الأخبار الرئيسيةغير مصنف

هل يُرمم “فيسبوك” علاقة حزبي “المؤتمر” و”الإصلاح” في اليمن؟

التقارب بين الحزبين الكبيرين (المؤتمر، الإصلاح)، سيحدث تغيراً مهماً في مسار الأزمة اليمنية المتصاعدة.
يمن مونيتور/ متابعات خاصة
تبادل قياديان بارزان في حزب المؤتمر الشعبي العام، والتجمع اليمني للإصلاح، خلال منشورين في “فيسبوك”، لمحا خلالها إلى ضرورة تجاوز آثار القطيعة بينهما، وضرورة عودة العلاقات إلى طبيعتها بعد قطيعة دامت نحو 7 سنوات.
ودعا القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام “سلطان البركاني”، الأربعاء، الأحزاب في بلاده، وخصوصاً حزبه والتجمع اليمني للإصلاح إلى القبول بشراكة وطنية وعمل مشترك وتتناسى الماضي.
وشنّ البركاني في منشور له على صفحته الرسمية هجوماً على من أسماهم إعلاميي وناشطي الحزبين بسبب “سطحيتهم وأحكامهم المتعجلة”، وذلك على خلفية ما نشرته بعض وسائل الإعلام بشأن لقاء جمع البركاني والقيادي في الإصلاح عبدالوهاب الآنسي والسفير الأمريكي على هامش احتفالات أحد الأعراس في مدينة جدة السعودية.
وطالب البركاني الحزبين بالتوحد في وجه مشروع الحوثي الذي يسيطر على البلاد منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014، مذكراً الجميع بالتنكيل الذي لاقوه على أيدي عناصر الجماعة المسلحة، إضافة إلى انهيار مؤسسات الدولة وضرب النسيج الاجتماعي في البلاد.
وأضاف، “أن اليمن لن يغادر مربع الضياع إلا بشراكة وطنية وتوحيد الجبهة الداخلية والقبول بالآخر والتسامح لدحر المشروع العبثي المتخلف المستهدف اليمن وجيرانه والسلم الاجتماعي والتعايش السلمي والاخوة التى جبل عليها اليمنيون وعاشوا مئات السنين اخوة متحابين”. حد قوله
من جهته، قال نائب الدائرة الإعلامية في حزب التجمع اليمني للإصلاح “عدنان العديني”، إن “عودة الاحزاب بفعالية إلى واجهة العمل السياسي والمدني ليس من أجل نفسها فهي ليست مطلوبة لذاتها بل من أجل المجتمع اليمني الذي وقع في قبضة جماعات العنف الانقلابية”.
وأشار، أن ذلك (يعني المصالحة) “يجب أن تحدث سريعاً وأن اولى خطوات ذلك كسر القطيعة القائمة بين الأحزاب والعمل على قاعدة الشرعية ومن أجل انقاذ اليمن من شر الانقلاب”.
ويرى أن “إعادة صياغة العلاقات بين الأحزاب على أسس الشراكة والتوافق”، محيّياً “دعوة الاستاذ سلطان البركاني للتقارب بين جميع القوى وبين حزبي الاصلاح والمؤتمر خاصة وانها تأتي في وقت الوطن بأمس الحاجة لفعل كهذا”.
وتابع، “هذه الخطوة إذا ما تمت، فإنها –بالتأكيد- سوف تعزز من موقع الشرعية وتعمل على دعم فكرة التحالف الوطني”، حد قوله
وشهدت علاقة الحزبين توتراً كبيراً منذ ثورة 11 فبراير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق ورئيس المؤتمر، علي عبدالله صالح، وكان حزب الإصلاح أحد القوى التي شاركت ودعمت الاحتجاجات الشعبية آنذاك.
وعند اجتياح المسلحين الحوثيين للعاصمة اليمنية صنعاء، عاد “المؤتمر الشعبي”، وعلى وجه الدّقة، الجناح التابع لـ”صالح”، مرة اخرى إلى التحالف معهم ضد كل القوى الثورية.
ودأبت وسائل الإعلام التابعة للحزب على تأييد الحرب التي تشنها قوات تابعة للحوثي، واصفةً كل من يقف إلى جانب الشرعية اليمنية بـ”مرتزقة العدوان”، في إشارة إلى التحالف العربي لدعم الشرعية الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية.
لكن الحزب فضّ شراكته مع الحوثيين منذ الرابع من ديسمبر/ كانون أول من العام الماضي 2017، على خلفية تصفية الجماعة لحليفها في الحرب والسياسة، رئيس الحزب “علي عبدالله صالح”، بعد خطاب متلفز دعا خلاله الشعب إلى الانتفاض ضد التمرد “الحوثي”.
وتعليقاً على مقتل صالح، وصف زعيم الجماعة “عبدالملك الحوثي” ذلك بأنه “يوم استثنائي وتاريخي.. يوم سقوط مؤامرة الغدر والخيانة”.
فهل تُرمم الدعوات من منصة “فيسبوك” علاقات الحزبين وعودتها إلى طبيعتها، أم أنها مجرد “غزل سياسي” لا أقل ولا أكثر؟
الأيام القادمة ستجيب على هذا التساؤل الهام الذي، إن حدث بالفعل، سيغير كثيراً في مسار الأزمة اليمنية المتصاعدة منذ نحو أربعة أعوام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى