قُتِّلَ النهرُ
كانَ الحبُ يَمُرُّ حزينًا يبحثُ عني
قلتُ له : بُتِّرتْ عيناه
اشتدَّ جفافًا حتى مات نص
(1)
في جُرحي أغنيةٌ ما
لا أسطيعُ البوحَ بما يَحدثُ لي
حين أُشاهِدُ روحَ الله !
يتكئُ الكونُ على كتفي
كي يأتي الليل
فالريحُ بداخلِ أنفاسي تلتهمُ الضوءَ وتُطفِئُني
أشتَقُّ خيالًا يُشبِهُني
أتهاوى في وجعِ المعنى
وأَرُصُّ جروحي في ثَغري كي أبدو موتًا مبتسمًا
لا يخشى الريح !
(2 )
حينَ يُشاهِدُ ذاك النهرُ عيونَ الريح
يرقُصُ كزجاجٍ ماتَ الآن
قِصةُ حبٍ
إن النهرَ يُحِّبُ الريح ..!
قِصةُ حبٍ لا يَعّرِفُها أحدٌ غيري
فأنا وحدي أعرفُ قلبَ الريح
وحدي كُنتُ
حينَ رأيتُ النهرَ يُقَّبِلُ صوتًا كان الريح
حينَ رأيتُ قصيدةَ حبٍ تتهاوى من كفِ الريح
حينَ سَمِعتُ بِكاءَ الليلِ وكانَ الفجرُ هناكَ يصيح
وحدي كُنتُ وكانَ الريح .
(3)
قُتِّلَ النهرُ
كانَ الحبُ يَمُرُّ حزينًا يبحثُ عني
قلتُ له : بُتِّرتْ عيناه
اشتدَّ جفافًا حتى مات
بَتَرتهُ قبيلتُنا الأولى ، وتشظّى في كفنِ الأصوات
عانقني الريحْ ،
عانقني الريحُ فَمِتُّ بِهِ
ورقصنا في سِربِ الأموات
مُثقلةٌ بالريحِ بَقيت .