكر القربي.
تمكن الحوثيون من عقد جلسة انتخاب لحزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء بعد شهر من مقتل صالح وانتخب صادق أمين أبو راس رئيساً للحزب، لم تعترف قيادات الحزب في القاهرة ومسقط والرياض وأبوظبي بالقيادة الجديدة وقالوا إن ذلك تم تحت ضغط من الحوثيين وحملة ترهيب. مصدر في حزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء تحدث لـ”يمن مونيتور” في ذلك الوقت عن وضع أبو راس تحت الإقامة الجبرية وعدد أخر من القيادات شاركوا بالاجتماع.
لكن في ذات الوقت لم يتمكن أقسام حزب المؤتمر من التوحد واختيار قيادة جديدة بديلاً عن “صالح” والأمين العام للحزب الذي قُتل معه “عارف الزوكا” واستمرت الاجتماعات واللقاءات ومحاولات رأب الصدع طوال تسعة أشهر دون تحقيق تقدم ولعل لقاء الرئيس هادي بقيادات حزب المؤتمر يوم الثلاثاء في القاهرة أكبر اجتماع للقيادات.
لماذا يحتاج حزب المؤتمر للخروج من التيّه؟
هذا هو سؤال المرحلة الحالية، يملك المؤتمر الشعبي العام قوة كبيرة، هو أحد أبرز الأحزاب اليمنية والذي استحوذ على السلطة لعقود كما استحوذ على الأغلبية في البرلمان اليمني. يحتاج الرئيس هادي لبقاء حزب المؤتمر في السلطة لكونه أحد قياداته ورئيسه الفعلي، ويحتاج حزب المؤتمر لـ”هادي” بصفته القادر على توحيد الشتات والذي يحظى بإجماع دولي بصفته رئيس الدولة.
ستبدأ مشاورات في سبتمبر/أيلول القادم في جنيف برعاية الأمم المتحدة، ويتحدث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث عن تفعيل لجميع الأطراف السّياسية، في ظل “شتات” المؤتمر فإن خسائره ستكون فادحة في المرحلة القادمة، فبعد أن قُتل صالح وتفرق المؤتمر من الصعب وضع حصة للحزب في الأطراف (الشرعية/الحوثيين) انتخاب قيادة جديدة للمؤتمر -في الشرعية- إلى جانب عقد جلسة للبرلمان اليمني ستبدو الحكومة المعترف بها دولياً أكثر قوة من السابق في ظل دعم القوى والأحزاب الأخرى.