صنعاء تكتظ بالنازحين والحوثيون يبيعون المساعدات الدولية في الأسواق التجارية
أصبحت المساعدات الدولية خاصة تلك التي تقدمها الأمم المتحدة، في واجهة المحال التجارية في صنعاء، حيث تنتعش أسواقها عن باقي الاحتياجات الغذائية التجارية الأخرى.
يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
أصبحت المساعدات الدولية خاصة تلك التي تقدمها الأمم المتحدة، في واجهة المحال التجارية في صنعاء، حيث تنتعش أسواقها عن باقي الاحتياجات الغذائية التجارية الأخرى.
وأغرقت سلع تابعة لبرنامج الغذاء العالمي (WFP) واليونسف الأسواق في صنعاء، في وقت يتزايد وجود النازحين الفارين من الحرب في العاصمة اليمنية.
وقال أحمد صالح، (17عاماً) نازح من منطقة حرض الحدودية مع السعودية إنه نزح مع أخواته الست ووالدته بعد وفاه والدهم بسبب اشتعال المعارك في منطقتهم، وأضاف في تصريح لـ”يمن مونيتور”: لجأنا إلى منطقة مذبح في صنعاء ولم أجد حتى اليوم سلة غذائية لي ولعائلتي منذ نزوحي معهم على مدى عام كامل.
وقال: أجني لقمة العيش الآن من خلال التسول والتنقل عبر المحلات كي اعمل من أجل إطعام عائلتي وفشلت كل الجهود من أجل الوصول إلى المنظَّمات الدولية في صنعاء.
من جانبها قالت تقية محمد، (46 سنة) نازحة من مديرية نهم شرق صنعاء: مات زوجي بمرض الكبد واضطررنا لمغادرة أملاكنا بسبب استمرار المعارك هناك أنا وبناتي الخمس التي تعاني أحداهن بورم الغدد نتكفف الناس بعد أن كنا مستورين.
ويتزامن انتشار النازحين والفقراء في سبع مديريات تتبع أمانة العاصمة مع إغراق المساعدات الدولية للأسواق التجارية.
وقال تاجر في حي الحصبة يعرض المنتجات القادمة من برنامج الغذاء العالمي واليونيسف، لـ”يمن مونيتور” إنه يشتري وغيره كميات كبيرة من مسؤولين حوثيين، وقال إنه اشترى هذا الأسبوع خمسين كيساً من القمح وورده إلى مخزنه في حي الملعب.
وقال تاجر آخر لـ”يمن مونيتور” مطالباً عدم الكشف عن هويته: تتم صفقات شراء لهذه المواد الغذائية بكمات كبيرة من قبل التجار ويقومون ببيعها على تجار التجزئة الذي يفرحون بدورهم بشراء هذه المعونات لأنها تباع بأسعار متفاوته وبأقل قيمه من سعرها الحقيقي لأنهم يريدون التخلص منها بأي شكل من الأشكال.
ورفض التاجران الكشف عن هويتهما خشية “انتقام الحوثيين”.
وقال يحيى علي الذي يقيم في حي الجامعة لـ”يمن مونيتور”، إن اللوازم المدرسية التي تقدمها “يونسيف” تُباع من قِبل الحوثيين، وليس فقط المواد الغذائية.
ولم يتمكن “يمن مونيتور” في صنعاء من الوصول إلى الأمم المتحدة واليونيسف للحصول على رد.
وقال مسؤول إغاثة في منظمة محلية لـ”يمن مونيتور” إن المسؤولين الحوثيين يشترطون على المنظَّمات الدولية توزيعهم للمواد في أراضيهم وليس عُمال المنظمة.
ولفت إلى أن منظمته ترفض إشراف الحوثيين أو التدخل في طريقة التوزيع، حرصاً على وصول المواد الموزعة إلى المستحقين.
وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن الحوثيين يضيقون على المنظَّمات الدولية بشأن تراخيص المرور ونقاط التفتيش ما يجبر المنظَّمات على الوثوق بالجماعة التي تبيع تلك المساعدات. مبدياً أسفه على ذلك.