اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

الريشة في وجه البندقية.. مستقبل الفن في ظل الحرب اليمنية

من وراء المتارس، وبجوار بندقيته، كان الفنان التشكيلي مشتاق العماري، يمسك ريشته ويرسم الأطفال ودموع النساء ووجوه الشهداء، مجسدًا معاناتهم المتفاقمة في ظل الحرب التي تعيشها تعز منذ 2015.

يمن مونيتور/ تعز/ خاص
من وراء المتارس، وبجوار بندقيته، كان الفنان التشكيلي مشتاق العماري، يمسك ريشته ويرسم الأطفال ودموع النساء ووجوه الشهداء، مجسدًا معاناتهم المتفاقمة في ظل الحرب التي تعيشها تعز منذ 2015.
حتى اللحظات الأخيرة في حياة الفنان العماري، ظلت الريشة بيده، إلى أن سقطت قبل عام، حين أصبح هدفًا لقناصة حوثي وهو في جبهة الشقب بجبل صبر بتعز.
و”مشتاق”، إضافة إلى كونه فنانًا تشكيليًا، كان طالبًا في قسم الفنون الجميلة بجامعة تعز، وقام بدور تنويري ونضالي بريشته، إلا أن الحرب اضطرته للتوجه إلى جبهات القتال للدفاع عن مدينته.
بعد عام من مقتله، أقام مكتب الثقافة بتعز، وطلاب قسم الفنون الجميلة بجامعة تعز، معرضًا فنيًا في الهواء الطلق للوحاته ورسوماته، لتخليد دوره العماري، وللتذكير بمعاناة المدينة التي ما تزال تعاني من الحرب، بمختلف أوجهها البشعة.
يقول مدير مكتب الثقافة بتعز” عبدالخالق سيف”، إن “العماري استطاع أن يمزج ما بين الريشة والبندقية، وأن يمازج ويقدم لنا روح الفنون الجميلة، وينقلها معه إلى مترس الدفاع عن تعز ضد الميليشيا الغازية التي حاصرت وما زالت تحاصر وتقصف المدينة.
وعن تأثير الحرب على المجال الفني، يقول “سيف”، لـ(يمن مونيتور)، “إنها ألقت بظلالها على واقع الفن، فحاصرت الكثير
من الأنشطة والفعاليات الفنية والإبداعية، وعلى الرغم من ذلك ظلت تعز مدينة للثقافة وللفنانين، حُبلى بكثير من العباقرة في كل المجالات الفنية والثقافية”.
وأضاف، “رغم اكتوائها بنار الحرب والحصار، ظلت مدينة تقاوم بالفن وبالأغنية وبمهرجان الموسيقى وبمعارض اللون والفنون التشكيلية، وبالمهرجانات كالمسرح والمهرجانات الشعرية”.
ووفقًا للمسؤول المحلي، فتكاد تكون تعز، المدينة الوحيدة في ظل الحرب والحصار من تقوم بتلك الأنشطة، لإيمانها بدور الثقافة التي تمثل جبهة كبيرة جدًا في وجه الحرب وفي وجه القتلة. حد قوله
وتطرق إلى تضرر الفنانين من ناحية توقف أنشطتهم، ومصادر رزقهم، فاتجه بعضهم إلى إلغاء الملامح الفنية وتجميد الموهبة بحثًا عن مصدر آخر ليقتاتوا عليه، لافتا إلى محاولتهم إعادة الروح للفعاليات التي توقفت، فتم تقديم متنفسات للفنانين من خلالها.
وخلال فترة الحرب، قضى الكثير من الفنانين برصاص الحوثيين، وتعود أسباب هذا الاستهادف، حسب رأي الصحفي أنس المنصري، لكونهم أصحاب رسالة، وأكثر من يستطيعون التعبير ونقل الواقع المعاش من خلال الفن.
وأضاف لـ”يمن مونيتور”، استهداف الفنانيين  من قِبل أعداء الحياة يعود إلى أن استجابة المجتمع لرسالتهم سريعة ومقبولة، وهذا هو ما تخشاه ميليشيات الموت.
وبالنسبة لدورهم في الحرب، قال المنصري: إن مساهمتهم فاعلة في نقل الواقع للعالم المعجب بالفن، فهم يعتبرون جبهة لا تقل أهميتها عن جبهات القتال.
وقضى بعض الفنانين بسبب بعض الأمراض التي تعرضوا لها، نتيجة لصعوبة سفرهم إلى الخارج جراء الحصار الذي تعاني منه حتى اليوم، المدينة التي عُرفت بأنها عاصمة الثقافة في اليمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى