“المهرة”.. هل تكون “منطقة آمنة” للحكومة الشرعية بدلاً عن عدن؟!
ولا يُعلم ما إذا كانت زيارة “هادي” القادم من مدينة عدن، هدفها البحث عن “منطقة آمنة” يمن مونيتور/ المهرة/ خاص
وصل الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، اليوم الأربعاء، إلى محافظة المهرة، شرقي البلاد، في زيارة هي الأولى من نوعها للمحافظة الوحيدة التي تجنبت ويلات الحرب الدائرة في البلاد منذ ما يقارب أربع سنوات.
ولا يُعلم ما إذا كانت زيارة “هادي” القادم من مدينة عدن، هدفها البحث عن “منطقة آمنة” بدلاً عن عاصمة البلاد المؤقتة التي تشهد أوضاعاً أمنية متردية، وصلت حد التصفيات الجسدية لبعض الرموز السياسية الموالية للدولة، في حين يقف على رأس الأجهزة الأمنية مسؤولون يجاهرون بالعداء للحكومة الشرعية ويدينون بالولاء للإمارات، ثاني قوة فاعلة في التحالف العربي بعد السعودية.
وتُعد المهرة أكثر مناطق اليمن أمناً، إذ هي الوحيدة التي تجنبت ويلات الحرب التي شنها مسلحو الحوثي منذ أواخر سبتمبر/ أيلول 2014، فهل تكون بديلاً جيداً لـ”عدن” في حال استمرت حالة الفوضى والاغتيالات وتوسع رقعة الكراهية ضد كل ما له علاقة بحكومة هادي أو فكرة الأقاليم والدولة الاتحادية.
وخلال الأسابيع الماضية، شهدت مدينة الغيظة، عاصمة محافظة المهرة، احتجاجات واسعة قامت بها مكونات سياسية واجتماعية وشبابية طالبت بتجنيب المدينة الصراعات وتمكين الحكومة الشرعية من إدارة المنافذ والموانئ، فُهم حينه على أنه اعتراض صريح على أي تواجد عسكري لقوات التحالف العربي في المنطقة التي يُثير أي تحرك على جغرافيتها، حساسية سلطنة عُمان.
وعلى الرغم من وجاهة هذا الطرح، إلا أن آخرين استبعدوا أن يكون هادي ينوي المكوث في المهرة بقدر ما للزيارة من أبعاد تنموية واقتصادية بحتة.
ويعتقد “محمد كلشات”، وهو ناشط من المهرة أن “جوهر زيارة الرئيس هادي للمهرة هو افتتاح عدد من المشاريع في البنية التحتية للمحافظة، بدعم من المملكة العربية السعودية”.
واستبعد “كلشات” أن يكون الرئيس هادي وحكومته في إطار البحث عن مكان آمن، إذْ وفقاً لرأيه، فإن “الرئيس هادي والحكومة الشرعية يسعون لاستتباب الأمن في العاصمة المؤقتة عدن، من أجل استقرار الحكومة فيها بكل وزارتها ومؤسساتها”.
وتواجه الحكومة الشرعية انقلاباً على شرعيتها في شمال البلاد، في حين تناهضها تشكيلات عسكرية في الجنوب، بتواطؤ من بعض أقطاب التحالف العربي الذي يفترض أنه جاء بطلب من الرئيس هادي لاستعادة سلطاته.
وتأتي زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى المهرة، بعد احتجاجات ضد مسؤولين حكوميين، وضد ما نفوذ لقوات التحالف العربي، يعتقد أبناء محافظة المهرة أنه ربما يكرر نموذج محافظة عدن في منطقتهم.
وتعاني الحكومة الشرعية من ضعف قبضتها الأمنية في عدد من المناطق المحررة بينها العاصمة المؤقتة عدن، التي، وعلى الرغم من مرور نحو ثلاث سنوات على طرد مسلحي جماعة الحوثي منها، منتصف يوليو/ تموز 2015، إلا أن أجهزة الأمن تخضع لتشكيلات مسلحة لا تتبع الأجهزة الأمنية مباشرة.
وخلال ثلاثة أسابيع فقط، اُغتيل خمسة أشخاص ونجا اثنان آخران بالمدينة، في حين تشير أرقام غير رسمية لوقوع نحو 400 عملية اغتيال استهدفت عسكريين وشخصيات اجتماعية ودينية، خلال العامين الماضيين.
وكانت تقارير تحدثت عن استخدام الحدود المهرية لتهريب الأسلحة من الحوثيين، وعلى الرغم من أن السلطات العُمانية أعلنت مراراً وتكراراً نفيها حدوث تهريب من أراضيها إلا أن التحالف بعث بقوات سعودية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 إلى الغيظة خوفاً من عمليات التهريب.
وظلت المحافظة، على الحدود العُمانية، بعيدة عن نفوذ تنظيمي القاعد والدولة ولم تشهد طوال الأعوام الماضية عمليات تستهدف المسؤولين كما في محافظة عدن.