الموت الاجباري .. حكايات من داخل معسكر “48” الخاضع للحوثيين
أصيب ثلاثة جنود، في اشتباكات عنيفة اندلعت، مساء الأربعاء، في معسكر “48” التابع لقوات الاحتياط “الحرس الجمهور سابقا”، عندما رفض بعض الجنود أوامر قيادتهم بالمشاركة إلى جانب الحوثيين في المعارك التي تدور بمحافظة “مأرب” شرقي اليمن.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
أصيب ثلاثة جنود، في اشتباكات عنيفة اندلعت، مساء الأربعاء، في معسكر “48” التابع لقوات الاحتياط “الحرس الجمهور سابقا”، عندما رفض بعض الجنود أوامر قيادتهم بالمشاركة إلى جانب الحوثيين في المعارك التي تدور بمحافظة “مأرب” شرقي اليمن.
وقال مصدر عسكري في تصريح خاص لـ”يمن مونيتور” مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن قيادة المعسكر أصدرت أوامر باعتقال كل من يرفض الذهاب للقتال في مأرب مع الحوثيين، وجراء ذلك اندلعت اشتباكات بين الجنود الرافضين للقتال وقيادتهم، أدى إلى جرح ثلاثة، فيما اعتقل عشرة آخرون في سجن معرض لقصف طائرات التحالف”.
وأضاف، “حضر، صباح الأربعاء، إلى ميدان المعسكر، ما يقارب من 40 جندياً تابعاً لقوات الاحتياط، حسب طلب قيادتهم الذين طلبوا من اولئك الجنود الحضور الى المعسكر تحت ذريعة وجود لجنة لتسليم رواتب شهر أغسطس الماضي، لكنهم تفاجأوا بجنود آخرين أحاطوهم من كل الاتجاهات، وطلبوا منهم تسليم أسلحتهم ودخول السجن، للنظر في شأنهم وأسباب رفضهم الذهاب الى “مأرب” للقتال بصفوف الحوثيين”.
أحد الجنود الفارين تحدث إلى “يمن مونيتور” قائلاً، “رفضنا الذهاب الى مأرب، كما أننا رفضنا الدخول للسجن، وتسليم أسلحتنا، لأنهم قد فعلوا بزملائنا السابقين وهم بالعشرات، قبل شهرين، الشيء ذاته، وللآن لا نعلم عن مصيرهم شيئاً، وما إذا كانوا ما يزالون على قيد الحياة ام تمت تصفيتهم”.
وتابع، “بعد أن حاصرونا زملاؤنا ممن يوالون الحوثيين، أطلقوا الرصاص علينا بشكل عشوائي، ما أدى الى اصابة ثلاثة منا، واعتقال عشرة آخرين”.
“هرب البقية إلى الأحياء المجاورة للمعسكر، وتمت ملاحقتنا بالدوريات العسكرية، لكني مع بعض الزملاء اختبأنا في أحد مساجد “حزيز” جنوب صنعاء، إلى بعد أذان الظهر، وبدأنا نغادر متسللين خفية”، وفقا للجندي.
وختم حديثه بالقول، “بعد ذلك، تواصلنا مع أحد ضباط المعسكر الذي أخبرنا أن القيادة كانت تريد ارسالنا بالقوة إلى محافظة “مأرب” للقتال في صف الحوثيين، أو سجننا بزنزانة المعسكر حتى تأتي إحدى غارات التحالف وتقصف المعسكر وتقتلنا”.
ومنذ الـ 21 من سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، سيطر مسلحو الحوثي على كل مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء بما في ذلك المعسكرات، وبدأوا يجندون موالين لهم ويدربونهم قبل ارسالهم إلى جبهات القتال التي يخوضونها ضد المقاومة الشعبية والجيش الوطني.
وتدور معارك منذ أشهر على تخوم محافظة مأرب شرقي البلاد، لكن شراسة المقاومة المسنودة بوحدات من الجيش الوطني إلى جانب اسناد جوي وبري من قوات التحالف العربي حالت دون سيطرة الحوثيين على المحافظة.
والأسابيع الماضية، وصلت المئات من العربات العسكرية الحديثة عبر منذ الوديعة بين السعودية واليمن، وبدأت تتجمع في مناطق بـ”مأرب” استعداداً لخوض معركة تحرير أجزاء من المحافظة تخضع لسيطرة الحوثي، ومن ثمّ التوجه إلى العاصمة صنعاء التي لا تبعد سوى 170 كيلو متراً إلى الغرب من مأرب.