تبرز، يوماً بعد آخر وبشكل مخيف، ملامح كارثة إنسانية في مدينة الحـُديدة/غرب اليمن، والتي تشهد أطرافها وضواحيها حرباً تهدد حياة اليمنيين يمن مونيتور/خاص
أفردت صحيفة (القدس العربي) الصادرة من لندن، اليوم الأحد ، ملفاً خاصاً عن اليمن، وبالتحديد المعارك الدائرة في الحديدة والوضع الإنساني الكارثي الذي ينتظر سكانها.
وقال الكاتب اليمني “محمد جميح”، إن الحديدة أصبحت منذ أسابيع- العنوان الأبرز للمعارك المستمرة في اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأفاد “جميح” أن أهمية الحديدة تأتي من كونها الميناء الرئيسي في البلاد وعبر مينائها تدخل حوالي 90 في المئة من المواد التجارية والإغاثية الإنسانية.
ولفت إلى أن المجتمع الدولي بات أقرب إلى التسليم بضرورة انتزاع الحديدة من الحوثيين، خاصة بعد استهدافهم للملاحة البحرية في البحر الأحمر، وتزايد إطلاقهم للصواريخ البالستية باتجاه السعودية، الأمر الذي عزز من حجة التحالف الذي تقوده الرياض في المطالبة بتسليم الحديدة، على اعتبار أن الكثير من السلاح وقطع الصواريخ يتم تهريبها عبر ميناء الحديدة، وأن الحوثيين يستعملون موارد الميناء لاستمرار الحرب.
وأكد “جميح” ، اليوم وبعد تقدم القوات الحكومية وسيطرتها على مطار الحديدة، تتعالى الأصوات مجدداً لوقف العمليات العسكرية، وبالذريعة نفسها التي تتحدث عن المعاناة الإنسانية.
ولأهمية الحديدة، نذكر أن مجلس الأمن الدولي انعقد ثلاث مرات خلال أيام معدودة لمناقشة وضع المدينة ومحاولات تجنيبها ويلات الحرب، حسب بيانات المجلس، وهو الأمر الذي رأى فيه الجانب الحكومي محاولات من بعض الأطراف لإنقاذ الحوثي بعد سيطرة القوات الحكومية على المطار.
وبين أنه مع إصرار الحكومة والتحالف على انتزاع ميناء الحديدة، وإصرار الحوثيين على التمسك بها، يبدو أن قدرها أن تواجه المزيد من المعاناة مع بدء نزوح حوالي خمسة آلاف أسرة من المدينة التي يقطنها أكثر من نصف مليون إنسان.
وضمن الملف اليمني أفاد الصحفي اليمني “أحمد الأغبري”، تبرز، يوماً بعد آخر وبشكل مخيف، ملامح كارثة إنسانية في مدينة الحـُديدة/غرب اليمن، والتي تشهد أطرافها وضواحيها حرباً تهدد حياة اليمنيين الأكثر فقراً في واحدة من أكبر من مُدن البلاد وأكثرها نشاطاً اقتصادياً، وضمن محافظة كانت تعيش ظروفاً هي الأسوأ ضمن جغرافية أكبر أزمة إنسانية في العالم تشهدها اليمن جراء الحرب الملتهبة هناك منذ أكثر من ثلاث سنوات بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور بمساندة تحالف عربي تقوده السعودية، وبين قوات ومسلحي جماعة الحوثي.
ورجح مراقبون وفقا للأغبري، أن الحرب قد لا تمر على المدينة بسلام بل ستلحق بها من الموت والخراب الكثير في ظل ما يبديه الطرفان من إصرار على السيطرة لما لنتائج ذلك من أهمية في خدمة مسارات الحرب، وهو ما يفسر أيضاً إصرارهما على تجاهل وتغييب المعاناة الإنسانية للمدنيين.
وفي ذات السياق قال الكاتب “إبراهيم درويش”، إن مؤشرات العملية العسكرية في الحديدة، تفيد أنها ستفاقم الأزمة الإنسانية السيئة ليس في الحديدة التي يعيش فيها أكثر من 500.000 نسمة بل وملايين اليمنيين الذين باتوا منذ عام 2015 يعتمدون على المساعدات الإنسانية فيما يواجه ثمانية ملايين مخاطر المجاعة حسب إحصائيات الأمم المتحدة.
ولفت “درويش” إلى أن الأمم المتحدة تحاول من خلال مبعوثها الدولي مارتن غريفيثس منع الهجوم على الميناء وإقناع الحوثيين تسليمه للوصاية الأممية لكي تديره بشكل لا يعرقل المساعدات الإنسانية. فنسبة 70 في المئة من المساعدات الإغاثية و80 في المئة من البضائع التجارية تصل إلى الحديدة.
ووفقا للكاتب ، ومن هنا جرى وقبل الهجوم التحذير من الكارثة الإنسانية التي ستحصل لو توقف الميناء عن العمل أو تعطلت منشآته بفعل القصف الجوي.