كتابات خاصة

ثنائية القات والبن

محمد العليمي

هذا المنطق الذي لدى البعض يذكرني بالمنطق الذي يقول: ليتشوه وجه العالم، المهم أن لا أخمش أصابعي..

للأسف لدينا استعداد كبير لأن نضع البلد في مهب الريح حتى نكسب رهاناتنا الصغيرة ضد الأشخاص الذين نختلف معهم..
هذا المنطق الذي لدى البعض يذكرني بالمنطق الذي يقول: ليتشوه وجه العالم، المهم أن لا أخمش أصابعي..
منذ أيام كثر الحديث عن نقابة الموالعة.. في اليمن كلنا نعرف أن القات له أضرار اقتصادية واجتماعية كبيرة، أقلها حرمان الأسر والأبناء من احتياجات ضرورية لصالح القات فضلا عن مشكلة كبيرة تتمثل في استنزاف مخزون المياه في بلد يعاني من شحة المياه..
في الصف السادس الابتدائي قال لنا مدرس الجغرافيا: سوف ينفد مخزون المياه في صنعاء بحلول عام 2010 وكنت أنظر الى ذلك التاريخ البعيد ككارثة قادمة وكل هذا بسبب شجرة القات..
منذ أيام وأنا أقرأ منشورات تدافع عن نقابة الموالعة وأعمالها باعتبارها أعمالا مجيدة حتى أن البعض قال اليوم إن إقامة عيد للقات له بعد سياسي ووطني، وحتى الآن لم أعرف كيف أفهم هذا البعد العالمي لشجرة القات..
الظاهر أن صديقنا يلمح إلى أبعاد القات في محاربة مليشيا الحوثي..
في الأسبوع الماضي كانت لدي معاملة في أحد البنوك التركية، وعندما تكلمت مع مدير البنك قلت له إنني من اليمن، فاعتذر لأنه لا يعرف هذا البلد، فقلت له: هل تعرف: “موكا” وأنا أقصد البن اليمني “موكا” فقال: آه عرفت وطلب مني إعطاءه هدية من هذا البن الجميل، وفي اليوم الثاني عدت إلى البنك وأعطيته كمية من البن اليمني فشكرني وانصرفت..
ما أردت قوله هو أنني كنت فخورا عندما عجزت بلدي بكل تاريخها الدفين وأعلامها البارزين عن التعريف بي، واستطاعت هذه النبتة التعريف بي لدى شعوب لم تسمع باسم بلدي نهائيا لكنها تعرف شيئا جميلا قادما من بلد ما اسمه “موكا”..
لست بصدد الحديث عن ثنائيات القات والبن فذاك شيء وذاك شيء آخر، فأنا أولا من محبي القات وأدافع عنه باعتباره “كيف” شخصي يتعلق بثقافة شعب معين وليست لدي نوايا في تركه نهائيا، لكني مع وجود توجه سياسي ووطني لترشيد استهلاك وإنتاج القات..
ولأن من تصدر موضوع الدفاع عن شجرة “البن” هم من الأسماء التي نختلف معها في مواقفها السياسية والوطنية نظرا لمواقفهم الهزيلة تجاه أحداث كبيرة داخل البلاد، أهمها موضوع الحوثيين، لكن هذا لا يعني أبدا أن ندافع عن شجرة القات نهائيا، ولا أن نحول يوم الغصن إلى قضية لها أبعاد عالمية ميتافيزيقية وخنفشارية ..
الظاهر أن صديقنا يُلمح إلى أبعاد القات في محاربة مليشيا الحوثي..
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى