اقتتال تنظيما “القاعدة” و”الدولة” في اليمن.. مؤشرات بداية “الانكسار”
تنظيم القاعدة أصبح أضعف الآن مما كان عليه في أي وقت منذ تشكيله في عام 2009م. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
كان هذا المشهد اعتيادياً في ضمن مشهد متكرر في كل مكان بالشرق الأوسط. تقترب قافلة صغيرة من المركبات محملة رجال مسلحين في نقطة تفتيش متهالكة تديرها مجموعة أخرى من المسلحين، ترفض السيارات التوقف ويتم إطلاق النار وعندها تندلع مواجهة بأسلحة نارية.
هذا هو بالضبط ما حدث قبل بضعة أسابيع في اليمن. لكن هذه المرة فقط، كان الرجال في المركبات من أعضاء تنظيم القاعدة، وكانت نقطة التفتيش تتبع “تنظيم الدولة الإسلامية”، كنت هذه هي المرة الأولى التي تعود فيها الاشتباكات بين التنظيمين منذ أربعة أشهر.
ويقول موقع “للأمن فقط” (Just Security) المتخصص في الأمن القومي الأمريكي، في تحليل نشره الثلاثاء (7 أغسطس/آب) وترجمه “يمن مونيتور، إن ذلك يعتبر جزء من قائمة كبيرة تتنامى كمؤشرات إلى أن الجماعات “الجهادية” في اليمن بدأت تنكسر.
وقال الموقع: إن تنظيم القاعدة أصبح أضعف الآن مما كان عليه في أي وقت منذ تشكيله في عام 2009. أما تنظيم الدولة، الذي تمتع بلحظة قصيرة من الصعود في اليمن، انخفض إلى عدد قليل من معسكرات التدريب وعدد متناقص من المقاتلين.
الأخبار المفاجئة
هذا أمر جيد على الرغم من هذه الأخبار مفاجئة إلى حد بعيد. فعلى الرغم من كل شيء يفترض أن تكون الحروب مفيدة للإرهابيين، كلما كان هناك حروب كان وضعهم أفضل. ومثلت حرب اليمن واحدة من أبشع حروب العالم: إصابات كبيرة في صفوف المدنيين وتفشي الكوليرا والاغتيالات والتعذيب والمجاعة وادعاءات الاعتداء الجنسي في سجون خاضعة لدولة الإمارات.
في بداية الحرب على الأقل، سارت الأمور كما هو متوقع: استفاد تنظيم القاعدة من انهيار الحكومة المركزية مع سيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة في أوائل عام 2015 وتم الاستيلاء على المكلا، خامس أكبر مدينة في اليمن، والتي حكموها لمدة عام، وجنى التنظيم الملايين من الدولارات في هذه العملية. لكن في أبريل/نيسان 2016 قبل الهجوم اليمني/الإماراتي المشترك على التنظيم، انسحب التنظيم من المدينة بدلاً من القتال فيها. لكن تحقيق نشرته وكالة اسوشيتد برس يوم الاثنين (6أغسطس/آب) يشير إلى أن الانسحاب تم بصفقة مع الإمارات العربية المتحدة. -حسب ما أشار موقع للأمن فقط الأمريكي.
شديدة الفوضى
وفي نفس العام، في إدارة أوباما، نفذت الولايات المتحدة أكثر من 30 ضربة جوية من طون طيار على أهداف يشتبه في أنها تابعة للقاعدة. في العام التالي فإن عدد الغارات سيتزايد أربعة أضعاف إلى أكثر من 130 غارة جوية لكن الأمر أكثر من مجرد ضربات لطائرات دون طيار، فالحرب نفسها جلبت تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة إلى أدنى مستويات لهما منذ سنوات.
يضيف الموقع الأمريكي أن: “اليمن شديدة الفوضى، ومربكة للغاية، ولديها العديد من المعارك حتى بالنسبة لمجموعات مثل “القاعدة” و”الدولة” لإدارتها. إن “القاعدة” و”تنظيم الدولة” يقاتلون الجميع في هذه الحرب: الحوثيون، الحكومة اليمنية، السعوديون، الإماراتيون، الولايات المتحدة، وقبل بضعة أسابيع بعضهم البعض. ما يعني ذلك عملياً أن كِلا التنظيمين يخوضان عِدة حروب في وقت واحد.
مع تزايد الخطورة في الخطابات الإلكترونية، أصدرت القاعدة في شبه الجزيرة العربية العديد من إعلانات الخدمة العامة، والإصدارات الجهادية ويعتمد كلا الجانبين على الرسائل المحمولة في حقيبة. لكن تفكك البلاد وانتشار نقاط التفتيش، مثل تلك التي أشعلت الصراع بين القاعدة وتنظيم الدولة. جعلت حتى هذا النمط من الاتصالات صعباً.
ولم يعد بإمكان القادة الرئيسيين التواصل بسرعة أو فعالية مع قواتهم في الميدان. إن الرسائل ووسائط الإعلام، هي جزء مهم من النظام الأساسي لكل مجموعة، تستغرق وقتا أطول للتنسيق، وفي بعض الأحيان خلال العام الماضي، تبدو متناقضة تقريبا. قد تقول إحدى مجموعات القاعدة في جزء من اليمن شيئًا محدداً، بينما تقول جماعة أخرى من تنظيم القاعدة في جزء آخر من اليمن شيئًا آخر.
وكانت نتيجة كل هذه الفوضى والارتباك هو التشرذم والتفكك، ويقوم المقاتلون المحليون بالتصرف بتعليمات أقل من القيادة المركزية لكل مجموعة. هذا التصدع في القيادة هو ما أدى إلى القتال الأخير بين القاعدة وتنظيم الدولة.
وقد عاشت الجماعتان جنباً إلى جنب في البيضاء، وسط اليمن حيث وقع الاشتباك، لسنوات وكثيراً ما وضعت معسكراتهم بجانب بعضها البعض. وبينما كان هناك قنص دوري ذهابا وإيابا من خلال أجنحة وسائل الإعلام الخاصة بهم، أو المنشقين من جانب واحد الانضمام إلى الآخر. لكن ذلك بقدر ما كان يعبر عن أزمة إلا أن قيادة التنظيمين عادة ما يتوصلان إلى اتفاق يتضمن عدم الاعتداء على بعضهم البعض.
اختلاف الحال
لم يعد هذا هو الحال فالجماعتان الجهاديتان الرئيسيتان في اليمن يضعان السكاكين على حناجر كل منهما الآخر. ولكن على الرغم من الترحيب بهذا، فمن غير المحتمل أن تستمر. وكما أن الحرب الحالية في اليمن قد مزقت تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، فإن النهج في نهاية المطاف سوف يعيد تنشيطها.
وقال الموقع: كانت الحرب وحشية أكثر من اللازم. لقد تم تطرف الكثير من الأفراد إلى درجة أنهم لن يضعوا أسلحتهم بمجرد انتهاء القتال. سوف يستمرون وسيتواجد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة للترحيب بهم. لقد حدث هذا من قبل. وعلى الأخص، في العراق بعد انسحاب الولايات المتحدة في عام 2011. لكن لا يجب أن يحدث هذا في اليمن.
واختتم بدعوة الولايات المتحدة -والعالم- إلى أنَّ قيادة حملة إنمائية مع انتهاء الحرب تساعد في استعادة البلاد لقوتها حلما تتوقف الحرب يقطع الطريق أمام التنظيمين. إذ أن عليها أن تحارب التنظيمين وتمنع المجندين من الانضمام لهما.
المصدر الرئيس
Al-Qaeda and ISIS are on Their Heels in Yemen, But Will Return Unless We Help Build a Lasting Peace