اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

التحالف يواجه معركة صعبة في الحُديدة اليمنية (تقرير خاص)

بعد أكثر  من أسبوع على إعلان الإمارات وقف العمليات العسكرية في المدينة الساحلية  يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تواجه قوات الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي، معركة صعبة في محافظة الحديدة حيث يتواجد ميناء حيوي يمر عبره  70% من واردات البلاد، لكنها مميتة في نفس الوقت بالنسبة للحوثيين.
وهذه المعركة الصعبة تظهر واضحة بحجم التحشيد العسكري، وتوقف القوات على تخوم المدينة الساحلية والتوجه إلى المديريات المحاذية لتأمين الإمداد.
وأعلنت الإمارات مطلع يوليو/تموز الجاري وقف العمليات العسكرية لإتاحة الفرصة لجهود المبعوث الدولي إلى اليمن “مارتن غريفيث” لإقناع الحوثيين بالانسحاب دون شروط من المدينة والميناء، لكن الحوثيين رفضوا ذلك وتنازلوا حد إشراف أممي على إدارة الميناء.
منذ مطلع الأسبوع أظهرت التحركات فشلاً حتمياً لمبادرة غريفيث، بشأن ميناء الحديدة، أصدر عبدالملك الحوثي (زعيم الجماعة التي تحمل الاسم ذاته) بياناً توعد فيه الإمارات بمعركة طويلة في الحديدة، أبوظبي بعثت برسالة إلى مجلس الأمن لتطمين المجتمع الدولي بشأن الأوضاع الإنسانية في الحديدة، خلال وبعد وقبل العملية العسكرية المتوقعة.
وقال مسؤول بجماعة الحوثي لـ”يمن مونيتور”: إن خُطَّة جديدة لـ”غريفيث” جرى تسليمها أمس الأحد في مسقط لوفد الجماعة. دون أن يشير إلى مزيد من التفاصيل.
 
صعوبات القوات الحكومية
وأمس الأحد التقى “مارتن غريفيث” بقيادة التحالف في جدة، قبل أن يتحرك اليوم الاثنين إلى عدن، فيما يبدو لبحث ذات الرؤية التي لا تحتوي على جدول زمني للانسحاب والتفاوض، واللقاءات.
صحيفة “نيويورك تايمز” لفتت إلى أبوظبي أوقفت العمليات العسكرية في الحديدة لِعدة أسباب: “الألغام الأرضية والبحرية التي زرعها الحوثيون، الخوف من حرب شوارع حيث أن القوات الحكومية والمتحالفة معها لم يتم تدريبها على حرب الشوارع، الضغط الدولي بشأن الأزمة الإنسانية المتوقعة”.
صحيفة وول استريت جورنال أضافت في تقرير لها يوم الاثنين، الطائرات الحوثية من دون طيار التي تستهدف القوات الحكومية وتقدمها، حيث تحتوي هذه الطائرات من نوع (قاصف-1) على متفجرات، تستهدف المدرعات والتجمعات والاجتماعات.
 
خلايا داخل المدينة
حسب دبلوماسي خليجي تحدث في وقت سابق لـ”يمن مونيتور” فإن الإمارات تعتمد على خلايا موجودة داخل المدينة في حال اضطرت إلى خوض حرب شوارع. منذ أسبوعين يعرض الحوثيون اعترافات ما يقولون إنها “خلايا” تم تجنيدها في مدينة الحديدة ويحصلون على الأموال والأسلحة من الإمارات. في كل الحالات فالاعتماد على تلك الخلايا لا يجلب النصر إذا ما فرض حصار على المدينة.
تحتاج القوات الحكومية إلى تحرير مناطق جبلية واسعة متاخمة لمدينة الحديدة، حيث أن السيطرة على الميناء والمدينة سيجعلها هدفاً سهلاً من التباب والجبال المجاورة للمدينة.
ويبدو أن الحوثيين يستعدون لمعارك طويلة الأمد في الحديدة. يقول سكان لـ”يمن مونيتور” إن الحوثيين قاموا أمس الأحد واليوم الاثنين بحفر خنادق جديدة، في أحياء “جمال” و”الربصة” و”مستشفى الثَّورة” و”المحوات” إلى جانب زيادة عدد السواتر الترابية في بقية أحياء المدينة.
وقال سكان إن المنطقة الشرقية من مدينة الحديدة وحتى مديرية المراوعة خنادق وتحشيد مستمر من قِبل الحوثيين.
 
الحشود العسكرية
يُجيش الحوثيون من القرى والبلدات الجبلية في صنعاء والمحويت وريمة وذمار وحجة، من أجل قِتال قوات التحالف في مدينة الحديدة، وقالت مصادر محلية في المحويت لـ”يمن مونيتور” إن الجميع يرفض الانخراط في صفوف الحوثيين، إلا عدد قليل جداً يغريهم المال والسلاح.
وقال مصدر محلي في “ريمة” إن مسؤولي الجماعة يحاولون الحصول على مقاتلين من مديرية “الجعفرية” من أجل القتال في الساحل الغربي لكن السكان يرفضون.
وفي صنعاء قال مصدر محلي إن الجماعة تحشد المقاتلين من المحافظات إليها لعقد دورات قتال لأسبوعين إلى 10 أيام قبل إرسالهم إلى المعارك، وبعضهم يتم إرساله إلى جبهة القتال دون أن يعرف استخدام السلاح.
التحالف العربي من جهته يحشد القوات إلى تخوم مدينة الحديدة، الأسبوع الماضي تحركت قوة عسكرية كبيرة من “ميناء عصب” بارتيريا ونقلها إلى “الخوخة” و”المخا” قبل الانتقال إلى معارك الساحل الغربي،- حسب ما أفاد مصدر عسكري.
وحسب تقديرات عسكريين من الطرفين فإن القوات الحكومية تقدر أعدادها بحوالي 26 ألفاً، فيما الحوثيين يصلون إلى 7آلاف مقاتل يتوزعون في مدينة الحديدة والمناطق المحيطة بها.
وتبقي منظمات الإغاثة مخاوف بشأن الأوضاع الإنسانية حال بدأت المعركة في المدينة وقالت الأمم المتحدة إنَّ 121 ألفاً من المدنيين نزحوا فعلاً من المدينة وهذا العدد أقل بكثير من نصف السكان الموجودين في المدينة وحدها وهم 350 ألفاً، وهم أقل بكثير من نسبة سكان المدينة والمناطق المجاورة لها وعددهم 600 ألف يمني.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى