كتابات خاصة

رجلٌ من زجاج!

إفتخارعبده

ثم ماذا ياعزيزي، لقد تركت لك كل شيء تعبث به كما شئت وكيفما شئت، رسائلي أوراقي التي سلختها من جلدي ذات حين وحاولت أن أبعثها إليك مع كلمات لطيفة خرجت وقتئذ مع الأنفاس الصاعدة من روحي.
ثم ماذا ياعزيزي، لقد تركت لك كل شيء تعبث به كما شئت وكيفما شئت، رسائلي أوراقي التي سلختها من جلدي ذات حين وحاولت أن أبعثها إليك مع كلمات لطيفة خرجت وقتئذ مع الأنفاس الصاعدة من روحي.
تركت لك ضحكاتٍ كنت تصفها بأنها نسماتٌ من الجنة وآيات من فراديس الخلود، تركت لك في شباك غرفتك الجميلة بعض دعوات جعلتُها صديقةً لك حيثما حللت ورحلت، حمّلتها أمانة بأن تحفظك من كل سوء ومكروه وأن تكون لك نعم الرفيق، فلا أمنية لي بهذا الوجود سوى أن تكون بخير وفي خير ولقد عملت جاهدة لأجل أن تكون كذلك.

لم يدرْ بخاطري يوماً أن تنقلب الأمور رأساً على عقب هكذا، بمجرد خلاف بسيط، بمجرد جملة واحدة ذكرت فيها أن الرجال لا همّ لهم سوى ذواتهم، أوتُراني قد أخطأت في ذلك القول؟ وإن كنت قد أخطأت حقاً، فثمة أشياء تغفر الزلات وتمحو الخطايا.

هيا، أخبرني ياعزيزي كيف كنت تريد، وما هي المواصفات التي كنت تتمناها في امرأة كأنا، لقد قلتَ: النساء ذوات كيد عظيم ووافقناك الرأي مراراً طوال، ثم قلت إن النساء لا يمتلكن شيئاً عظيماً، ولسن أهلاً لحمل الأثقال كأنتم فقلنا: ميز الله الذكر عن الأنثى بميزات جسدية تخص كل واحد منهم ولم يظلم ربك أحدا ، ثم اتخذت من حديثي ملجأ تنفذ به وتتسلل من أبوابه، أبواب حديثي الذي أهذي به كل يوم، أولم تكن تعلم أن النساء يكثرن من الهذيان كما أنهن يكثرن من البكاء أيضا، هاهي طباع النساء تنشر بكل مكان وبأي زمان.

لا عليك إلا أن تنظر وتبحث عن ذلك فستجد صفات جميلة وقبيحة أيضاً.. كما أن لكم أمثالها بعد الاحترام والتعظيم الشديدين لأشخاصكم الكريمة.

أخبرني ياعزيزي ماذا بعد، هل لصراخ المرأة جدوى أم أن صراخها كدموعها تماسيح وحسب؟؟ إلى متى سيستمر هذا الصراع الذي أثخن الجميع بالضجيج؟ حتى جدران المنازل تشتكي وتتضجر ولو كانت تُفتح للجدارن محاكم ويسمع لحديثها لكنا أول خصمين أمامهما.

 أو لم تسمع قولهم (للحيطان آذان) ولمَ نزعجهم إذن، كبرياؤك قد أتعبهم ثم عنجهيةٌ منك إن جاز لي التعبير تغيضهم.

ماهي الأمور التي ستجعل الحياة على مايرام، مالذي سيرد لك حقك ويعيد لي حقوقي الكاملة التي وُضِعت في أدرج النسيان منذ أمد بعيد إلى الآن.. وربما إلى القادم من الأيام والأعوام.

 أخبرني ياعزيزي: أيمكن لي الإفصاح ببعض الحديث؟ وهل لي أن أقول جملة لا تحسبها ضمن خطاياي وإن حُسبت يكون ذنبها أقل من الذنوب السابقة التي تلقيت مقابلها عذاباً عظيماً. هل لي بأن أقول إنك من زجاج دون أن ألقى صفعةً قاصمة تحليني عن الحديث مرةً أخرى؟

هذا خطابي إليك.. تمعّن فيه جيداً وانظر للأمور بالتأني.

التوقيع: امرأة!

المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.

*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى