(الإندبندت).. سكان الحديدة لا يستطيعون مغادرتها
الرئيس هادي رفض بقاء الحوثيين في المدينة على الرغم من اشراف الأمم المتحدة يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
نشرت صحيفة “الإندبندت” البريطانية تقريراً، اليوم الخميس، عن الوضع المأساوي لسكان مدينة الحديدة (غرب اليمن) وقالت إن معظم السكان لا يستطيعون النزوح إلى خارجها، رغم اقتراب المعارك من وسط المدينة التي تملك أكبر ميناء في البلاد.
وتنذر التحركات العسكرية للقوات الحكومية والتحالف بالسيطرة على الميناء في وقت يدفع الحوثيون إلى حرب شوارع وسط المناطق الأهلة السكان، ما ينذر بكارثة إنسانية وتصاعد كبير في أعداد الضحايا.
وتتحرك الأمم المتحدة لوقف العملية العسكرية، لكن تشير التقارير إلى أن الرئيس عبدربه منصور هادي رفض اتفاقاً يقضي بوضع مدينة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون تحت سلطة الأمم المتحدة، الأمر الذي يثير مخاوف السكان المدنيين.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مصدر مقرب من المحادثات إن المفاوضات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة مستمرة حتى يوم الخميس، لكن جميع الأطراف لم تتمكن حتى الآن من الاتفاق على شروط الهدنة التي من شأنها تجنب المزيد من القتال في المدينة الساحلية الحيوية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحديدة، على ساحل البحر الأحمر في اليمن، هي شريان الحياة الحيوي للسكان المحاصرين في البلاد. فمنذ اندلاع الحرب في عام 2015، أصبح أكثر من 22 مليون شخص يعتمدون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، وحوالي ثمانية ملايين من هذا الرقم يعيشون على حافة المجاعة.
وقالت: لقد انهار المجتمع المدني، حيث لم يتسلم الأطباء والمعلمون أي أجر، وكانت البلاد في قبضة أسوأ وباء للكوليرا في التاريخ الحديث.
جهود الأمم المتحدة
وأشارت الصحيفة إلى أن نحو 80 بالمائة من المواد الغذائية والأدوية والواردات الأخرى في البلاد تمر عبر الحديدة، مما يجعل وكالات الإغاثة تدق ناقوس الخطر من أن أي ضرر أو تصدع في تدفق السلع يمكن أن يدفع اليمن إلى الانهيار التام.
ولايبدو أن جهود الأمم المتحدة بشأن تحقيق سلام في المدينة سيصل إلى نتيجة، حسب ما ذكرت الصحيفة، حيث رفض الرئيس عبدربه منصور هادي عرض من الحوثيين ببقاء الحوثيين في المدينة والميناء لكن تحت إشراف الأمم المتحدة.
ونقلت عن أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي قوله: “الحوثيون لا يعاملون مثل أي ميليشيا إرهابية أخرى فلديهم حوار مع الأمم المتحدة وفرصة للتفاوض على العملية السّياسية على الرغم من أنهم في تهديد المدنيين يتصرفون مثل أي منظمة إرهابية”.
وأضاف: “يجب على المجتمع الدولي محاسبة الحوثيين”.
ولفتت الصحيفة إلى أن القوات الحكومية المدعومة من التحالف (الإمارات والسعودية) بدأت عملية عسكرية في الحديدة منذ 13 يونيو/حزيران الجاري، إذ تأمل أن تساهم عملية الحديدة في تمهيد الطريق لطرد الحوثيين من العاصمة صنعاء، وإنهاء الجمود في الحرب التي استمرت ثلاث سنوات.
لكن على الأرض -تشير الصحيفة- يفر المدنيون الذين يملكون الأموال اللازمة للقيام بذلك حسب ما يقول الناشط توفيق هزمل الذي كان قريباً من الأحياء الجنوبية ومجمع مطار الحديدة.
وقال لصحيفة “الإندبندنت “: “الوضع يتدهور بسرعة كبيرة” .
وأضاف “معظم العائلات لا تملك المال اللازم للانتقال خارج المدينة، بل ستبقى في منازلها، تنتظر الموت من الجوع أو القصف”.
يعتقد أن ما لا يقل عن 300 شخص قد ماتوا منذ بدء القتال بشكل جدي في 13 يونيو/حزيران. وفي يوم الأربعاء، ظهرت لقطات على نطاق واسع في وسائل الإعلام اليمنية ولبقايا حافلة مشتعلة، والتي ورد أنها ضربت بقصف جوي لقوات التحالف يوم الثلاثاء بينما كانت تقل مدنيين نازحين من الحديدة إلى تعز. قتل الهجوم تسعة أشخاص على الأقل.
الوضع في اليمن
وأشارت الصحيفة إلى أنه وخلال ليل الأربعاء أسقط التحالف منشورات على سكان الحديدة البالغ عددهم 600 ألف نسمة يحذرهم من البقاء خارج مركز المدينة مما أثار مخاوف من استئناف الهجوم الشامل قريبا. ويقول السكان إن الحوثيين يستعدون لمعركة في المناطق الحضرية، بزرع الألغام الأرضية، وحفر الخنادق ووضع القناصة على أسطح المباني السكنية.
وفي يوم الأربعاء، أصدر مكتب الأمين العام للأمم المتحدة تقريره السنوي عن الأطفال والنزاع المسلح، والذي وجد للسنة الثانية على التوالي أن التحالف العربي مسؤول عن غالبية وفيات الأطفال في اليمن في عام 2017 – 370 من أصل 552 تحققت منه الأمم المتحدة. على الرغم من أن التقرير أشار إلى أن الرقم الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير.
وفي بيان لها، قالت منظمة أنقذوا الأطفال أن التحالف العربي هذا العام وضِع في قسم جديد من التقرير “مخصص للأطراف التي وضعت تدابير تهدف إلى تحسين حماية الأطفال”.
وقال كيفن واتكينز، الرئيس التنفيذي لمنظمة “أنقذوا الأطفال”: “في حين أن التحالف السعودي / الإماراتي لا يزال مدرجاً في قائمة قتل وتشويه الأطفال في اليمن، تم إزالته من الهجمات على المدارس والمستشفيات”.
وأضاف: “للأسف، فشل الأمين العام للأمم المتحدة في تطبيق نفس المعايير على جميع أطراف النزاع، وأهدر فرصة لمحاسبتهم على جميع الانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحق الأطفال في اليمن”.
المصدر الرئيس
Battle for Hodeidah: Fears grow for Yemeni civilians as negotiations between coalition and Houthis falter