فنون

فنانة مغربية عن الأغاني العربية: مزيدا من الصخب..قليلا من الرقي

مطربة متخصصة في الفن العربي الأصيل، وقد أحيت الكثير من الحفلات الفنية والثقافية والخيرية، داخل المغرب وخارجه، ونالت العديد من الجوائز الفنية. يمن مونيتور/الأناضول

اعتبرت لفنانة المغربية، سلوى الشودري، أنّ معظم الأغاني العربية الجديدة باتت تعتمد إيقاعا صاخبا سعيا وراء الشهرة المال، فيما “تاهت” الأغاني الراقية في الزحام. والشودري أستاذة بالمعهد الموسيقي بمدينة تطوان شمالي المملكة، وتترأس “الجمعية المغربية للثقافة والفنون” (مستقلة).
وهي أيضا مطربة متخصصة في الفن العربي الأصيل، وقد أحيت الكثير من الحفلات الفنية والثقافية والخيرية، داخل المغرب وخارجه، ونالت العديد من الجوائز الفنية.
** “ما يطلبه المشاهد” في مقابلة مع الأناضول، قالت الشودري إنّ قاعدة “ما يطلبه المشاهد” أضحت أساس الأعمال الفنية في هذه الأيام، بينما “تظل الأغاني ذات المعاني الإنسانية والراقية، قليلة وضائعة في متاهات لا حصر لها”. تغيّر في المعادلة أرجعته الفنانة إلى تأثّر الأغنية العربية بشكل عام والمغربية على وجه الخصوص، بالتطور الإعلامي، وانفتاحها على الموسيقى العالمية.وأشارت إلى أن “الأغنية الشبابية والإيقاعية الخفيفة هي المسيطرة على المشهد الغنائي اليوم، ويتم ترويجها بشكل كبير في البرامج والحفلات والمهرجانات، وتحظى بالدعم والتمويل”.واقع مستحدث أقصى بشكل كبير “الأغنية ذات المعاني الإنسانية والروحية الراقية”، وفق تعبيرها.
وبالنظر إلى كثرة الأغاني المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقنوات “اليوتيوب”، اعتبرت الشودري أنّ “العمل الفنّي الحقيقي يظل ذاك الذي يخلو من جميع المؤثرات المادية”.
ولفتت إلى أن المؤثرات المادية “ألغت للعمل الفني دوره التربوي والإصلاحي، وروجت لنوع من الفن الهابط الذي يخدم فئة بعينها من فرق الملاهي الليلية والحفلات الخاصة”.
وبالنسبة لها، فإنّ وصفة الأغنية الجيدة تكمن في “ملحّن وموزع موهوبين، وموسيقى رائعة، ما يمكن أن يفرز إبداعا مكتمل الأركان”، مستدركة أن “ما نسمعه اليوم لا يخضع في معظمه لهذه الشروط”.
** حالة فنية جديدة العديد من الأصوات الشبابية سجلت ظهورها بشكل مكثف في السنوات الأخيرة، بإنتاج غزير سرعان ما يلاقي الانتشار عبر مواقع التواصل و”اليوتيوب”، ويحوز على ملايين الزيارات والمشاهدات. الشودري ترى في هذه الموجة المحمومة من الأغاني الخفيفة “حالة فنية جديدة برزت في السنوات الأخيرة، بالتزامن مع هذا الزخم من الوسائط”.وتابعت: “فتحت الأبواب على مصراعيها أمام جميع الثقافات، وأصبح الناس أقرب إلى بعضهم البعض من السابق في كل الميادين، كما أنهم عثروا على ما يتناسب مع أذواقهم بكل حرية، دون أن تفرض عليهم القنوات السمعية والبصرية الرسمية ما تذيعه عليهم صباحا مساء”.وعن سبب تراجع الأعمال الفنية الجادة وألوان الطرب الأصيل، فسرت الشودري ذلك بأن “الشباب هو من يعرف كيف يحرك هذه الوسائط، وباعتبار انفتاحهم على الأغنية الأوروبية، بات هاجسهم الوحيد التقليد الأعمى دون دراسة أو علم”.وبناء على ذلك، “أصبح الهدف هو إنجاز أغاني لا معنى لها أحيانا تصل درجة الإسفاف، فقط مجرد إيقاعات صاخبة، بحثا عن طريق الشهرة والمال بأي وسيلة”.
** ثقافة الفنان
علاوة على كونها فنانة وفي رصيدها العديد من الأغاني، فإن الشودري باحثة أكاديمية في جامعة “عبد المالك السعدي”، حيث حصلت على الماجستير في الأدب العربي.توليفة تجمع بين الجانبين الفني والأكاديمي، اعتبرت الشودري أنها مقاربة ضرورية من أجل خلق صورة متوازنة للفنان تنعكس بشكل بديهي في اختياراته وأعماله.وتعلق على ذلك بالقول إن “من الواجب على الفنان أن يكون مثقفا له، ورصيد معرفي ليس بالضرورة أن يكون أكاديميا، ولكن على الأقل أن يكون واعيا بالدور الذي يلعبه في مجتمعه”.وأشارت أن “الحالة التي وصلنا إليها، وهي الرضوخ لما يطلبه المشاهد، بغض النظر عن مستوى الأخير، تظهر أن الفنان أضحى خاضعا للتأثير، بينما المطلوب أن يكون هو المؤثر بالمجتمع وليس العكس”.وفي معرض حديثها عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن بالمجتمع، قال إن “للفن تأثير سحري في المجتمعات في حال حظي بالاهتمام المطلوب، وجرى توظيفه بطريقة سليمة”.
ودعت إلى ضرورة “استثمار الفن، سواء أن كان موسيقى أو مسرحا أو أدبا، في تربية أجيالنا بطريقة ممنهجة وعلمية، تساعدهم على النجاح والرقي، وخاصة في مجتمعاتنا السائرة في طريق النمو”.
واستشهدت الشودري بأعمال فنية عديدة قالت إنها استطاعت تغيير منظومات، وتوجيه طرق التفكير عبر الأفلام والروايات والقصائد والأغاني”.
** الوجه الآخر للفنالشودري أحيت العديد من الحفلات والأنشطة الخيرية والتطوعية، لفائدة الأطفال أو مرضى السرطان. وتعقيبا عن ذلك، ترى الفنانة المغربية أنّ “الدور الاجتماعي والتطوعي لا يقتصر على الفنان دون غيره، لكن الفنان الحقيقي بإحساسه المرهف يكون أقرب إلى الناس، ويشعر بمآسيهم وأحزانهم، ويحاول أن يسعدهم بكل الطرق التي وهبه الله له”.وختمت بالقول: “لذلك، ارتكزت، منذ بداياتي، على توظيف صوتي في سبيل إسعاد المحرومين، ولهذا كانت معظم الحفلات التي أنظمها وأشارك فيها خيرية أو ثقافية”. –
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى