حقق السلفيون بطولات رائعة في الحرب الأخيرة ضد المليشيا في تعز تلك المليشيا التي أمعنت في قتلهم وحصارهم سابقا في دماج.
حقق السلفيون بطولات رائعة في الحرب الأخيرة ضد المليشيا في تعز تلك المليشيا التي أمعنت في قتلهم وحصارهم سابقا في دماج.
في بداية الحرب في مدينة تعز، قاتل السلفيون ببسالة في صفوف المقاومة، وكانوا على قدر كبير من التنظيم ميدانيا، لكن مؤخرا بدأت بعض تلك الجماعات تعمل على صبغ سياراتها باللون الأسود، وتعمل على ارتداء زي موحد، والعمل تحت أسماء محددة مثل كتائب أبو العباس أو جماعة حماة العقيدة وغيرها.
هناك من السلفين من يقوم ببطولات حقيقية، ولا يبحثون عن الأضواء وهم معتدلون، وقاتلوا بشجاعة، بينما هناك فئة أخرى يقال أنها من السلفيين، هي من كانت تقوم بقتل بعض أفراد المليشيا أمام الملأ ورمي بعض تلك الجثث في عبارات المياه، ويسعوا لإرهاب الناس بأفعالهم تلك، وإظهار الغلظة في التعامل وحتى في الشكل الخارجي لهم أو التسليح، أو العبارات التي يستخدمونها سواء في تسمية كتائبهم أو على أسلحتهم، أولئك يقال بأنهم انتموا إلى ما يعرف عموما في المدينة بتنظيم القاعدة، وهم على الأغلب ينتموا إلى تنظيم الدولة، لأنهم ماضون على عين النسق، هذا التنظيم الذي يبحث عن أي فرصة للتمدد، وإن كان قد اثبت فشله في اليمن، كما فشلت المشاريع الطائفية، والوضع الأمني لليمن يعد بيئة ملائمة لنمو وتمدد ذلك التنظيم فيها أو غيره من التنظيمات، وكما هو معلوم فلقد بدأت بعض فروع تنظيم القاعدة بالانضمام إليه في غير بلد، وهذا يذكرني ، بما قاله المفكر روا بأن” الأصولية هي شكل الديني الأفضل تكيفا مع العولمة، لأنه يضطلع بإزالة هويته الثقافية الخاصة ويتخذ ذلك أداة لطموحه إلى العالمية”.
ومن غير المستبعد أن يكونوا قد انضموا إلى تنظيمات إرهابية كتنظيم الدولة أو القاعدة، فهم لا يختلفوا كثيرا في الأيدولوجية، وإن اختلف التنظيمان في بعض الأمور التي أحدثت بينهم صراعا ليس يخفى، بعد أن اختلفت آليتهم في القتال وأهدافهم.
وهناك اتهامات صريحة وواضحة للمخلوع علي صالح بأنه هو من يقف وراء القاعدة في اليمن أو تنظيم الدولة، ويقدم لها الدعم، وهذا الأمر بالتأكيد واقع، وحتى الآن فإن أكثر الوقائع تؤكد على أن الإرهاب في اليمن مصنّع ومسيس ومدعوم كذلك، وصالح كان وما يزال راعي الإرهاب الأول في اليمن، وكان أداته الأكثر أهمية لابتزاز العالم، وتقويض اليمن، لكن في المقابل هناك نشاط حقيقي للتنظيمات الإرهابية، ومحاولة لاستغلال الوضع الأمني المنعدم في تعز.
إن المطلع عن قرب للأوضاع في تعز، يستطيع أن يؤكد بأن الجماعات الإرهابية كالقاعدة متواجدة في تعز- وإن كان نشاطها غير معلن- قبل أن تبدأ الحرب في تعز بهذه الوتيرة المتصاعدة منذ نيسان/ أبريل الماضي.
إن ما يحدث هو محاولة لتشويه المقاومة في تعز، وتشويه للسلفيين المعتدلين، الذين تعايشوا مع أبناء تعز على مر السنين، فبعض أفعال تلك الجماعات المتطرفة تستنكرها حتى أطراف المقاومة الأخرى، لكنها في المقابل غير قادرة على مواجهتها، في ظل الإمكانات المتواضعة، وكونها جميعا تعمل تحت مظلة المقاومة، وما نرجوه بأن لا تخلق الأيديولوجيات المختلفة فيما بعد صراعا آخر، ويعد التقليل من شأن تلك الجماعات خطأ، إذ يجب النظر إلى الأمر بواقعية حتى لا نغرق البلد في ظلمات أخرى، تأتي على ما تبقى من حياة، وعلى الوطن الذي نبحث عنه على الرغم من الجراح المثخنة التي أصابت كل مواطن يمني، وعلى ما يبدو فهناك محاولة لإغراق تعز بملف الإرهاب والتطرف.